كرة لبنان تشغل دوائر عدة، من نواديها وجماهيرها، إلى الإعلام، وصولاً إلى مراجع سياسية ــ حزبية ــ دينية، وهي تكلّف الكثير، كما تشغل شرائح من المجتمع... وهذا يستلزم سؤالاًً: ماذا نريد من هذه اللعبة، وماذا تريد منّا؟
علي صفا
كرة لبنان على عتبة انتخابات جديدة، مقررة في 7 آب، ترمي بأسماء قديمة تداول معظمها منذ أكثر من 25 عاماً، دون طرح برامج تقارب ما تحتاج إليه اللعبة، إلى أن هجرتها غالبية جماهيرها، ففقدت روحها وبريقها، وللأسف، فهي لا تشهد جديداً... فكيف يأتي التطور؟
الألعاب الجماعية الجماهيرية تنشأ وتنمو عبر بيئتها ومستوى إداراتها وإمكانياتها وأنظمتها، ومنها تراوح بين التخلّف والتطوّر.
كرة لبنان تمارس العبثية منذ سنوات، مكتومة... بلا هوية، وهي تكلّف الكثير مع صراعات مزمنة على إداراتها العليا (الرئيس والأمين العام)، حيث تدور تركيباتها «التوافقية» وفق محاصصات شكلية ـــــ طائفية فاشلة تدفع ثمنها اللعبة وأطرافها، دون رادع أو رفض عملي لهذا الواقع المفروض، تحت لافتة «هذا هو لبنان»!. وصلت اللعبة إلى مرحلة فوضوية مزرية، بلا جمهور ولا ضوابط ولا مكاسب ولا مستويات ولا نتائج تذكر، ما دعا بعض نواديها للتحرّك بحثاً عن رؤية ما تنقذ ما بقي منها، وهي خطوة ضرورية، ولو متأخرة، قبل أن تصطدم بقرار التوافق السياسي!
لذا كان لا بد من وضع اللعبة في إطار تنظيمي واضح يكفل لها الاستقرار والاستمرار والإنتاج الجيد، تحت إدارة اتحاد قادر ومختار بعناية (كفاءة وتفرغ)، يعمل تحت عنوان «الرياضة الوطنية» فقط، دون شوائب أخرىمن هنا، كانت لنا هذه الرؤية المتواضعة بعناوين كبرى، عبر خبرة 35 عاماً في مجال اللعبة (لاعباً، اختصاصياً، إدارياً، إعلامياً) لتشارك في وضع دراسة لتنظيم اللعبة وتطويرها... ونبدأ من الإدارات.
الإدارة: كل لعبة تحتاج إلى إدارة عامة (اتحاد) وإلى أنظمة متطورة، وإلى هوية ومراقبة (إدارة الاتحاد والمراقبة إلى الفقرة الأخيرة).
هوية اللعبة: وضع نظام مناسب ينقل اللعبة من الهواية إلى الاحتراف المناسب خلال 3 سنوات.
1 ـ النظام الواقع ـ اللاهواية: وضع نظام عقود يحفظ حقوق النوادي واللاعبين، من نشأة اللاعب في ناديه وصولاً إلى مرحلة حرة (لائحة انتقال وأكلاف).
■ تنظيم سقوف أسعار اللاعبين (لضبط حركة المال العشوائية، وميزانيات النوادي).
■ تحديد عدد اللاعبين الذين يحق لكل ناد ضمّهم من النوادي الأخرى، لكل موسم (؟).
■ وضع نظام لإعارة اللاعبين بين النوادي.
■ وضع نظام لاحتراف اللاعبين في الخارج (يضمن حقوق النادي واللاعب).
2 ـ نحو الاحتراف (فقرة لاحقة).
لجان مختصة
30 سنة واللعبة بلا هوية ولا رؤية ولا مراقبة تحت لافتة «التوافق»
لجنة المسابقات: تنظيم البطولات الرسمية، وتفعيل الفئات العمرية (ومراعاة مواعيدها مع دراسات لاعبيها الطلاب).
ــ لجنة المنتخبات: خطة للمنتخبات لثلاث سنوات (جهاز وميزانية ثابتين).
ــ التواصل مع لاعبين لبنانيين في الخارج (حوالى 60).
ــ لجنة للعبة كرة الصالات ـ فوتسال: فصل اللعبة عن اللعبة الكبرى.
ــ لجنة للعبة كرة السيدات.
ــ لجنة توثيق لتاريخ اللعبة ونشاطها الموسمي، وتفعيلها في النوادي.
ــ إنشاء مراكز تدريب في بيروت والمناطق بإشراف مدربين لبنانيين (ودعم خبراء أجانب).
لجنة التطوير العام:
ــ تطوير كل الكوادر العاملة (مالية، فنية، إدارية).
لجنة التحكيم: مستقلة مختصة بفضّ النزاعات القانونية وفروعها.
لجنة الحكام: مختصة مستقلة من كفاءات موثوقة.
ــ وضع نظام حماية (أمنية، مادية) للحكام، وتكريم نافع لكل حكم موصوف بعد سنوات محددة (؟).
ــ جذب لاعبين موصوفين إلى مجال التحكيم، بعد اعتزالهم.
ــ فرض دورات «تحكيمية ـ قانونية» على لاعبي النوادي وإدارييها أيضاً، وتقديم إفادة لكل لاعب قبل توقيعه على كشوفات الاتحاد.
