بلايك غريفين هو الشيء الكبير القادم إلى دوري كرة السلة الأميركي الشمالي للمحترفين، وهذا أمر مؤكد لكل من تابع المباريات التحضيرية للموسم المقبل، حيث ظهر هذا النجم الصغير (20 عاماً، 2.05 م و113 كلغ) متفوّقاً على الجميع
شربل كريّم
هو بكل بساطة يستمتع بكرة السلة، ويذكّر بانطلاقة «ملك» كليفلاند كافالييرز ليبرون جيمس، لذا لم يكن مستغرباً أن يكون بلايك غريفين الخيار الرقم 1 في «درافت 2009»، فحطّ في لوس أنجلس كليبرز، الذي يريد الآن بناء فريقٍ منافس حوله. والأهم أن غريفين «المتفجّر» تحت السلة اقتحم أبواب الكبار حتى قبل دخوله «دوري العمالقة»، فسميّ للالتحاق بمعسكر المنتخب الأميركي الذي بدأ برنامج استعداداته لخوض غمار بطولة العالم في تركيا السنة المقبلة.
وطبعاً، يعرف أولئك المتابعين لدوري الجامعات أن المعدل الذي سجّله غريفين في «الدوري الصيفي» حيث اختير أفضل لاعب (19.2 نقطة و10.8 متابعات في المباراة الواحدة)، ليس غريباً على لاعبٍ مثله، وهو الذي أصاب أرقاماً أهم وألقاباً فردية عدة في فترة قصيرة. وبعيداً عن دخوله تجربة مختلفة كليّاً بصعوبتها، فإن الشكوك قليلة في عدم إمكان تحوّله إلى نجمٍ آخر في الـ«أن بي آيوهو الذي يجمع بين مهارات كارميلو أنطوني واندفاع جيمس، لكن من دون شك يسعى لأن يبدو مختلفاً عن كلٍّ منهما، فهو يظهر بأسلوبٍ مميز واستثنائي، ويتمتع بقوة بدنية ولياقة عالية، اكتسبهما عبر تركيزه على التمارين الفردية مع مدربين شخصيين، فضلاً عن اعتياده المأكولات الصحية الخالية من اللحوم.
صاحب الرأس الغريب الشكل ليس خالياً من الشوائب، إذ بدا أن نقطة ضعفه هي التسديد عن خط الرميات الحرّة حيث يفقد تركيزه أحياناً، من دون تجاهل ما قيل عن أنه يتمتع بركبتين ضعيفتين بسبب إصابته في اليسرى وخضوعه لعملية جراحية في اليمنى، ما يثير التخوّف من تكرار السيناريو الذي أصاب عملاق بورتلاند ترايل بلايزرز غريغ أودين الذي كان «درافت 1» قبل موسمين، لكنه غاب بعدها موسماً كاملاً بسبب إصابة في الركبة عاودته في الموسم الماضي أيضاً.
إلا أن كليبرز ليس قلقاً من هذه الناحية، وجلّ ما يفعله الآن هو إفساح المجال لغريفين للعب قدر الإمكان في الموسم المقبل، لذا لم يتأخر عن ترحيل زاك راندولف بعد استقدامه من نيويورك نيكس مستقدماً كوينتين ريتشاردسون، ثم تخلى عن الأخير لمصلحة مينيسوتا تمبروولفز مقابل حصوله على ثلاثة لاعبين.
من هنا، ينتظر من غريفين المعروف بالتزامه الدفاعي أيضاً، إعادة ثاني أسوأ فريق في الموسم الماضي (19 فوزاً مقابل 65 خسارة) إلى السكة الصحيحة، أو على الأقل على ما كان عليه قبل رحيل إلتون براند وكوري ماغيتي، وهو يعرف تماماً أن اللعب مع الكبار سيكون أقسى من أي شيء واجهه، وقد بدأت أولى تجاربه بتعرضه أول من أمس لإصابة في كتفه ستبعده على الأقل لثلاثة أسابيع عن الملاعب.
«أنا لست المخلّص»، هذه هي العبارة الأولى التي نطق بها غريفين يوم توقيعه مع كليبرز، لكن أرقامه قد تجعله على هذا النحو، ويكفي أنه يدخل الـ«أن بي آي» شبيهاً للاري بيرد، مكتسباً هذا الشرف عبر التقاطه 504 متابعات في موسمٍ واحدٍ في دوري الجامعات، أي أقل بمتابعة واحدة من الرقم القياسي الذي سجّله «أسطورة» بوسطن سلتيكس سابقاً موسم 1978-1979.