عند استلامه دفّة نادي الحكمة منذ أكثر من سنتين، وعد جورج شهوان ابن المدرسة والنادي العريقين بتحويل «الحكمة» الى مؤسسة، وإلا...الاستقالة... ولو بعد حين. وهكذا تغلبت «إلاّ»
ابراهيم وزنة
«بكل حزن ... أعلن استقالتي من رئاسة نادي الحكمة ... أترك النادي وكأنني أترك قطعة من قلبي وروحي وجسدي ... أترك جمهوراً وأداريين ولاعبين وصحافيين رياضيين أمضيت معهم أجمل 3 سنوات في حياتي». بهذه الكلمات المؤثّرة ودّع رئيس نادي الحكمة جورج شهوان الوسط الرياضي بعد تصدّيه للمهمة الصعبة على جيبه والمحببة الى قلبه في آن واحد، لافتاً خلال المؤتمر الذي عقده في مكتبه، أمس، الى أنه لن ينسى تلك المحطات المحزنة والمفرحة مع جماهير الفريق الذين أحبّهم وأحبّوه، معللاً الاستقالة «لأنني لم أتمكّن من تحويل النادي الى مؤسسة كما وعدت وكل محاولاتي في هذا السياق باءت بالفشل ولم يستجب أحد لنداءاتي المتكررة»، مضيفاً بحسرة وصراحة «لم يساعد أحد نادي الحكمة ولم يقف أحد الى جانبه سوى جمهوره الوفي المخلص الذي جعلوا من رئاستي لذّة وشغفاً صادقاً». وأشار شهوان في سياق حديثه العفوي، بأنه لن يترك النادي في مهب الريح كما فعل غيره (في إشارة الى انطوان الشويري وهنري شلهوب)، «بل سأبقى الى جانبه داعماً معنوياً ومادياً ومشجّعاً»

الرياضة ...مسيّسة بامتياز

استفاض شهوان في الحديث عن الدعم المادي من قبل الطوائف لأهم أنديتها الرياضية، لافتاً الى أن الرياضة باتت مسيّسة بامتياز «فالنادي الرياضي ومعه ناديا النجمة والانصار والأهلي صيدا وغيرهم يمثّلون السنّة ومدعومون من آل الحريري تحديداً، ونادي المتحد يتبع لمرجعية سنّية سياسية هم آل الصفدي، وكذلك فالرئيس بري وعائلته يدعمون مادياً ومعنوياً نادي تبنين... وهلّم جرّا»، واشار الى نجاحه في إبعاد النادي المنطلق مارونياً من الاشرفية عن أي ارتباطات حزبية، الى حد ما، «لكنني لست قادراً على اخراجه من الطائفة التي انطلق منها وينتسب اليها وتحديداً مطرانية بيروت».

مبادرة...مارونية

أطلق شهوان مبادرة لانقاذ الحكمة من الوضع الصعب وتحديداً فور انتهاء مفاعيل المبادرات الفردية (الشويري وشلهوب ثم شهوان)، فقال «يجب ربط النادي جذرياً بالرابطة المارونية التي تضم المرجعيات والفعاليات المارونية، وعدد المنتسبين اليها 1100 عضو لطالما تنافسوا انتخابياً! فما هو دور هذه الرابطة؟ لا أعرف، لكنني أدعوها اليوم الى رعاية شؤون الحكمة بالتنسيق مع مطرانية بيروت والأحزاب السياسية ورئاسة الجمهورية والفعاليات الاقتصادية المسيحية والمجلس الماروني العام ومجلس الانتشار الماروني والمسيحيين الآخرين، كما أدعو الى دعم النوادي المسيحية كلها». وختم «أنا على يقين بأن نادي الحكمة مع أو بدون جورج شهوان سيبقى شعلة منيرة في هذا البلد، فأسم الحكمة كبير وجمهوره أكبر وعلينا حفظ مسيرته واستمرار نشاطاته في كل الألعاب. وعلى هامش المؤتمر، لفت شهوان الى فشل مساعيه مع القيّمين على مدرسة الحكمة ومع المطران بولس مطر تحديداً في تحقيق أي أمر ايجابي يخدم النادي مادياً، وأن كل ما تدرّه اعلانات الرعاة «السبونسرز» لا تتعدى الخمسين ألف دولار موسمياً، مشيراً الى أنه سيكون الى جانب من سيكون على رأس النادي لاحقاً، وأن النادي سيستمر حالياً بموازنة الطوارىء.

رفض الاستقالة

على اثر تقديم الاستقالة رفضت الهيئة الادارية لنادي الحكمة الاستقالة متمنية على شهوان الرجوع عنها لما فيه مصلحة اللعبة والرياضة في لبنان، مثنية على تقديماته للنادي، وأبقت الهيئة اجتماعاتها مفتوحة للتداول بشؤون النادي.


ابو عبدالله: الحكمة عنوان السلة

«تعاني السلة اللبنانية من أزمة حقيقية، بالأمس ترك ماريو سرادار اللعبة واليوم جورج شهوان وقبلهما متمولون كثر، وللأسف لا ينظر الى ذلك بعين المسؤولية»، كلام قاله عضو الاتحاد روبير ابي عبدالله خلال المؤتمر، وختم «كثيرا مااشترطت LBC على الاتحاد وجود «الحكمة» القوية قبل توقيع عقد النقل».