وصلت، أمس، بعثة منتخب لبنان لكرة السلة بعد ختام بطولة أمم آسيا وحلول لبنان في المركز الرابع، وعدم تأهله إلى مونديال تركيا 2010. ولعل السؤال الذي يبادر إلى الذهن لدى مشاهدة خيبة الأمل على وجوه أعضاء البعثة هو: لماذا لم يتأهل لبنان إلى كأس العالم؟
عبد القادر سعد
بعدما كان اسم لبنان حاضراً في بطولتي العالم 2002 و2006، أصبح المنتخب الوطني على لائحة الانتظار لمعرفة إذا ما سيكون ضيفاً، من ضمن أربعة، مدعوّين من الاتحاد الدولي. عدم تأهل سلة لبنان شكّل خيبة أمل كبيرة، وخصوصاً أنه المنتخب الأفضل على صعيد الأسماء، إضافة إلى تسخير اتحاد اللعبة جميع الإمكانات للتأهل حتى وصلت كلفة إعداده إلى مليون دولار.
لماذا لم ينجح لبنان في التأهل؟ سؤال طُرح على رئيس الاتحاد اللبناني للعبة، بيار كاخيا، في المطار، الذي رأى أن «اللقاء مع الصين كلفنا مباراتين، مع الصين والأردن، إذ إن خطأً تحكيمياً بسيطاً وقلة الحظ أضاعا الحلم اللبناني، رغم أن اللاعبين بذلوا مجهودهم وكانوا على قدر المسؤولية، وكذلك الاتحاد والجهازين فني والإداري، وكان المستوى يتطور مباراة بعد أخرى. الدرس الوحيد الذي تعلمناه هو أنه لا يمكن إعداد منتخب قبل ثلاثة أشهر، ويجب أن يكون الإعداد على مدار السنة وهو أمر غير ممكن في لبنان، نتيجة غياب الدعم وخصوصاً من الدولة. وبالتالي يجب علينا أن نعمل بطريقة مختلفة وسنبدأ بالتحضير للتأهل إلى أولمبياد 2012 من الآن.
وعن إمكانية المشاركة في المونديال بدعوة من الاتحاد الدولي، أشار كاخيا إلى أنه اجتمع مع المسؤولين في الاتحادين الدولي والآسيوي وأبلغهم رغبة لبنان في الحصول على بطاقة الدعوة، وخصوصاً أننا وصلنا مرتين إلى كأس العالم، وتعدّ كرة السلة من الألعاب المهمة في لبنان، و«سنبذل كل جهدنا للحصول على هذه البطاقة بمساعدة الأصدقاء والأحباء في الاتحادين الآسيوي والدولي، معترفاً بأن المنافسة ستكون قوية مع بلدان أخرى والعملية ليست سهلة، وستتوضح الصورة قبل نهاية العام الجاري».
السؤال نفسه طُرح على المدير الفني للمنتخب دراغان راتزا، فأجاب أن عدم التأهل له أسباب عدة، منها التحكيم في لقاءي الصين، إلى جانب أمور أخرى منها الخسارة الأولى أمام الأردن، والتي جاءت نتيجة صدمة استطعنا أن نتخطاها في المباريات الأخرى.
وعن عدم وجود «نظام» أو system في الفريق رد راتزا بحدة، معتبراً أن من يقول ذلك لا يفهم كرة سلة، إذ كيف يكون ذلك صحيحاً ونحن قارعنا الصينيين في مباراتين، وتفوقنا على كازاخستان بفارق 50 نقطة. كل هذا لا يمكن أن يحصل إذا لم يكن هناك نظام فني يلعب على أساسه الفريق.
أما حول التجانس، فقد رآه راتزا جيداً نسبة إلى فترة الإعداد القصيرة، مقارنة بالأردنيين الذين يلعبون معاً منذ خمس سنين، وهذا ما يوجب على كرة السلة اللبنانية العمل بطريقة مختلفة عبر الإعداد المبكر لأي استحقاق، أقله قبل سنتين، وهو ما تقوم به البلدان الأخرى كالأردن وإيران، فيما نحن نختار لاعبين ونقوم بإعدادهم لعشرين أو ثلاثين يوماً.
وشدد راتزا على أن جميع اللاعبين قاموا بواجبهم، وبالنسبة إلى قائد المنتخب فادي الخطيب وكل ما قيل عن عدم ظهوره بالمستوى المعهود، فهو غير صحيح إذ إن الخطيب غاب الموسم الماضي وهذا ما أثر على مستواه، وهذا يحصل مع جميع اللاعبين. أما بالنسبة إلى دانيال فارس فقال راتزا إنه غير جاهز، وجاء إلى المنتخب اللبناني ولم يكن يتمرن قبل ذلك رغم أنه لاعب جيد.
وعزا راتزا مشكلة سوء التسجيل لدى اللاعبين إلى ضعف الدوري اللبناني، إذ إن اللاعبين يلعبون مباراتين قويتين فقط طوال الموسم، ما يؤثر على مستواهم. فيما الأمور مختلفة في إيران والصين وكوريا الجنوبية.


كاخيا: لن أستقيل تحت أي ظرف

أكد رئيس الاتحاد اللبناني لكرة السلة، بيار كاخيا، أنه باقٍ في منصبه ولن يستقيل تحت أي ظرف، «فالضربة التي لا تكسرك تعلّمك، ونحن تعلمنا أنه مهما فعلنا، ولم يكن الاستعداد مبكراً لا يمكن أن نفوز، كما يجب أن نعمل على تقوية البطولة المحلية التي هي الطريق نحو النجاح».