التسويق: شركة مختصة موصوفة.
ـ تسليم النقل التلفزيوني إلى الجهة الأفضل مادياً ومستوى.
ـ طرح خيار أول (مباراتين) وخيار آخر لمحطات أخرى.
ـ دراسة لمشروع «المراهنات» على المسابقات الرسمية (عبر وسائل مختلفة)، مع اقتطاع نسبة للأعمال الخيرية.
الأمن: ــ طلب من السلطات تخصيص «فرق خاصة» لضبط الملاعب.
ــ حصر مسؤولية الأمن بالقوى الأمنية واتحاد اللعبة، ومساعدة روابط النوادي (والنوادي مسؤولة فقط عن أجهزتها ولاعبيها).
الجمهور: تأليف لجنة من روابط النوادي: لتفعيل حضور الجمهور من المناطق، وضبط حركة الجمهور إلى الملاعب وداخلها.
ــ تأهيل «قادة أوركسترا» الجمهور على المدرجات (هتافات رياضية). وتقديم حوافز للأفضل.
ــ تكليف مَن يرغب من النوادي في الإشراف على مبارياته (دخول الجمهور ـ بيع بطاقات).
الإعلام: توثيق العلائق المحترمة مع اتحاد اللعبة ونواديها، والسماح للإعلام بحضور اجتماعاتها.
المدربون الوطنيون:
ـ إنشاء رابطة لمدرّبي اللعبة المحليين، تحفظ حقوقهم الشخصية والمادية، والعمل على تطويرهم بدورات منتظمة.
نحو الاحتراف: وضع نظام احترافي مناسب على مراحل.
السياسيون ووكلاؤهم والإعلام يهتمون بالأسماء، والمفقود واحد «برامج العمل»
■ تحويل النوادي إلى شركات مساهمة (بمشاركة إداراتها ولاعبيها وجمهورها).
■ وضع نظام عقود مناسب، ونظام مسابقات، ولائحة بأسعار اللاعبين المحليين، وضوابط للمحترفين الأجانب (؟).
■ العمل على توأمة نوادٍ لبنانية مع أندية عربية وأجنبية.
■ مشروع لدمج نوادٍ في المنطقة الواحدة (لفوائد فنية ومادية وجماهيرية).
■ تصنيف فرق هاوية وفرق محترفة. (مسابقة لكل طرف ومسابقات مشتركة).
■ إنشاء صندوق لرعاية اللاعبين الدوليين (شيخوخة، إصابات مؤثرة).
■ تخصيص مباراة تكريم مادي لكل لاعب يمضي مع المنتخبات الوطنية (سنوات..؟).
■ تقديم بطاقات خاصة للاعبي لبنان الدوليين لحضور كل المباريات الرسمية، وكذلك للحكام الدوليين، ولمدى العمر.
■ تنظيم حفل سنوي، وتكريم المجلّين في اللعبة.
إدارة الاتحاد (اللجنة العليا)
إن إدارة اللعبة لا يمكن أن تكون لعبة تبادل مصالح في شباكٍ
غير رياضية■ على كل جهة مرشحة لإدارة الاتحاد تقديم «برنامج عمل»، مع إفادات في الإدارة الرياضية أو معدل سنوات خبرة (؟)، وتقدير وقت كافٍ للعمل الفعلي في الاتحاد.
■ فرض عملية انتخابات حرة بين لوائح متنافسة (ومستقلين).
■ تطوير أنظمة الاتحاد بما يوافق أنظمة الفيفا، والسعي نحو الاحتراف.
■ وتحديد مهمات كل عضو لضبط التمدد والتسلّط.
■ تخصيص مقعد نسائي، على الأقل، في اللجنة العليا.
■ تطبيق القوانين بصرامة، وفصل أي عضو مخالف طوعاً.
■ على كل مرشح أو عضو أن يحمل «سجلاً أمنياً» نظيفاً وغير مرتبط بإدارات حزبية ـ سياسية عليا مباشرة.
لجنة المراقبة: كل إدارة تعمل بلا مراقبة ومحاسبة تتحول إلى سلطة ديكتاتورية.
ــ تؤلّف لجنة مراقبة من الجمعية العمومية + وزارة الشباب والرياضة (..؟).
ــ مراقبة تنفيذ بنود البرنامج الموضوع من قبل اللجنة العليا للاتحاد المكلفة، (إدارياً، فنياً، مادياً)، لكل ستة أشهر، لكشف التقصير أو الاستمرار أو العزل.
ــ مراقبة ميزانيات النوادي قبل بداية الموسم، لضمان مسارها وحقوق العاملين فيها.
ــ متابعة واقع النوادي، لضبط مسارها (إدارياً ومادياً...) وتحديد اللازم (؟).
ــ مراقبة تعاطي المنشّطات المحظورة رسمياً.
... هي مجرد نقاط قابلة للنقاش، طبعاً، لعلّها تسهم في تنظيم إدارات نوادي اللعبة، وصولاً إلى «اتحادها».
فدوائر اللعبة المعنية هي سلسلة متصلة متماسكة تتطلّب التطور العام للخروج من العبثية الخاسرة إلى الرياضة الوطنية الرابحة... وإلاّ فلماذا الاستمرار؟
إن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، فلتكن خطوة جريئة.


السياسة تكسر حرية الإدارات