ينطلق الدوري الألماني لكرة القدم بعد يومين، وفيه ستكون الأنظار موجّهة مجدداً إلى أعرق الأندية هناك، بايرن ميونيخ، الذي لا تضعه الترشيحات في موقفٍ قوي لاستعادة العرش الذي فقده لمصلحة فولسبورغ في نهاية الموسم الماضي
شربل كريّم
سيطل بايرن ميونيخ بوجهٍ جديد عند انطلاق «البوندسليغه»، على الأقل ناحية الجهاز الفني حيث تسلّم الهولندي لويس فان غال دفة القيادة. لكن رغم خبرة الرجل في قيادة الفرق الكبرى والصغرى على حدٍّ سواء إلى الألقاب، فإن الكثير من الشكوك تدور في الفلك البافاري حول إمكان قدرة التشكيلة الحالية على إعادة درع الدوري إلى «أليانز أرينا».
لا يختلف وضع بايرن ميونيخ حالياً عنه في الفترة عينها الموسم الماضي، وذلك عندما هلّل الجميع لتوجّه التجديد الذي اعتمدته الإدارة بتعاقدها مع يورغن كلينسمان، فدخل الفريق مرشحاً فوق العادة لحصد الألقاب. إلا أن الفشل الذريع كان على الموعد مع «الحصان الأشقر»، فخسر السباق إلى اللقب المحلي، وخرج ذليلاً من مسابقة دوري أبطال أوروبا أمام برشلونة الإسباني.
وقيل وقتذاك إن تضارباً حصل بين رؤية كلينسمان في ما خصّ التعاقدات، وتلك التي أجراها أقوى رجلين في بايرن، أي أولي هونيس وكارل هاينز رومينيغيه، اللذين غالباً ما يُبرمان اتفاقات مع اللاعبين الجدد قبل انتهاء الموسم وقبل وصول المدرب الجديد إلى النادي!
وهذا الأمر حصل أيضاً قبل أن يحطّ فان غال في ميونيخ، فعُقد اتفاق مع الكرواتي إيفيكا أوليتش والأوكراني أناتولي تيموتشوك والشاب ألكسندر بوميوهان، ما يخلق اليوم بلبلة عند وضع التشكيلة الأساسية، إذ لم يجد أي من هؤلاء اللاعبين مكاناً له. وإذ لا يبدو الأمر مفاجئاً بالنسبة إلى أوليتش في ظل وجود تخمة من المهاجمين، أو بالنسبة إلى بوميوهان الذي يمكنه انتظار دوره بفعل صغر سنه، فإن الخطأ المشترك بين الإدارة والمدرب يظهر عند تيموتشوك الذي كان يفترض أن يسدّ الثغرة التي خلقها القائد الهولندي مارك فان بومل في الموسم الماضي. لكن يبدو أن فان غال قَدِم بحساباتٍ جديدة لا تخلو من روح المواطنية، فثبّت فان بومل في مركزه وأبقاه قائداً رغم عدم تحليه بروح المسؤولية في الموسم الماضي، حيث تلقى العدد الأكبر من الإنذارات والبطاقات الحمراء!

تاريخ مبهر ومقلق

وفي الوقت الذي سطّر فيه فان غال إنجازات مميزة مع برشلونة سابقاً ومع أزد الكمار الهولندي حديثاً، يبقى هذا الرجل مصدر قلقٍ، فهو بعدما رفع النادي الكاتالوني إلى المجد، خرج منه بعد نتائج كارثية، أضف أن تهمة العار التصقت به عندما فشل في قيادة منتخب هولندي ضمّ مواهب فذة من طينة دينيس بيرغكامب، إلى مونديال 2002.
شريط هذه الصور مرّ فعلاً عند رؤية فان غال يستغني بدمٍ بارد عن خدمات أحد أبرز المدافعين، أي البرازيلي لوسيو، وذلك بعد أيامٍ قليلة على تقديم الأخير مستوى عالياً في كأس القارات. واللافت هنا، أن الهولندي استبدل أحد أفضل اللاعبين الأجانب في تاريخ «البوندسليغه» بلاعبٍ شاب لا يعرف الكثيرون اسمه، هو هولغر بادشتوبر، ليشغل مركزاً حساساً في قلب الدفاع، على أن يكون الأرجنتيني مارتن ديميكيليس المتذبذب المستوى والبلجيكي دانيال فان بويتن الثقيل الحركة والبرازيلي برينو صاحب الخبرة القليلة شريكاً له في خط الظهر. وفي هذا الخط نجد عجقة في مركز الظهير الأيمن، حيث حجز فيليب لام مركزاً أساسياً على حساب الشابين كريستيان ليل وأندرياس غورليتز العائد من كارلسروه، بينما سيهتم الهولندي إدسون برافهايد بمركز الظهير الأيسر بالتناوب مع الكرواتي دانيال برانييتش الذي استُقدم أصلاً ليكون خليفة البرازيلي زي روبرتو. وليس بعيداً عن الدفاع، ليس هناك تفسير لعدم حلّ مشكلة حراسة المرمى، حيث لا تُحصى الأهداف التي سبّبها ميكايل رينسينغ في الموسم الماضي، فقد تراجعت الإدارة سريعاً عن فكرة التعاقد مع أحد الحارسين الفرنسي سيباستيان فراي والكاميروني كارلوس كاميني.

ريبيري أفضل صفقة

ويمكن اعتبار أن التمسّك بالنجم الفرنسي فرانك ريبيري كان أفضل شيء حصل لبايرن هذا الصيف، ولو أنه دفع مبلغاً قياسياً للحصول على خدمات المهاجم الدولي ماريو غوميز، الذي رغم تألقه مع شتوتغارت، فقد فشل على الساحة الدولية مقارنة بشريكه في خط الهجوم البافاري ميروسلاف كلوزه.
وبغض النظر عن وجود الإيطالي لوكا طوني في هذا الخط أيضاً، فإن الخطر لا يزال محدّقاً ببايرن، والسبب أن الفرق المنافسة لم تنم خلال الصيف، بل كان لها وقعها في سوق الانتقالات، والدليل مثلاً تعاقد فولسبورغ مع النيجيري أوبافيمي مارتنز، وشتوتغارت مع الروسي بافل بوغريبنياك، إلى استعادته خدمات البيلاروسي ألكسندر هليب.