علي صفاريال مدريد، من رموز كرة العالم. والكبار ينتفضون دائماً بعد كبوة. خصص له رئيسه العائد بيريز 300 مليون يورو، فضم البرازيلي كاكا، والبرتغالي كريستيانو رونالدو والفرنسي بن زيمة، وعلى اللائحة الفرنسي ريبيري.
خطف الريال أضواء العالم، ورجفت النوادي المنافسة، مان يونايتد، تشلسي، بايرن، ميلان، وخصوصاً البرشا «قاهره الداخلي».
سهرت، الاثنين، لمتابعة حفل الريال على الشاشة وهو يقدم نجمه الجديد رونالدو، أمام 80 ألفاً ضجوا وقوفاً و200 وسيلة إعلامية. أطل النجم، 24سنة، مدهوشاً، ووقف بين عملاقين همسا له أن يتماسك، دي ستيفانو ويوزيبيو عظيمي كرة الخمسينات والستينات.
لبس رونالدو الرقم 9، وألبس فتى قميص الريال (سيشتري منه الأولاد والكبار الملايين)، ودفع الجمهور الحاضر ما يقارب مليوني دولار، وقبل أيام دفع نصفها عند تقديم كاكا، وغداً الخميس سيدفع لتقديم بن زيمة.
إدارة عرفت كيف تنعش ناديها بعد كبوة، ليواجه منافسه اللدود البرشا. منافسة ضرورية لإنعاش اللعبة داخلياً.
مشاهد توحي بالكثير لمن يقارن بما عندنا من «التعتير»، وخصوصاً لمن تسبّب بهجرة جماهير اللعبة، وبعثر جمهور النجمة، وخصوصاً الذي يعادل نسبياً جماهير الريال ومان يونايتد وبايرن (نسبة إلى عدد السكان).
والريال أحضر رمزه دي ستيفانو على عكاز، وهو شريك بوشكاش في ألقابه الأوروبية الخمسة من عام 56 حتى 1960، عندئذ تذكرت رموز كرتنا، ودمعت عيناي لمشهد حارسنا الدولي الكبير عبد الرحمن شبارو وهو يُمنع من جانب حارس باب ملعب من حضور مباراة برعاية اتحادية!.
لا مجال للمقارنة طبعاً... فقط أسأل إلى كم سنة ضوئية تحتاج كرتنا لتمشي تحت رعاية نواد لا تحترم قراراتها الذاتية لانتخاب اتحاد جديد أو متجدّد، ولا تحافظ على جماهير اللعبة، ولا على رموزها الوطنية...بل تتهافت على كراسٍ مهترئة.