البرازيل ــ بول الأشقر
وراء بريطانيا (إنكلترا واسكوتلندا وإيرلندا) التي حققت 207 انتصارات وألمانيا 106 انتصارات (منها 91 لميكايل شوماخر)، تقف البرازيل كإحدى أهم المدارس في الفورمولا 1. إذا كانت الفورمولا 1 قد بدأت عام 1950، فإنها لم تنطلق في البرازيل إلا في عام 1970 مع إيمرسون فيتيبالدي. دخول الفورمولا 1 إلى نفوس البرازيليين جاء بعد أشهر على فوزهم بمونديال كرة القدم. ففي تشرين الاول 1970، فاز فيتيبالدي وهو ابن صحافي رياضي ويلقّب بـ«إل راتو» أي الجرذ، في جائزة الولايات المتحدة. وفيتيبالدي هو بالنسبة إلى البرازيليين «السبّاق» لأنه أول من شقّ «الطريق الإنكليزي» حيث تمرّس، ومن بعده، مشى على خطواته نيلسون بيكيه وإيرتون سينا... أحرز لقبه الأول عام 1972 وتحوّل إلى أصغر بطل عالم قبل أن يسحبها منه الإسباني فرناندو ألونسو بعد ربع قرن.
وبعد فيتيبالدي بقيت البرازيل خمس سنوات من دون انتصارات في الفورمولا 1، وذلك حتى وصول نيلسون بيكيه، وهو ابن وزير الصحة، وقد انتقل مع أبيه من ريو دي جانيرو إلى برازيليا، موقع العاصمة الجديدة، وحمل اسم أمه لأن الوالد لم يكن يحبّذ هذه المهنة، بل كان يريده بطلاً في التنس!
فاز بيكيه بلقبه الأول عام 1981 على سيارة «برابهام» ومديرها بيرني إيكليستون ومصمّمها غوردون موراي وزميله في الفريق النمسوي نيكي لاودا. وجدّد البرازيلي الإنجاز عام 1983، علماً بأنه في المرّتين دخل السباق الأخير ولم يكن متصدراً البطولة وخطف اللقب بفارق نقطة واحدة. المرة الأولى أمام الأرجنتيني كارلوس روتمان الذي صار اليوم أقوى مرشح للرئاسات القادمة، والمرة الثانية على حساب «جوقة الفرنسيين» الذين كان يتقدّمهم ألان بروست.
وفي أواسط الثمانينيات، وصل إيرتون سينا وعاشت «المدرسة البرازيلية» ذروتها. وخلال عشر سنوات (من 1981 إلى 1990) فازت البرازيل بخمسة ألقاب، إذ أحرز بيكيه لقبه الثالث في عهد سيارات «التوربو» مع وليامس عام 1987، قبل أن ينتقل بعد ذلك إلى سباقات «إندي» حيث توقف بعد حادث خطير عام 1992.
سينا أحد أعظم سائقي الفورمولا 1، هو مزيج من فانجيو الذي كان يعتبره خليفته و«الاسكوتلندي الطائر» جيم كلارك. ومع أن شوماخر حطّم كل أرقام الفورمولا 1، يبقى سينا «أعظم سائق» بحسب الاستفتاء السنوي للسائقين. والمنافسة بينه وبين بروست تعدّ من أجمل صفحات السباق التاريخية رغم تخطي السائقين حدود التنافس الشريف...
فاز سينا بـ41 سباقاً وبثلاثة ألقاب أعوام 1988 و1990 و1991 مع ماكلارين. وكان يعتبر ملك الانطلاق من المركز الأول والقيادة تحت المطر.
وفي أول أيار 1994، توفي سينا إثر اصطدام سيارته بحائط على منعطف تارامبيلو في إيطاليا، وكانت آخر وفاة في صفوف سائقي الفورمولا 1، علماً بأنه عشية الحادث توفي سائق آخر هو النمسوي راتزنبرغر خلال التجارب، وكان سينا يحمل في جيبه علماً نمسوياً لتكريمه.
ويتفق كثيرون على أنه لولا حادث تارامبيلو، لكان اختلف كل تاريخ الفورمولا 1 وأرقامها.
لم يرفرف العلم البرازيلي ثانية إلا عام 2000 مع باريكيللو الذي كان زميل شوماخر في فيراري، وهو فاز في 9 سباقات. وباريكيللو اليوم يحمل الرقم القياسي في عدد المشاركات في سباقات الفئة الأولى (282 سباقاً)، وهو كان سيعتزل في نهاية الموسم الماضي قبل أن يعود مع «براون جي بي» حيث حقق فوزه العاشر. وجاء فيليبي ماسا خلفاً لباريكيللو عند فيراري، وبعد انقطاع دام أقل من سنتين، عادت معه الانتصارات البرازيلية، وقد فاز وصيف بطل الموسم الماضي بـ11 سباقاً، وكاد أن يخطف اللقب العالمي في سباق بلاده لو لم يستعد البريطاني لويس هاميلتون المركز الخامس في الامتار الأخيرة.
■ 100 انتصار برازيلي في الفورمولا 1
إيمرسون فيتيبالدي (14 انتصاراً)
جوزيه كارلوس باتشي (1)
نيلسون بيكيه (23)
إيرتون سينا (41)
روبنز باريكيللو (10)
فيليبي ماسا (11).
جائزة بلجيكا الكبرى
استئناف الصراع الثنائي
تستضيف حلبة «سبا فرانكورشان» جائزة بلجيكا الكبرى، حيث يتوقّع أن يستأنف الصراع بين «براون جي بي» و«ريد بُل رايسينغ» الذي يرى في هذه الحلبة مكاناً ملائماً لاستعادة الانتصارات.
وقال مدير ريد بُل كريستيان هورنر، بعد خيبة «جائزة أوروبا»، «حلبة سبا يجب أن تناسب سيارتنا، لذلك أعتقد أنه يجب أن يكون استعدادنا أفضل. لا يزال هناك الكثير لنسعى وراءه».
أما متصدّر ترتيب السائقين البريطاني جنسون باتون (براون) فقال: «أثبتنا أننا نتمتع بالسرعة عندما تكون الأجواء حارة، وحلبة سبا ستكون الدليل على ما إذا كنا نتمتع بالسرعة الكافية عندما تكون الأجواء باردة».
وقد يدخل الفنلندي كيمي رايكونن (الصورة) سائق فيراري دائرة المنافسة في بلجيكا، بعدما حقق الفوز ثلاث مرات في آخر 4 سباقات على الحلبة المفضّلة لديه.
وتقام الجولة الأولى من التجارب الحرّة اليوم الساعة 11.00 بتوقيت بيروت، والثانية الساعة 15.00، بينما تقام التجارب الرسمية غداً الساعة 15.00، والسباق الأحد في التوقيت عينه.
