تحوّل ملعب المدينة الرياضية، أمس، في افتتاح دورة الألعاب الفرنكوفونية إلى مسرح للأضواء والألوان والفنون، فاختلط رياضيّو الشعوب المشاركة تحت راية الرياضة، في حفل ضخم هو بداية نشاط رياضي ثقافي يستمر حتى 6 تشرين الأول
عبد القادر سعد
«من بيروت أم الشرائع حاضنة معهد الحقوق والثقافات الواسعة، أعلن باسم الجمهورية اللبنانية افتتاح الألعاب»، بهذه الكلمات أعلن رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان انطلاق أكبر تجمّع رياضي يستضيفه لبنان منذ الدورة العربية عام 1997 وكأس أمم آسيا 2000. تحوّلت أرض الملعب وسماء بيروت إلى لوحة فنية أمام نحو عشرين ألف مشاهد احتفلوا مع شعوب الدول الفرنكوفونية (42 دولة مشاركة) بانطلاق هذا اللقاء الرياضي ـــــ الثقافي الذي شاهده الملايين عبر شاشات التلفزة، بحضور عدد من الشخصيات السياسية والرياضية والفنية، تقدمهم رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون والأمين العام للمنظمة الفرنكوفونية عبدو ضيوف والأمير البير دوموناكو ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة والرئيس المكلّف سعد الحريري.
مكسيم شعيا غرس علم الفرنكوفونية في وسط الملعب، قبل أن يلقي ضيوف كلمة مقتضبة داعياً الرئيس سليمان إلى افتتاح الدورة.
كلمة سليمان باللغتين الفرنسية والعربية أشار فيها إلى الحدث الرياضي الثقافي الذي يعكس صورة مشرقة لازمت لبنان منذ عهده بالحياة.
الحفل الذي سمّي «رحلة الذهاب والعودة»، ودام ساعتين وقدّمه طوني بارود وهالة كبابي، شهد أيضاً فقرات موسيقية وعرضاً فنياً وحفلة غنائية شاركت فيها الفنانة ماجدة الرومي والفنان السنغالي يوسي ندور، اللذين قدّما أغنية الدورة «نحن أصدقاء العالم»، المقتبسة بتصرّف من مسرحية قدموس الشعرية للشاعر سعيد عقل، إضافة إلى تلاوة بطلة كرة الطاولة نيفين مومجوغوليان قَسم المتبارين، والحكم الدولي علي صباغ قَسم الحكام والفنيين.
وافتتح وفد النيجر، الذي نظّمت بلاده النسخة الماضية من الألعاب، عرض الوفود الـ42 المشاركة، وحظي الوفد اللبناني، آخر الداخلين بصفته الدولة المنظّمة الذي حمل علمه بطل الجودو رودي حشاش، بترحيب حار ووقف له الحضور.
«رحلة الذهاب والعودة» قادت الحضور من جبيل مهد الأبجدية إلى طرابلس وعهدها المملوكي، وقلعة سان جيل على صوت عبد الكريم الشعار ورقص صوفي لفرقة الدراويش، إلى وادي القديسين قاديشا،

تجسّدت الرحلة على مساحة 18 ألف متر مربع، بمشاركة 1200 فنان ومؤدٍ وموسيقي

حمل بطل الجودو رودي حشاش علم لبنان

ترافقه تراتيل سريانية لجوقة جامعة سيدة اللويزة، إلى بعلبك جوبيتير وباخوس والدبكة اللبنانية، وعنجر وقلعتها الأموية، تواكبها آلة الدودوك الأرمنية، إلى الشوف بيت الدين ودير القمر والأمير فخر الدين سلطان البر والبحر، والأمير بشير الشهابي وأميرات الجبل، فصيدا الصيادين وزهر البساتين العاصية على الفاتحين، غنّتها موسيقى أحمد قعبور، إلى صور المصدّرة إليسار وأوروبا ملكتين إلى قرطاج... والقارة القديمة، حملتهما قوارب فينيقية عبرت اليمّ والأمواج العاتية.
ومن أبحاث المؤرخ أسد سيف، استوحى معدّو العمل قصة الثقافة والتنوّع في بلاد الأرز، وميزة الانفتاح التي عرفها منذ الإنسان الأول، الذي اكتشفت آثار له في كسار عقيل في أنطلياس تعود إلى أربعة آلاف سنة. والتنوّع الغني الذي مزجه المخرج الفرنسي دانييل شاربانتييه وأعاد صوغه موسيقياً خالد مزنر مستعيناً بمقاطع وأعمال فنية للبنانيين، كالرحابنة ومارسيل خليفة وزكي ناصيف وأحمد قعبور، ومختارات من أعمال عبد الحليم كركلا ومساهمة عبد الكريم الشعار، إلى جوقتي جامعة سيدة اللويزة والفيحاء، ومشاركة تانيا قسيس التي حازت جائزة خاصة في فئة الغناء في دورة الـ2001 الفرنكوفونية في أوتاوا هول.

