لا شك في أن نتيجة «دربي» ميلانو كانت الأبرز في الدوري الإيطالي في نهاية الأسبوع الماضي، بيد أن الفوز النوعي الذي حققه يوفنتوس على روما أخذ حصة كبيرة من العناوين العريضة
شربل كريّم
أداء ممتاز، لعب جماعي، وفعالية كبيرة أمام المرمى. هذا هو يوفنتوس المتجدّد، أو على الأقل ما ظهر عليه في اختباره الكبير الأول هذا الموسم عندما حطّم مضيفه روما (3ـ1) في المرحلة الثانية من الدوري الإيطالي لكرة القدم. بعد رؤية ما أصاب ميلان في مباراته أمام جاره إنتر ميلان حامل اللقب، حيث لقي خسارة مذلّة 0ـ4، اعتقد كثيرون أن الفريق الأزرق والأسود سيقضي على المنافسة باكراً كما جرت عليه العادة في المواسم القريبة الماضية. إلا أن ما قدّمه يوفنتوس أمام روما عُدّ بمثابة التهديد الشديد اللهجة لبطل إيطاليا بأنه لن يستريح على القمة لأن فريق «السيدة العجوز» استعاد شبابه بفضل التغيير الذي حمله المدرب الشاب تشيرو فيرارا وقوامه تكثيف التعاقدات مع لاعبين نجوم، وتحديداً الاعتماد على المدرسة البرازيلية.

استراتيجية فاشلة

منذ عودته إلى الدرجة الأولى، خيّب «اليوفي» آمال عشاقه، إذ لم ينشط في سوق الانتقالات كما هو مطلوب، وهو إذ أبدى اهتماماً بالتعاقد مع أسماء كبيرة أمثال نجمه الجديد البرازيلي دييغو والهولندي رافايل فان در فارت وألبرتو أكويلاني والإسباني شابي ألونسو، فإنه لم يضم سوى نجومٍ من «الصف الثاني»، أمثال البرتغالي تياغو والمالي محمد سيسوكو والدنماركي كريستيان بولسن.
وكانت استراتيجية الإدارة الجديدة ليوفنتوس تتمحور حول صرف المبالغ المتوافرة على استقدام خمسة أو ستة لاعبين جيدين بدلاً من صرفها على لاعبين اثنين من الطراز الأول. إلا أن هذا التفكير وضع «السيدة العجوز» بعيداً عن حلبة الصراع على الألقاب، وهو الذي صرف 43 مليون يورو هباءً على فينتشنزو ياكوينتا والأرجنتيني دييغو ألميرون وتياغو ومواطنه جورجي أندرادي. وبالتأكيد ليس سبب الفشل هؤلاء اللاعبون لأن التشكيلة بقيت ناقصة من عنصرٍ أو اثنين يمكنهما صناعة الفارق وتوفير إضافة لمجهود المخضرم أليساندرو دل بييرو والبرازيلي أماوري، من دون إغفال أن الإصابات أدت دورها السلبي أيضاً، فابتعد الحارس جانلويجي بوفون والتشيكي بافل ندفيد وماورو كامورانيزي والفرنسي دافيد تريزيغيه وحتى دل بييرو لفتراتٍ متفاوتة، فكان لا بدّ من تحرّكٍ سريع هذا الصيف لخلق «خطة ب» واستعمالها في حالات الطوارئ.

معالجة الثغرات

وبدت الثغرات واضحة في الموسم الماضي في مركزي قلب الدفاع وصانع الألعاب تحديداً، فكانت عودة فابيو كانافارو في محلّها رغم علامة الاستفهام الكبيرة الموضوعة حول ما بقي من المستوى المعروف للاعب، بينما كانت الضربة الكبيرة عبر استقدام دييغو وبعده مواطنه المميّز فيليبو ميلو.
إذاً، اتجه يوفنتوس إلى اعتماد استراتيجية جديدة، وهي تجديدية بطبيعة الحال، إذ إنه أدرك أخيراً أنه يفترض عليه بناء فريق المستقبل، انطلاقاً من إيجاد «جوهرة» جديدة تحمل القميص الرقم 10 خلفاً لدل بييرو، فجاء دييغو، بينما كان التعاقد مع ميلو من فيورنتينا على طريقة المدير الشهير للنادي لوتشيانو موجي، الذي اعتاد التجوّل في سوق الانتقالات ثم خطف المواهب من الأندية المحلية على نحو مباغت.
وعموماً، لم يتوقع أشدّ المتفائلين أن يكون التأثير الإيجابي للثنائي المميّز بهذا الحجم، بيد أنهما ظهرا كأنهما يحملان الفريق كلّه على اكتافهما، فاعتمد دييغو على مهاراته وسرعته وحسّه التهديفي القاتل، فيما كان ميلو يحمي ظهر مواطنه بطريقة فدائية، ويحاول توفير خدمة التمريرات الحاسمة إلى مواطنه الآخر أماوري.
باختصار، يخوض يوفنتوس تجربة جديدة أساسها المدرسة البرازيلية التي لم يكن لاعبوها يوماً بيضة القبّان في تاريخ النادي العريق، إذ سجل 13 منهم فقط حضوراً خجولاً بالقميص الأبيض والأسود.


13 برازيلياً ارتدوا ألوان يوفنتوس

13 برازيلياً فقط دافعوا عن الوان يوفنتوس طوال تاريخه هم: ألتافيني، أتيرسون، سينيسينيو، كوليلا ليوناردو، دا كوستا، فرناندو، غلادستون، جوليو سيزار، ميراندا، نيني، سينرناجيوتو، سيسيليانو، و إمرسون (الصورة)، الذي كان افضلهم محرزاً لقب الدوري مع فريق «السيدة العجوز»