علي صفاتابعنا، كما الألوف، اللقاء القمة بين منتخب السعودية وضيفه البحريني، على بطاقة الملحق الأول لنهائيات مونديال الكرة.
لقاء عربي، نجح فيه البحريني بتعادل إيجابي، فتأهل للملحق الثاني وسقط السعودي متحسراً.
لكن ماذا سمعنا من المعلّق السعودي عبر الشاشة الناقلة art «العربية»؟
بدأ المعلق «الحرباني» بلسان سعودي، بعبارات التبجيل لمنتخبه المتفوق، واستدرار دعاء الجماهير للأخضر، ودعا الله تعالى لتوفيقه «ضد شقيقه البحريني»!!
ونسي هذا مهمته الموضوعية وآدابها. وبعد الصراخ والابتهال، تقدم السعودي بهدف، فصرخ الحرباني: يا الله، أنصفت الأخضر، خلاص يا سعودي أبشر جاء الفرج إلى كأس العالم، يا الله... يا الله!!
وبعد دقيقتين فقط، خطف البحريني هدف التعادل «للفوز»، فصمت المعلق وكاد يختنق. وخرج السعودي من المنافسة، وخرج مسؤولوه الكبار سريعاً من المنصة وغادر الجمهور الكبير مكسوراً، ليبدأ تسونامي النقد الجارف على كبش المحرقة كالعادة، المدرب أولاً!
...وكيف تابع الجمهور الحيادي، هذا التعليك؟
أنا كتمت الصوت قرفاً من التحيز والتعصب والكلام الفارغ المزعج، وتساءلت عن دعوة الله تعالى لدعم فريق عربي على فريق شقيق؟
هل هذا هو دور المعلق؟ وكيف تسمح الشاشة بكلام كهذا؟ هل هي سعودية أولاً ضد أشقائها العرب، وضد آخرين شعوبياً أحياناً؟
غريب! لم نلحظ هذه المواقف ضد فرق أجنبية مثلاً؟
ورياضياً، هل يستحق هذا المنتخب السعودي أن يمثّل السعودية في كأس العالم، بعدما شرّفها منتخبها في مونديال 1994، وشرّف الكرة العربية عبر نجومه الكبار محمد الدعيع وصالح النعيمة وفؤاد أنور وسامي الجابر ومحمد جواد؟
الجماهير السعودية كانت أرقى بآرائها، وهي تدرك أن منتخبها متراجع، والبحريني يستحق، كما أعلن نجماها ماجد عبد الله وخالد الشنيف، في الاستوديو.
أخيراً ببساطة، كيف تتطور رياضة، أو حتى بلد، اعلاميوه أو معلقوه يفتقدون معنى التعليق وآدابه.
وكيف تتطور شاشات تطرح مثل هؤلاء... نجوماً لها؟!