برنامج المنافسات

تبدأ اليوم منافسات خمس ألعاب وتستكمل في لعبة واحدة ضمن الدورة الفرنكوفونية كالآتي:
■ كرة السلة: تنطلق منافسات مباريات كرة السلة للسيدات في قاعة صائب سلام الرياضية في المنارة، وتستمر منافساتها حتى الاثنين المقبل (8 أيام) تجري خلالها 38 مباراة.
ويلعب المنتخب المالي، حامل لقب البطولة الأفريقية عام 2007، مع منتخب كيبيك الساعة 10,00 صباحاً، وفي الساعة 12,00 ظهراً يتقابل منتخبا قبرص وتونس. وفي أقوى مواجهات اليوم الأول، يلتقي المنتخب الفرنسي، حامل لقب البطولة الأوروبية عام 2009، نظيره ساحل العاج الساعة 2,00 بعد الظهر، ثم يستضيف المنتخب اللبناني الساعة 4,00 بعد الظهر نظيره الكاميروني، في مباراة يتوقع أن يحتشد لها جمهور كبير لمؤازرة سيدات لبنان في باكورة مبارياتهن. وفي الساعة 6,00 مساءً يلعب المنتخب البلجيكي مع المنتخب السنغالي. ويلتقي في ختام اليوم الأول الساعة 8,00 ليلاً منتخبا رومانيا وموزامبيق.
■ الجودو: تنطلق اليوم الاثنين منافسات الجودو في مجمع ميشال المر في البوشرية.
■ كرة القدم: في اليوم الثاني من مسابقة كرة القدم، تقام اليوم ثلاث مباريات. فعلى ملعب صيدا، يتواجه السنغال وفرنسا عند الساعة 18.00 في المجموعة الأولى. وعند الساعة 21.00 يلتقي لبنان وساحل العاج على الملعب عينه، ضمن المجموعة الثالثة. وعلى ملعب بيروت البلدي، تلتقي رواندا والكاميرون عند الساعة 18.00، ضمن المجموعة الثانية.
■ الملاكمة: تبدأ اليوم الاثنين منازلات لعبة الملاكمة التي تستضيفها قاعة المدينة الرياضية في بيروت.
■ الطائرة الشاطئيّة: تفتتح اليوم تصفيات مسابقة الكرة الشاطئيّة في الدورة الفرنكوفونيّة الساعة 9:30 صباحاً لغاية الـ5:30 عصراً في منتجع إدة ساندز ـــــ جبيل.
■ كرة الطاولة: كذلك تنطلق منافسات كرة الطاولة على ملعب مزهر. وأعلن الاتحاد اللبناني لكرة الطاولة تسمية اللاعب رشيد البوبو واللاعبة تفين ممجوغوليان.

النشاط الثقافي

همروجة فنيّة كبيرة، بين موسيقى ورقص وتصوير فوتوغرافي وفنون تشكيليّة، أضافها المنظّمون إلى قافلة دورة «الألعاب الفرنكوفونيّة السادسة». يأتي البرنامج المكثّف على هامش الحدث الرياضي، ليمثّل محطّة لقاء بين فنانين لبنانيين ووجوه إعلاميّة وأدبيّة فرنكوفونيّة.


كرة القدم

لبنان يخسر أمام الكونغو ويصعّب مهمته


تقدم منتخب لبنان للشباب، دون 20 عاماً، مدة 74 دقيقة، قبل أن يخسر أمام منتخب الكونغو القوي بهدفين لهدف، ضمن منافسات المجموعة 3، التي تضم أيضاً منتخب ساحل العاج الأقوى. افتتح لبنان منافسات الكرة أمام العشرات رغم مجانية الدخول (؟!) تقدّمتهم وزيرة التربية بهية الحريري، على ملعب بيروت البلدي.
بدا اللبنانيون في حماسة زائدة وفاجأوا الكونغوليين بهدف مبكر، إثر كرة طويلة لعبها المدافع أحمد المصري لينفرد بها ربيع عطايا متياسراً، فيصلحها ويسددها، فيفشل المدافع في إبعادها وتدخل (د9). وينسّق الكونغولي صفوفه، فيتفوّق لعباً وفرصاً، ويتألق الدفاع اللبناني وحارسه محمد حجازي في تعطيلها.
وفي الشوط الثاني، يضغط الكونغولي ويجبر اللبناني على دفاع المنطقة، فيعادل الكونغولي نغافوكا بكرة حرة رائعة وصعبة(74). ويأتي هدف التقدم الكونغولي عبر كرة عرضية من الجناح مالونغا، ويحاول المدافع النشيط عبد الله طالب إبعادها فتتحول إلى مرماه خطأً (88). وعلى هذا يكون منتخب لبنان قد صعّب مهمته أكثر، حيث سيقابل منتخب ساحل العاج القوي، علماً بأن المنتخبين الأول والثاني يتأهّلان للدور الثاني.
وفاز المغرب على السنغال 1 - 0 ضمن المجموعة الأولى على ملعب صيدا، كما فازت رواندا على كندا 3 - 2 في المجموعة الثانية.


الصوت الملائكي لماجدة الرومي أضفى جواً خاصاً وشعيا غرس العلم