حالما وصلت اللائحة التوافقية للاتحاد اللبناني لكرة القدم إلى سدّة قيادة اللعبة مجدداً في 7 آب حتى سقط «وفاقها» على حلبة الصلاحيات، منذ الجلسة الأولى للمجموعة التي يعرف بعضها بعضاً
إبراهيم وزنه
أهل اللعبة تفرقت آراؤهم بشأن واقع التجديد للائحة التوافق بين متفائل بحتمية تدارك السلبيات السابقة لمسار جماعة الاتحاد، ومتشائم بالتغيير الإيجابي على أساس « ما الذي يمكن أن يستجد ما دامت العقليات هي هي»؟ وجاءت الأجوبة سريعة وخاطفة، ربما منذ أول لقاء لهم على كراسي الجلسة الأولى، حيث ارتسمت صورة جديدة.
وللأسف فقد توضحت خريطة تشير إلى أن الأعضاء الـ 11 قد تموضعوا في دوائر، بهدف الإمساك بقرارت اللعبة، ووفق الجدول الآتي: هاشم حيدر ومازن قبيسي وموسى مكي وهامبيك ميساكيان (فريق المعارضة)، وهناك ريمون سمعان وجورج شاهين (فريق واحد)، فيما نجح سمعان الدويهي في التحرر من أي تموضع ليبقى قريباً من توجّهات حيدر وسمعان، في المقابل يقف الفريق المؤلف من رهيف علامة وأحمد قمر الدين، الذي يؤيّده محمود الربعة مبدئياً، ومن جهاد الشحف عند الضرورة.

ولاية مرّة... مرّت

بالعودة إلى سيناريو الولاية السابقة، فهي استُهلت بخلافات استمرت أكثر من سنتين، نظراً لتبدّد مفهوم التوافق أمام إصرار فريق الأمين العام على اعتماد مبدأ التصويت على أي قرار يكون محلّ خلاف، وقد سارت الأمور لاحقاً في خط الهدنة نتيجة الضغوط التي مارسها الثلاثي (سمعان والدويهي وميساكيان) على طرفي الخلاف، ومعظم نقاط الاختلاف بين الفريقين مردّها إلى العقليتين الإداريتين المختلفتين بين الرئيس حيدر وأمينه العام علامة، ولا أحد ينكر أن هذا السجال العلني تارةً، والخفي طوراً قد أوصل اللعبة إلى مشارف الهاوية، ولما وجد الرجلان نفسيهما محل ثقة الفعاليات السياسية للمضي قدماً في قيادة اللعبة، هدأت الأمور وأطلّا معاً، ومجدّداً على جناح «التوافق» المفروض سياسياً، المرفوض منطقياً.

الخلافات المتجددة... لماذا؟

«الاتحاد بدّو يمشي واللعبة بدّها تمشي غصباً عن الجميع»، «لن نقبل بأي ثنائية بعد الآن، وعلى الجميع أن يرضخ لرغبة فريق الاتحاد ككل»، «لا بد من تنظيم مؤتمر يجمع جميع المعنيين باللعبة لإنهاضها من كبوتها»، «ولّى زمن الانقسامات وجاء زمن العمل بقلوب متضامنة»، كل ما ذكرناه، جاء على لسان أعضاء في الاتحاد الجديد، لكن الكلام شيء والأفعال شيء آخر، فمنذ الجلسة الأولى للاتحاد بدا أن لمسلسل الانقسام جزءاً ثانياً (نأمل أن لا يحذو الاتحاد حذو مسلسل باب الحارة في عدد أجزائه)، فعند تأليف اللجان جرى الاتفاق على تفعيل عمل اللجان دون التفات الطرفين إلى الفوز بها، وهذه حسنة لا بد من ذكرها، لكن هناك من يطالب بأن ترفع اللجان محاضر اجتماعاتها إلى اللجنة العليا، وهذا ما زال قيد الدرس والمطالبة.
وهناك مطالبة بأن تجري المراسلات بطريقة أكثر شفافية، وخصوصاً في ما يخصّ لجنتي الملاعب والحكام، وصولاً إلى المشكلة المستجدة، بحيث أصرّ أكثر من ثلثي الأعضاء على أن يجري إبلاغهم بجدول أعمال الجلسات الأسبوعية قبل انعقادها، وفي ذلك رغبة واضحة من جانب البعض للمشاركة الجدية في القرارات، وهناك من يقول إن هذا الأمر لم يرُق الأمين العام رهيف علامة، وهنا يسأل مراقب «لماذا كان يحصل ذلك منذ أربع سنوات ولم يعارضه به أحد؟»، ليردّ أحد الأعضاء «حان وقت المحاسبة والعمل بوضوح... وعالمكشوف». ويتوقع مراقبون، أن تُكسر هيبة أحد أطراف الاتحاد الفاعلين على خلفية إدراكه لخسارته لأي معركة انتخابية داخل قاعة الاجتماعات، ويضيف مقرّب من الاتحاد «لقد تحدّدت الأحجام ولا ضرورة إلى أن يسير أحدهم على عكس السير».


جلسة ... لا جلسة

بعدما طارت جلسة الاتحاد المقررة أمس، تضاربت الآراء حول آلية الدعوة إليها وظروفها، فغاب الرئيس هاشم حيدر (الصورة) وغالبية الأعضاء، وأكّد علامة أنه لم يتقرّر عقد أي جلسة، فيما حضر مازن قبيسي على الموعد وحيداً، ليستمر صراع النفوذ بين الرئيس والأمين العام.