علي صفاكرتنا، كما ألعاب أخرى، تشكو عللاً مزمنة في أنظمتها وممارساتها وعلاقاتها. وطبيعي أن تتصدى لها اتحاداتها ونواديها بالبحث لوضع حلول عادلة وراقية. أما أن يشيح مسؤولوها عنها، فهذا دليل على تجديد «العبثية». كرتنا مخلوطة بالهواية المخروقة، ومعلقة بتواقيع (بين اللاعب وناديه)، يخرقها اللاعبون ساعة يفرّون إلى الخارج، وتخرقها النوادي مراراً ساعة تقرر!
الدوليان هيثم زين ومحمد قصاص احترافاً في البحرين والسعودية، دون تنسيق مع ناديهما النجمة، وأخيراً راح دوليّ الصفاء رامز ديوب إلى الهند، وصرّح بكلام حارق نقتطف منه:
«لا عقد يربطني بنادي الصفاء، بل مجرد توقيع في الاتحاد. كرتنا لن تتطور أبداً بوجود عقليات كهذه. قمت بخطوتي عن اقتناع، لعلّها تخرق جدار النوادي التي تمنع لاعبيها من الاحتراف. فاللاعبون في لبنان يُعاملون كالعبيد».
مسؤول في الصفاء ردّ: لم أسمع حوار ديوب ولا أريد سماعه.
وقال مسؤول اتحادي: لا ردّ عندي، فهناك قوانين يخضع لها الجميع.
من يقرأ هذا لا يفهم شيئاً عن تفاصيل المشكلة المتكررة، منذ سنوات، ولا شيء عن الحلول الغائبة، بل يلمس تهرّباً من المواجهة لطرح الحلول والأنظمة.
نعم، هناك عبودية للاعبين وهناك استغلال من بعض اللاعبين لنواديهم. والمشكلة قائمة والضرر يطال الجميع، ومن واجب الاتحاد والنوادي أن يشرحوا ويضعوا نظاماً عادلاً، ويعترفوا بتقصيرهم.
كلام الإنشاء والتهرّب لا ينفع ولا يطوّر، ولا بد من وقفة ضرورية تتمثل بعقد مؤتمر كروي شامل تنبثق منه لجان متنوعة لبحث الواقع ووضع حلول متطورة، وهذا ما ورد في رؤية رئيس الاتحاد هاشم حيدر، التي أعلنها أخيراً.
... وسيجد الجميع أنهم أضاعوا سنوات في العبثية لا بد أن يعوّضوها بالبحث الرياضي العلمي، لتنظيم لعبة شعبية محترمة.