ليونيل ميسي، كريستيانو رونالدو، وفرانك ريبيري. ثلاثة أسماء كبيرة في دنيا كرة القدم، صنعت نجوميتها عبر أنديتها وانتظرت منها منتخبات بلادها تحقيق حلم الفوز بكأس العالم، لكن ماذا اذا غابت هذه الاسماء عن مونديال 2010؟
شربل كريّم
يرى كثيرون أن ميسي ورونالدو وريبيري هم أفضل ثلاثة لاعبين في العالم حالياً، وهم يحملون من دون شك مسؤولية عظيمة على صعيد منتخبات بلادهم، فأصبحوا رمزاً للمشجعين الذين رأوا في كل واحدٍ منهم «المخلّص» الذي لا يمكن ان يفوز المنتخب من دونه. لكن الواقع يبدو مختلفاً حالياً، اذ رغم تمتع كل من هؤلاء النجوم بمهارات استثنائية فهم لم يتمكنوا حتى الآن من انقاذ منتخباتهم من الوضع الحرج الذي تعيشه، اذ رغم وقوف الارجنتين في المركز الرابع ضمن تصفيات اميركا الجنوبية المؤهلة الى مونديال جنوب افريقيا، فإن الخطر لا يزال يحدق بها من قبل ملاحقيها. وفي الوقت الذي تملك فيه فرنسا فرصةً للحاق بركب الملحق الاوروبي من بوابة المجموعة السابعة، تبدو البرتغال في موقفٍ حرج لكونها تقبع في المركز الرابع ضمن المجموعة الاولى، حيث تبتعد بفارق سبع نقاطٍ عن الدانمارك المتصدرة.
صحيح أن الأرجنتيني والبرتغالي والفرنسي خاضوا سابقاً التجربة المونديالية، لكن يمكن اعتبار أنهم وصلوا في الموسمين الاخيرين الى أعلى مستوى لهم منذ انطلاق مشوارهم، وهم لديهم الكثير ليندموا عليه في حال تبخّر حلم كأس العالم، وخصوصاً ميسي وريبيري اللذين لم يلعبا الدور الأساس في المانيا 2006. فالأول لم يحظَ بثقة خوسيه بيكرمان في المباريات الكبيرة وأهمها التي خرجت فيها الأرجنتين على يد ألمانيا في الدور ربع النهائي، بينما بقي الثاني في ظل نجم فرنسا الأوحد زين الدين زيدان، وهو يقف اليوم أمام خطر عيش تلك التجربة المريرة التي تذوقها إريك كانتونا وجان بيار بابان ودافيد جينولا عندما سقطوا أمام بلغاريا التي عبرت على حسابهم الى مونديال 1994، في واحدةٍ من أكبر مفاجآت التصفيات على مرّ التاريخ.

نجومٌ لم تعرف المونديال

اذا عدنا في الذاكرة الى الماضي القريب او البعيد، نجد ان ميسي ورونالدو وريبيري الذين تذوقوا طعم المشاركة في كأس العالم، هم أكثر حظاً من بعض النجوم العالميين الذين سبقوهم الى الألقاب العالمية الفردية أو قادوا أنديتهم الى المجد من دون أن يلعبوا تحت أضواء المونديال.
وتطول اللائحة على هذا الصعيد لأسباب مختلفة، اذ انها ارتبطت كثيراً بضعف منتخبات بعض النجوم، تماماً كما حصل مع الويلزي راين غيغز الذي كان في فترة من الفترات أحد أفضل لاعبي العالم، لكنه لم يجد العون لتحقيق حلم ويلز ببلوغ النهائيات لمرةٍ ثانية بعد الأولى عام 1958.
وينطبق الأمر عينه على لاعبٍ قيل في الجزيرة البريطانية إنه أفضل من «الأسطورتين» الأرجنتيني دييغو ارماندو مارادونا والبرازيلي بيليه، وهو الإيرلندي الشمالي جورج بست الذي حاز جائزة افضل لاعب في اوروبا عام 1968، من دون ان يتمكن من لعب دور المنقذ في منتخب بلاده الذي بقي صغيراً في القارة العجوز.
اما الليبيري جورج وياه الذي كان يفعل المستحيل على ارض الميدان، ما منحه لقبي افضل لاعب في أوروبا والعالم عام 1995، فهو قال دائماً إنه أمام مهمة مستحيلة لحمل منتخب بلاده المتواضع الى المونديال، فاعتزل من دون تحقيق الحلم المنشود.
«عملاق» آخر عاش مأساة بست رغم تنقله بين المنتخبات كمن ينتقل من نادٍ الى آخر، وهو الأرجنتيني ــ الكولومبي ــ الإسباني الفريدو دي ستيفانو!
ولأسطورة ريال مدريد قصة أخرى، إذ فشل في التأهل مع الارجنتين الى مونديال 1950، ثم منع من المشاركة في نهائيات 1954 مع اسبانيا بعد حصوله على جنسيتها بسبب دفاعه سابقاً عن ألوان بلاده الأمّ الأرجنتين، اضافة الى كولومبيا. وعندما منح الإذن بعدها للعب مع الاسبان، لم يتمكن هؤلاء من حجز مكانهم في مونديال 1958، ثم حرمته الإصابة من اللعب على المسرح العالمي عام 1962.

ضربة للمونديال الأفريقي

فعلاً ستكون ضربة كبرى لمونديال جنوب أفريقيا إذا غاب ميسي او رونالدو او ريبيري، فكيف الحال اذا لم يكن أيّ منهم في العرس العالمي؟
ولهذه الضربة ارتدادات سلبية كبيرة، أولها على الصعيد الفني، اذ بغضّ النظر عن الاضافة الاستعراضية التي يقدّمها ميسي ورونالدو وريبيري، سيفتقر المونديال الى ثقل منتخباتهم التي تعجّ بأسماءٍ معروفة أيضاً، ما يؤثر على المستوى العام للبطولة. أضف أن الشركات الراعية التي ارتبطت مع هؤلاء النجوم بعقودٍ بمليارات الدولارات، ستخسر الكثير، وهي التي بدأت أصلاً تحضّر البرنامج التسويقي التي سيمثّل فيه كل منهم وجهها في المحفل الكروي، وعلى رأسها شركة «نايكي» للتجهيزات الرياضية التي يحمل اسمها رونالدو وريبيري، ومنافستها «أديداس» التي جعلت من ميسي شعارها الإعلاني في الفترة الأخيرة.