للأسماء سحرها في عالم كرة القدم. كثير من النجوم حفروا أسماءهم في تاريخ اللعبة، لكن من قال إن هذه الأسماء تندثر مع مرور الزمن، لا بل تعود مع لاعبين آخرين وإن تبدّلت الأمكنة والجنسيات
حسن زين الدين
ميشال بلاتيني، عاد مجدداً إلى المستطيل الأخضر. ليس في الأمر مزحة أو كذبة الأول من نيسان الشهيرة. بلاتيني سجّل هدفاً أيضاً الأسبوع الماضي في مسابقة «يوروبا ليغ». لكن بلاتيني الآن غير بلاتيني الأمس، في سنوات الثمانينيات، نجم فرنسا ويوفنتوس الإيطالي وأحد أفضل لاعبي العالم على مرّ التاريخ. بلاتيني الآن هو لاعب برازيلي يدافع عن ألوان سسكا صوفيا البلغاري، وقد سرق الأضواء، لا لهدفه الذي سجله في مرمى فولام الإنكليزي بل لاسمه الذي يزيّن قميصه: بلاتيني، واسمه الكامل هو ميشال بلاتيني فيريرا ماسكيتا. لكن ما يميّزه عن بلاتيني الفرنسي هو إضافة إلى الشكل، رقم قميصه الـ22، فيما بلاتيني الثمانينيات كان يرتدي القميص الرقم 10. لعلّها مصادفة أن يكون اسم بلاتيني حاضراً بين هدافي الجولة الأولى من المسابقة التي تحمل هذا الاسم الجديد (عوضاً عن كأس الاتحاد) في عهد رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ميشال بلاتيني «الأصلي».
إنها لعبة الأسماء إذاً. لعبة تستحوذ على اهتمام الجمهور. تسرق الأضواء. لا شك في أن الاهتمام ببلاتيني البرازيلي سيزداد الآن، لا لشيء، فقط لأنه يحمل اسم ذاك النجم الكبير.
لكن بلاتيني لم يعد وحده إلى الأضواء هذه الأيام، فها هو اسم مولر يبرز من جديد في ألمانيا. من لا يعرف مولر؟ عائلة شهيرة في ملاعب ألمانيا، لكن أشهر من مثّلها على الإطلاق هما غيرد مولر (تكتب muller في ألمانيا) نجم هجوم «المانشافت» في السبعينيات، «المدفعجي» كما كان يلقّب، ومن بعده جاء أندرياس مولر (تكتب moller) في التسعينيات، نجم الوسط الدولي ولاعب بوروسيا دورتموند ويوفنتوس الإيطالي السابق.
توماس مولر لاعب بايرن ميونيخ هو من يحمل اللواء الآن. ويبدو أن مولر الحالي لن يشذّ عن أسلافه، فها هو رغم صغر سنّه يعد بموهبة كبرى في أوروبا.

الاسم يُدخل كتاب غينيس

إذا استعرضنا تاريخ كرة القدم، على الأقل في الماضي القريب، وبغضّ النظر عن القربى العائلية، إن بين الآباء والأبناء أو بين الأشقاء، فإننا نجد أن أسماء النجوم كانت تتردد في أكثر من مكان، أو تعود للظهور بجنسياتٍ مختلفة وإن كألقاب. هكذا اشتهر الغاني عبيدي بيليه لاعب مرسيليا الفرنسي السابق في التسعينيات، واجتمع روبرتو ودينو باجيو في منتخب إيطاليا، وغيرهما الكثير من الأمثلة، لكن اسم رونالدو سيبقى علامة فارقة في لعبة الأسماء في تاريخ كرة القدم.
نجمان كبيران يحملان الاسم عينه في الوقت عينه. حالة استثنائية. أحدهما هو البرازيلي الذي كان السبّاق في حمل هذا الاسم إلى النجومية، وفي الفترة الأخيرة من تألّقه ظهر إلى العلن اسمه بقميص لاعب آخر، في بلاد أخرى، ونادٍ آخر، إنه رونالدو البرتغالي هذه المرّة. ورغم موهبة هذا الأخير، لا يمكن التغاضي عن أن اسمه في أيامه الأولى في الملاعب كان جاذباً للأضواء لمجرد أنه اسم البرازيلي المتألق نفسه. مصادفة، كان بإمكان البرتغالي إحباطها لو اختار اسم كريستيانو على قميصه مثلاً، لكن اختياره لرونالدو اختزل له الكثير من المسافات مع النجومية.
لكن في عالم كرة القدم، لا مكان فقط للمصادفات في لعبة الأسماء. فها هو أحد النوادي الهاوية في إيطاليا يسعى إلى دخول كتاب «غينيس» للأرقام القياسية بفضل اسمه، كيف لا، وكل لاعبي الفريق، بمن فيهم الطاقمان التدريبي (مع الطبيب) والإداري، يحملون ذات اسم العائلة: دي فييو.
إنه فريق دي فييو إذاً، الذي أسّسه اللاعب السابق ماوريتسيو دي فييو، في منطقة سيرينو الإيطالية. حتى إن الشركة الراعية للنادي تحمل شعار دي فييو، كما أن ملعب النادي يقع في شارع رافايل دي فييو!


مودريتش نسخة عن كرويف!

لم يحتج الكرواتي لوكا مودريتش، لاعب توتنهام هوتسبر الإنكليزي، إلى أن يختار لنفسه رقم نجم هولندا السابق يوهان كرويف (14) ويضعه على ظهر قميصه، فاللاعب شديد الشّبه الخلقي بالهولندي «الطائر»، وهذا الأمر سلّط عليه الأضواء تلقائياً، بغضّ النظر عن موهبته الواضحة.