"ثعلب" التكتيك في بايرن ميونيخ. بات الأمر رسمياً، مع اعلان خلافة الإيطالي كارلو أنشيلوتي للإسباني جوسيب غوارديولا في قيادة الفريق فنياً. هذا الخبر كان يندرج تحت إطار التوقعات المرتقبة، في ظل تردد "بيب" في إعلان مصيره مع النادي البافاري حيث ينتهي عقده في نهاية الموسم، لكنه اصبح رسمياً، وأكده الرئيس التنفيذي لبايرن كارل - هاينتس رومينيغه ليعلن توقيع أنشيلوتي عقداً يمتد لثلاث سنوات.
في عام 2013 حضر غوارديولا، وبدأ بحفر اسمه في تاريح بايرن كمدرب فاز بلقب الكأس السوبر الأوروبية (2013) وبكأس العالم للأندية ولقبين للدوري المحلي، وبلقب في الكأس، والمطلوب منه حالياً هو تتويج مهمته بحصد لقب دوري أبطال أوروبا. ولا شك في أن النتيجة غير معروفة حالياً، لكن يمكن التأكيد، أنه إذا ما حققها أم لم يفعل ذلك، فالهدف ذاته سيكون بانتظار أنشيلوتي.
صحيح ان الايطالي لن يأتي، وبغضّ النظر عن نتائج هذا الموسم، تحت ضغط التتويج السريع بالبطولات، إذ إن نادياً مثل بايرن، لم يمرّ عليه منذ فترة طويلة موسم من دون التتويج بأي بطولة، إن كان على الصعيد الدولي، أم على الصعيد الأوروبي، لكن دوري الابطال لا غنى عنه بالنسبة الى النادي البافاري الذي يضع الالقاب الكبيرة نصب عينيه أيّا كان إسم المدرب. ومهاجم بايرن توماس مولر أبدى رأيه بهذا الموضوع قائلاً أن فريقه يسعى للفوز بكل الألقاب بغضّ النظر عن موقف مدربه غوارديولا من التجديد أو الرحيل.
احتل أنشيلوتي المرتبة الثانية في قائمة أكثر المدربين استثماراً في اللاعبين الجدد

من مزايا أنشيلوتي الأساسية، التي تعلّمها من معلّمه اريغو ساكي، هي قدرته على احتواء النجوم معاً في الفريق، مهما بلغ حجم نجوميتهم. وقد وظّف هذه الميزة بشكل ممتاز مع باريس سان جيرمان بوجود السويدي زلاتان ابراهيموفيتش، وفي ريال مدريد بوجود البرتغالي كريستيانو رونالدو، ولن تختفي هذه الميزة بالطبع مع بايرن وما يضمه من نجوم كثر، من الهولندي أريين روبن الى الألماني توماس مولر، والفرنسي فرانك ريبيري وغيرهم.
يعاني بايرن منذ فترة، من إصابات كثيرة للاعبين، ما سبّب مشاكل بين غوارديولا ورئيس الطاقم الطبي فولكر براون، لكونه المسؤول عن قائمة الإصابات الطويلة التي ضربت صفوف الفريق. في المقابل دافع براون عن نفسه متهماً "بيب" بالإستعجال بالدفع باللاعبين العائدين لتوهم من الإصابة سواء في التدريبات أو المباريات دون الحصول على الإذن الطبي.
هذه المشكلة واجهت أنشيلوتي، سابقاً غير مرّة، إلا أنه، وعلى الصعيد التكتيكي نجح باحتوائها، لمرونته بالخطط بما يتناسب مع قدرات الخصم وغياب اللاعبين.
على صعيد سوق الإنتقالات، جرت العادة في بايرن على مفاجأة جماهيره سابقاً بصفقة كبيرة، أو بتعويض ودعم المراكز التي ضعفت في الموسم الذي انتهى، لكن بعد غياب الرئيس السابق أولي هونيس انخفض معدل الصرف في الـ "ميركاتو"، إلا أن أنشيلوتي قد لا تناسبه هذه المسألة، اذ بالنظر الى تجربته السابقة، فقد احتل المرتبة الثانية في قائمة أكثر المدربين استثماراً في اللاعبين الجدد من بعد مدرب تشلسي الاسبق البرتغالي جوزيه مورينيو، حيث أنفق في مسيرته حتى الآن 954 مليون يورو مع كل الفرق التي درّبها. وفي وقتٍ لا يبدو فيه معلوماً إذا ما كان الايطالي سيتخلى عن صفة المبذر مع بايرن، لكن بلا شك، فهو سيحاول التعاقد مع أسماء جيدة، للتعويض على الأقل عن الإصابات الكثيرة التي تضرب لاعبيه.
يقف رابع مدرب إيطالي في الدوري الألماني بعد جيوفاني تراباتوني الذي درب بايرن، ونيفيو سكالا الذي درّب بوروسيا دورتموند، وروبرتر دي ماتيو الذي درب شالكه، على منصة جديدة، ليبدأ من خلالها رفع غلة انجازاته التاريخية وألقابه الكثيرة التي اصابها مع كبار أوروبا، ليعلن للجميع، بمن فيهم جماهير بايرن التي تتحسر على رحيل غوارديولا، أن الآتي أفضل، وأن النادي لن يخرج عن مسار النجاح.