ما الذي يحدث مع البرازيلي أدريانو هذه الأيام؟ فبعد قراره الابتعاد عن صخب إيطاليا والعودة إلى بلاده لاستعادة تألّقه، ها هو يعود إلى عاداته السيّئة خارج الملاعب. هل يمكن القول إن نجمه بدأ بالأفول فعلاً؟
حسن زين الدين
رغم تسجيله هدفاً من ركلة جزاء، الأحد الماضي، لفريقه فلامنغو أمام ساو باولو في الدوري البرازيلي، فإن هذا الأمر لا يكفي للقول إن العلاقة بين أدريانو وناديه على أفضل ما يرام، إذ ضاق فلامنغو في الآونة الأخيرة ذرعاً بلاعبه، ذي البنية الجسدية الهائلة. فبعد أن فتح النادي أبوابه مجدداً أمام اللاعب الذي انطلق منه يافعاً نحو الشهرة، حين قرر أدريانو ترك إيطاليا وملاهيها الليلية من أجل العودة إلى أحضان أهله في البرازيل ليعمل على استعادة تألّقه مجدداً، فإذا به يتنصّل من ردّ الجميل لناديه، مسبباً المشاكل لإدارته بتغيّبه المتكرر عن تدريبات الفريق. وما زاد الطين بلة، هو أنه في كل مرة كان يختلق حجة لتغيّبه، سرعان ما تنكشف لاحقاً أنها لا تعدو كذبة فاشلة!

من المحكمة إلى الشاطئ!

بعد أن شغل أدريانو العالم قبل أكثر من ثلاثة أشهر، تارة بسبب فضائحه مع النساء وتردّده إلى الحانات الليلية، وتارة أخرى بسبب مشاكله النفسية بعدم قدرته على التأقلم مع أسلوب العيش في إيطاليا، وجد أحد أفضل مهاجمي العالم قبل سنوات الحل بترك هذا البلد، والعودة إلى وطنه البرازيل، وحتى إنه قرر اعتزال اللعب لفترة كي يستعيد عافيته. وبالفعل لم يتردد انتر ميلان في الوقوف إلى جانب لاعبه والسماح له بتركه، وما هي إلا أيام حتى وجد أدريانو دواءه في ناديه السابق، فلامنغو، الذي أبدى رغبة في التعاقد معه، وهذا ما حصل.
وعلى الرغم من وقوف جماهير فلامنغو بقوة خلف نجمهم لشدّ أزره، ورغم الانطلاقة الجيدة لأدريانو مع الفريق بتسجيله ثلاثة أهداف «هاتريك» في مرمى انترناسيونال، ثم هدفاً آخر في مرمى اتلتيكو باراننسي، إلا أنه سرعان ما «داب الثلج وبان المرج»، حيث عاد «الإمبراطور»، كما يلقّب، إلى عاداته السابقة في إيطاليا، وبدأ بالتغيّب عن تدريبات الفريق.
هكذا، وبعد تغيّبه أوائل الشهر الماضي عن حصة تدريبية أولى دون أيّ مبررات، أعاد أدريانو الكرّة بعدها بأيام. ورغم أنه في المرة الثانية طلب إذناً مسبقاً بحجّة «اضطراره إلى الذهاب إلى المحكمة بسبب الدعوة التي رفعتها ضده صديقته السابقة»، فإن صحيفة «أو غلوبو» البرازيلية رصدت اللاعب في تلك الأثناء يحتسي الكحول على شاطئ ريو دي جانيرو! ما أثار استياءً كبيراً لدى مدربه كوكا، الذي طالب اللاعب بمعرفة حقيقة ما جرى.

الاستنجاد بالشرطة!

حيلة أدريانو الأولى لم تنطل على مسؤولي فريقه، فقرر اللاعب الذكي أمام المرمى، أن يستخدم «فطنته» هذه المرة ويعترف بحقيقة تغيّبه عن تدريب فريقه الأسبوع الماضي أيضاً، مبرراً: «لقد أصبت بمشاكل معوية». وبالفعل فإن المسؤولين طلبوا من طبيب ناديهم الخاص الكشف على أدريانو، فتبيّن صحة ادّعاء الأخير، حتى إن اللاعب حظي بأيام راحة إضافية. لكن لم تجر الرياح كما يشتهي أدريانو، ومرة أخرى كشفت صحيفة « أوغلوبو» الحقيقة، أن اللاعب بالفعل أصيب بمشاكل معوية... ولكن بسبب تناوله «الهوت دوغ»، السادسة صباحاً، بعد سهرة طويلة مع أصدقائه في أحد المراقص الليلية!
عندها ضاق المسؤولون ذرعاً بتصرّفات لاعبهم «الصبيانية» وكذبه المتكرر، فما كان منهم إلا أن وجّهوا رسالة شديدة اللهجة إلى أدريانو، عبر الطلب من الشرطة البحث عن لاعبهم «المختفي» وإحضاره إلى النادي لوضع حد لتفلّته!

العودة إلى «السيليساو»؟

غير أن «المناورة» الكبرى التي ربما يصبو إليها اللاعب، الذي وجد نفسه خارج حسابات مدرب المنتخب البرازيلي، دونغا، تجلّت أمس على لسان مدير أعماله جيلمار رينالدي الذي صرح، بحسب ما تناقلته الصحف المحلية، بأن أدريانو لا يستبعد عودته إلى الدوري الإيطالي بعد نهائيات كأس العالم، قائلاً: «إنه سعيد حتى اللحظة في البرازيل، وهو حتى الآن باق هنا، لكن بعد نهائيات كأس العالم ربما يعود إلى إيطاليا».
السؤال الذي يطرح نفسه في هذه الحالة: هل عاد أدريانو إلى البرازيل ليضمن مكانه في تشكيلة «السيليساو» في مونديال 2010، لا من أجل عيون فلامنغو؟


أوجه شبه

... وروماريو يبيت ليلته في الحجز!


لا يبدو النجم البرازيلي السابق، روماريو، أفضل حالاً من مواطنه أدريانو، فها هو اللاعب المعتزل قبل سنوات يعود الى دائرة الأضواء مجدداً، إذ اعتقلت الشرطة البرازيلية، أمس، نجم نادي برشلونة الاسباني السابق من منزله، لعدم سداده نفقة زوجته الأولى مونيكا سانتورو، بحسب ما ذكرت وسائل الاعلام البرازيلية. وقالت التقارير إن روماريو، الذي قاد البرازيل للفوز بلقبها الرابع في بطولة كأس العالم التي أقيمت في الولايات المتحدة عام 1994، قضى الليلة محتجزاً في مركز للشرطة، لكن محامي اللاعب، الذي يترأس حالياً أحد الفرق المحلية في بلاده، أكد أن موكله دفع المستحقات الواجبة عليه وسيخلى سبيله في أسرع وقت ممكن. وكان هداف الدوري الإسباني عام 1994، واللاعب الذي سجل 1000 هدف خلال مسيرته المميزة في الملاعب، قد تعرّض لموقف مماثل عام 2004 ثم أخلي سبيله بعد ساعات.
يذكر أن روماريو (43 عاماً) أنجب اثنين من أطفاله الستة من سانتورو، قبل انفصالهما عام 1995.
(رويترز، الأخبار)