يضع برشلونة لمساته الأخيرة استعداداً للموسم الجديد، حيث بدا الجميع جاهزاً لصدّ محاولات ريال مدريد لاستعادة اللقب، وتبقى علامة استفهام عن مدى الدور الذي سيؤديه النجم الجديد السويدي زلاتان إبراهيموفيتش
شربل كريم
لا شك في أن الأنظار ستكون موجّهة إلى برشلونة بطل الدوري الإسباني ومسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم في الموسم الجديد، لكن ليس لمعرفة ما إذا كان بإمكانه تحقيق نتائج جيدة، بل لمراقبة ما إذا كانت نوعية الكرة التي سيلعبها هي نفسها تلك التي طبعت أداءه الرائع في الموسم الماضي. ويدرك الجميع أن الكيميائية بين العناصر الأساسيين في تشكيلة المدرب جوسيب غوارديولا كانت السبب الرئيسي وراء النجاح الأسطوري للفريق الكاتالوني، إذ بدا كأنّ النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي يحفظ تحركات زميله في خط المقدمة صامويل إيتو عن غيب، والأمر عينه ينطبق على «المهندسين» أندريس إينييستا وشافي هرنانديز اللذين تمكنا بتمريراتهما الدقيقة من وضع الكرة على قدم أي لاعبٍ يرتدي الألوان الزرقاء والحمراء.
لكن مع رحيل إيتو الى إنتر ميلان مقابل وصول إبراهيموفيتش، قد يكون الوضع مغايراً بعض الشيء بالنظر إلى الفارق في الشخصية الكروية التي يتمتع بها كل من المهاجمَين الفذّين.

قرار صائب أم خاطئ؟

عندما قررت إدارة «البرسا» فكّ ارتباطها بإيتو الذي كان عنصراً حاسماً في نجاحات الفريق في المواسم القريبة الماضية، وقف فريقٌ يعارض هذا القرار، إذ إن المنطق يقول إنه لا يمكن إطلاقاً الاستغناء عن نجمٍ حمل إلى «نو كامب»، كأس دوري الأبطال مرتين و«الليغا» ثلاث مرات، إضافة إلى تسجيله معدلاً مرتفعاً من الأهداف. لكن من يتابع برشلونة عن كثب، يعرف أن الفريق الكاتالوني اعتاد الاستغناء عن أساطيره في عزّ عطائهم، ثم حمل هؤلاء المجد إلى الفرق التي انتقلوا إليها، وأشهرهم الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا والبرتغالي لويس فيغو وغيرهما.
إلا أن التعويض هذه المرة لقي ترحيباً عند البعض بحجم تهليل جمهور «نو كامب» لبراعة ميسي، فجاء إبراهيموفيتش حاملاً الوعود وسمعة كبيرة اكتسبها من تألقه في الدوري الهولندي حيث قاد أياكس أمستردام إلى لقبين في الدوري، ثم في إيطاليا حيث أحرز مع إنتر الـ«سيري آ» ثلاث مرات متتالية.
ورغم هذه السمعة الطيّبة، يبقى هناك تخوّف من عدم تأقلم «إيبراكادابرا» (لقب إبراهيموفيتش)، مع بقية أفراد تشكيلة غوارديولا، وخصوصاً أن مواصفاته تختلف في نقاطٍ حاسمة كثيرة عن إيتو، وذلك رغم فعاليتهما المشابهة داخل منطقة الخصم وخارجها.

مهارات في غير محلّها

إيتو الذي اختير أفضل لاعب أفريقي ثلاث مرات، اندمج مع زملائه اندماجاً استثنائياً، وهم استندوا إليه لترجمة «أفكارهم» بواسطة سرعته التي تربك المدافعين، وتمكّنه من زعزعة صفوفهم قبل أن يجد الشباك بلمسة حاسمة من دون الحاجة إلى المراوغة أو أي شيء من هذا القبيل. في المقابل، قد يجد إينييستا وميسي وشافي مشكلاتٍ حقيقية في ظل وجود إبراهيموفيتش بينهم، إذ إن السويدي اعتاد حمل الكرة كثيراً حتى اتهمه البعض بالطمع، وذلك رغم أنه غالباً ما يجيد دور صانع الألعاب مهيّئاً الفرص لرفاقه.
من هنا، قد تكون مهارات إبراهيموفيتش في غير محلّها أحياناً، أو قد تزيح في أحيانٍ أخرى العبء عن كاهل ميسي وعصبته في خط الوسط، وخصوصاً أن «إيبرا» يعدّ من أفضل اللاعبين الذين يجيدون حماية الكرة، مستنداً إلى قامته وبنيته الجسدية القوية.
أما المشكلة الأخرى التي قد تعكّر صفو الفريق الكاتالوني، فهي الشخصية الثورية لإبراهيموفيتش، الذي عُرف عنه تواجهه مع زملائه، حتى تردّد أنه كان السبب وراء رحيل الهداف المصري أحمد حسام «ميدو» عن أياكس أمستردام بعد مشكلة بسيطة حصلت بين الاثنين في إحدى المباريات.
برشلونة وإبراهيموفيتش نحو كتابة قصة إنجازات خرافية أو سحرٍ أسود يدمّر الحصن الكاتالوني.


برشلونة يكسب المزيد

أفاد برشلونة أن الجولة التي قام بها الفريق على مدار 12 يوماً في الولايات المتحدة حققت للنادي أرباحاً مالية تصل إلى 6 ملايين يورو. وقال مدير النادي جوان بويكس: «فتحنا سوقاً مهماً وأبرمنا عقداً مع الجهة الراعية لنا هناك لمدة ثلاث سنوات».