أحمد محيي الدينبعد طول تباحث ومزيد من التشاور، تمخّض اجتماع أندية الدرجة الأولى لكرة القدم، الثلاثاء، مولّداً تساؤلات ومسودات في مأساة اللعبة الشعبية. خرج المجتمعون من قاعة نادي الصفاء ليدلوا بتصريحاتهم «التهكمية» التي لم تفضِ إلى أي نتيجة إيجابية ملموسة. عجيب، ظلّت الأندية تشتكي لأربع سنوات من شكل الاتحاد الحالي ومضمونه ومن سوء إدارة اللعبة ومسابقاتها والمنتخبات الوطنية، وهم الذين أتقنوا الفشل على مجمل الأصعدة، إذ لطالما دعا مسؤولو النوادي إلى تغيير الاتحاد والإتيان بأشخاص ذوي كفاءة ودراية في إدارة شؤون اللعبة بطريقة عصرية تضاهي ما وصلت إليه دول الجوار العربي، كي لا نقول الدول الغربية.
ولكن بالنظر جيداً إلى فحوى الاجتماع الثاني ومقرراته، فقد لمسنا تناقضاً واضحاً بين التصريحات وما طرح أثناء «الجلسة»، إذ لم تعطِ الأندية كلمتها، بل تريّثت لتستشير وتقف على آراء مرجعياتها وتمنياتها وأوامرها. ومرة أخرى نرى كيف أن الرياضة هي التي تقدم نفسها قرباناً للسياسة، ثم يجاهد ممثّلوها زوراً لمنع تدخل السياسة في الرياضة!!
خلال الاجتماع، سأل أحد الحاضرين رئيس الجلسة إن كان هناك لدى مرجعيته رغبة في رفع الغطاء عن الأمين العام رهيف علامة، فجاء الجواب «علامة لا يتغيّر وحده، إما أن يكون التغيير شاملاً مع برنامج تطويري سهل التنفيذ، وإما أن تبقى التشكيلة «زي ما هيي» ولأربع سنوات أخرى».
وطالب مندوب آخر «غير سياسي» بكفّ التدخلات السياسية، وأن يكون العمل لمصلحة الرياضة «التي نريد إبعادها عن السياسة والسياسيين»، من دون تدخّل زعماء الوطن، على اعتبار أن هناك عدداً من الأندية لا ترتبط سياسياً بأحد، وطالب غيره بإجراء انتخابات حرة.
ثم ألمح مندوب أحد النوادي إلى احتمال ترشيح أحد أعضاء هيئته الإدارية، فأتبعه آخر باحتمال مماثل. ثم قدم رئيس نادي شباب الساحل فادي علامة برنامجه التطويري، معلناً أنه بصدد زيارة الرئيس نبيه بري، وقد تكون هذه الزيارة مفصلية لبقاء الاتحاد الحالي أو التغيير المنشود. ويبدو الخيار الأول...أقوى وأولى.
وفي حديث جانبي مع أحد رؤساء الأندية، أشار إلى أن الاتحاد قاد اللعبة بامتياز في الفترة الماضية، إلا أن الظروف الأمنية والانقسام السياسي حالا دون الوصول إلى نتائج، فلم يكن بالإمكان أكثر مما كان، وسط هذه المناخات العاصفة. واستطرد قائلاً: «يجب أن نطلب من اللجنة العليا الحالية أن تبقى، وخصوصاً بعد تجانسها في الفترة الأخيرة».!!
وطالب أحد الإداريين بإشراك الأندية الأخرى في المشاورات، للوقوف على رأيها، لأنها ستصوّت أيضاً.


إكرام الميت دفنه؟