لم يتوقع أشدّ المتشائمين اللبنانيين الخسارة أمام المنتخب السريلانكي 3 - 4 على ملعب «أمبدكار» في العاصمة الهندية نيودلهي، في المرحلة الثانية من بطولة كأس « نهرو»، التي ينظمها الاتحاد الهندي لكرة القدم
أحمد محيي الدين
يعدّ هذا الفوز تاريخياً لسريلانكا، إذ إنه الأول من نوعه، وخصوصاً أن لبنان كثيراً ما تفوّق على عدد كبير من منتخبات وسط القارة الصفراء وجنوبها، وتحديداً السريلانكي، الذي هزمه 4-0 و6-0 في تصفيات كأس العالم 2002. وصحيح أن هذه الدورة ودية وتأتي ضمن استعدادات المنتخب اللبناني لمتابعة التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس الأمم الآسيوية، حيث يلتقي في تشرين الثاني المقبل مع الصين في بيروت، ضمن الجولة الثالثة للدور الحاسم، إلّا أنه لا يوجد مبرّر لهذه النتيجة القاسية بحقّ الكرة اللبنانية. وتضع هذه الخسارة علامات استفهام عديدة أمام الاتحاد الجديد للعبة وسياسته المتّبعة في المنتخبات الوطنية، التي تعتمد على بدعة «التطوع»، والتي لم تُجدِ نفعاً، حيث لم يحقّق المنتخب إزاء هذه السياسة أي فوز مقنع، أو أي نتيجة مرضية، وتعود آخر نتيجة إيجابية للمنتخب اللبناني لكرة القدم إلى عام 2004 عندما تعادل وضيفه الكوري الجنوبي، رابع كأس العالم آنذاك، 1-1 على ملعب بيروت البلدي.
وبالعودة إلى أجواء المباراة، فإن المنتخب السريلانكي استهلّها سريعاً بإحرازه إصابة التقدم بعد مرور سبع دقائق عبر محمد نوفار إثر عرضية من إيديري شانا عن الجهة اليمنى، فتلاعب نوفار بالدفاع اللبناني وأودع الكرة في الشباك.
وجاء الرد اللبناني سريعاً عبر رأسية متقنة من أكرم المغربي أدرك بها التعادل (9).
وعقب الهدف تكافأ الفريقان وتقاسما السيطرة على مجريات المباراة مع أفضلية للبنان، وتلقّت الصفوف اللبنانية ضربة قوية بعد طرد المغربي لتعرضه بالضرب للاعب سري لانكي في الدقيقة 41. وقبل انتهاء الشوط الأول أحرز علي السعدي برأسه الإصابة الثانية للبنان، والثانية له في البطولة، بعد ارتقائه لعرضية حسن معتوق إثر ضربة حرة في الدقيقة 45.
وتراجع اللبنانيون في الشوط الثاني إلى الدفاع في محاولة منهم لتعويض النقص العددي في صفوفهم، فأدخل المدرب إميل رستم حسين أمين وعامر خان ومحمد باقر يونس بدلاً من حمزة عبود وعلي يعقوب وحسن معتوق، لمجاراة سرعة لاعبي سريلانكا إلا أن اللياقة البدنية لم تسعف اللبنانيين فاهتزت شباكهم ثلاث مرات متتالية، أولاها في الدقيقة 80 عبر محمد نوفار، مستغلاً خطأً من الحارس إيلي فريجة، وفي الدقيقة 83 عبر سيراغونا ويراسينغ بتسديدة مقصّية رائعة، وفي الدقيقة 88 عبر نجم المباراة نوفار، الذي سجل إصابته الثالثة في المباراة، بعدما تلاعب مرة أخرى بالدفاع اللبناني. وتساوى الفريقان في عدد اللاعبين بعد طرد ديمودو هيتياراشي لارتكابه مخالفة ضد علي الأتات داخل منطقة الجزاء (96)، وانبرى محمد قرحاني لركلة الجزاء وترجمها بنجاح ليقلّص النتيجة إلى 3-4.
وقد رأى مدرب سريلانكا سامباثا بيريرا أن هذا أفضل انتصار لمنتخبه في السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أن جهوده أثمرت هذا الفوز التاريخي، مضيفاً «لعبنا مباراة هجومية وطبّق اللاعبون الضغط منذ البداية على اللاعبين اللبنانيين، الذين يمتازون ببنية جيدة، وحيويتنا كانت أفضل، وكنا واقعيين أكثر منهم».
مثل لبنان: إلياس فريجة، علي حمام، بلال نجارين، علي السعدي، محمد قرحاني، علي الأتات، حمزة عبود (حسين أمين 62)، حسن معتوق (محمد باقر يونس 72)، علي يعقوب (عامر خان 67)، محمود العلي، أكرم المغربي.
وسيلعب لبنان في مباراته الثالثة مع قيرغيزستان غداً (الساعة 16:00 بتوقيت بيروت).


رستم الصيام أثّر في اللاعبين

عزا المدير الفني لمنتخب لبنان إميل رستم الخسارة إلى تأثير صيام شهر رمضان في اللاعبين. وأشار في تصريح عقب المباراة إلى أن حالة أرضية الملعب كانت أفضل من المباراة الأولى، كما أن الجوّ أدّى دوراً سلبياً، وأثر في أداء اللاعبين، كذلك فإنّ اللاعبين السريلانكيين كانوا أفضل منا بكثير لتعوّدهم هذه الظروف