امتحان حضاري
علي صفا
غاب رمضان، ويُختَتَم العيد، وتعود دورة الحياة إلى «مجاريها» الطبيعية المسدودة، حياتياً وسياسياً ورياضياً، دون أفق وبلا معنى غالباً... عدا حدث كبير.

■ ■ ■


دورة الألعاب الفرنكوفونية عندنا. Bienvenue au liban. أولمبياد مصغّر. رياضيون من 48 دولة يحلّون ضيوفاً ويتنافسون في ملاعبنا، وتنقلها شاشات لا تحصى لشعوب الأرض.
مهرجان رياضي، ثقافي، سياحي يحرّك قطاعات لبنانية منوّعة، وينشر لبنان في ربوع العالم. تجربة هائلة توجب علينا متابعتها، في الملاعب مباشرة وعلى الشاشات، ونملأ بعض المدرجات لنشجع فرقنا الوطنية والضيوف أيضاً.
هي تجربة لصهر جماهير لبنان في الملاعب، حيث تحتاج إلى التشجيع الموحّد بعيداً من الهتافات النافرة التي دنّست ملاعبنا سابقاً.
مهرجان الفرنكوفونية، يستحق حشداً إعلامياً أكبر، وبرامج خاصة يومية، تزيّن شاشاتنا عوضاً عن برامج سياسية فارغة.
في 27 أيلول ينطلق المهرجان، ويضعنا أمام امتحان حضاري.

■ ■ ■


رمضان كريم. عنوان جميل لشهر فضيل يتردد في الإعلام وعلى اللافتات وبين الناس.
رمضان يفترض أن يكون كريماً طبعاً، لكن ماذا عن الواقع: غلاء الخضار والمآكل الشعبية والمصاريف، وفراغ الجيوب، وطلبات الأبناء، والمدارس، وأخيراً كوارث الأمطار... ولا يبقى سوى كرم المحبة.
وفي الرياضة، لم يظهر الكرم في الألعاب ولا اتحاداتها ولا «أولمبيّتها» ولا في مراجع الرياضة الوطنية.
رمضان كريم. عنوان جميل تحوّل إلى حروف بلا معان، لولا لمحات نادرة. عذراً رمضان. بقي لك الصيام عن الطعام... وقلّة الاحترام.

■ ■ ■


سلخ السياسة عن الرياضة مطلب وطني عام... وقرأت: «فاز فريق منسّقية الضاحية في تيار المستقبل بكأس دورة رمضان بكرة القدم المصغرة». نشاط جيد وخبر جيد. ثم «سلّم الفريق الفائز كأس الدورة إلى النائب... والمنسّق العام للتيار...»!! خبر سيئ لا علاقة له بالرياضة.
لماذا يسلّم فريق كأسه إلى مراجع سياسية، أيّاً تكن. ومَن هو العبقري الذي يأمر بذلك... ولماذا؟
متى تبدأ المراجع السياسية تلقائياً برفض هذه الظاهرة المتخلّفة، التي تلطّخ رياضاتنا واتحاداتها وتركيباتها... وتغرقها في وحول الاستغلال السياسي؟!