أمس كان من المفترض أن يختتم الأسبوع الثاني من الدوري اللبناني لكرة القدم بلقاء مرتقب بين النجمة والأنصار على ملعب صيدا. لقاء كان سيقام الأحد الماضي، لكن جرى تأجيله الى الأربعاء بطلب من القوى الأمنية لتضارب موعده مع مراسم عاشوراء والمسيرات في هذا الإطار، علماً أن الملعب استقبل مباراة بين الساحل والنبي شيت في يوم العاشر من محرم، أي السبت!
المهم أن الجميع كان يستعد للقاء القمة بين قطبي الكرة اللبنانية أمس، حتى جاء كتاب مفاجئ من بلدية صيدا، موقّع من رئيس البلدية محمد السعودي، يعتذر من الاتحاد اللبناني عند عدم قدرة البلدية على استضافة اللقاء «بسبب وضعية أرض الملعب التي تضررت بسبب هطول الأمطار على هذا المنشأ الرياضي نطلب منكم تأجيل موعد المباراة الى موعد آخر ترونه مناسباً».
والمضحك أنه في الوقت الذي وصل فيه كتاب بلدية صيدا الى الاتحاد، كانت هناك دعوة تصل الى وسائل الإعلام موجهة من برنامج «بلدي» الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في لبنان USAID والمنفذ من قبل رابطة كاريتاس لبنان بالشراكة مع بلدية صيدا الى «حضور حفل انجاز مشروع «ملعب صيدا للجميع». وذلك عند الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم الخميس في مدينة رفيق الحريري الرياضية في صيدا». واللافت هو إسم المشروع «ملعب صيدا للجميع» الذي قد يكون كذلك لكن وفق مزاجية البلدية، علماً أن المشروع يتعلّق بملاعب رديفة لكرة السلة وكرة القدم المصغرة جرى انشاؤها الى جانب الملعب الرئيسي.

تأجّل لقاء النجمة والأنصار الى الأحد 15 تشرين الثاني


كتاب بلدية صيدا ليس الأول من بلدية معينة الى اتحاد اللعبة، الذي وصله كتاب مشابه من بلدية طرابلس تعتذر فيه عن عدم استضافة المباريات بسبب زراعة أرضية الملعب التي تحتاج الى الراحة لفترة لا تقل عن أسبوعين.
ويضاف ملعبا صيدا وطرابلس الى ملعب بيروت البلدي الذي بدوره لن يستطيع استقبال المباريات في الفترة المقبلة بسبب وجود مشكلة في بئر المياه التي تروي أرضية الملعب وتحتاج الى دخول حفارات لتنظيفه وصيانته، وبالتالي ستكون المباراة الأولى التي يحتضنها في 26 تشرين الثاني، علماً أن المسؤولين عن الملعب يعانون جراء الروتين الإداري الذي تحتاج إليه أي عملية صيانة أو تأهيل.
والغريب أن بعض البلديات تعتذر عن عدم استقبال مباريات كرة قدم بحجة الحفاظ على أرضية الملعب، ومن ثم تجد أنها تستضيف مباريات ركبي كما يحصل مع بلدية جونيه.
وازاء الواقع المرير يجد اتحاد اللعبة نفسه عاجزاً عن القيام بأي شيء في ظل عدم وجود سلطة له على الملاعب، التي هي إما تحت سلطة البلديات التي تتحكم في موعد المباريات، أو المجالس الخاصة التي لا يقوم معظمها بواجبه على صعيد الصيانة، فيما أُنشئت تلك الملاعب وأهّلت لاقامة مباريات كرة قدم عليها، علماً أن المسؤولين في الاتحاد تحدثوا في هذا الموضوع مع وزير الشباب والرياضة العميد عبد المطلب الحناوي، لكن دون نتيجة.
أضف الى ذلك «غنج» بعض الأندية التي ترفض اللعب على ملاعب معينة، وبالتالي تزيد من صعوبة الوضع، علماً أن معظم الأندية الكبيرة تملك ملاعب خاصة، لكن مشكلة تلك الملاعب هي إما في عدم قدرتها على استقبال جماهير، أو في عدم امكانية اقامة مباريات عليها كملعب نادي شباب الساحل في حارة حريك، الذي هو رملي. وهذا ما يفتح الباب على مشكلة أكبر وأعمق وتعود الى الواقع الصعب لكرة القدم في لبنان، وهو ملاعب الأندية والاستثمار فيها.
وإزاء المستجدات التي طرأت صدر عن لجنة الطوارئ في الاتحاد بيان جرى فيه تأجيل مباراة النجمة والأنصار الى 15 تشرين الثاني عند الساعة 15.30 على ملعب صيدا، كما اعادت جدولة بعض مباريات الأسبوع الثالث، حيث أصبحت مباراة الصفاء وطرابلس يوم الأحد بدلاً من السبت على ملعب صيدا عند الساعة 15.30، فيما سيقام لقاء الإجتماعي والنجمة الأحد، لكن على ملعب برج حمود عند الساعة 14.15 بعدما كان مقرراً على المدينة الرياضية التي لا تزال مقفلة بوجه اندية كرة القدم.