أندريا باولي، ابنة الـ 17 عاماً، بطلة صاعدة في التايكواندو، حائزة ألقاب، آخرها بطولة غرب آسيا في الأردن، إضافة إلى ذهبيّة كأس المتوسّط للكبار في المغرب، وبطولة لبنان للناشئين 3مرات، وفضية بطولة العرب للناشئين (2009)
غرايس حاوي
تنحدر أندريا من عائلة رياضية، والدها لاعب كرة السلّة السابق روبير باولي، هي الآن موجودة في لبنان بعد عودتها من الأردن، تستعد للمشاركة في بطولات قريبة، وهي: البطولة الأولى في الألعاب القتاليّة الآسيويّة في بانكوك بداية شهر آب، وفي أيلول ستشارك في بطولة آسيا الخامسة للناشئين في إيران (الأرجح ستكون الأخيرة لي كناشئة).
كان «للأخبار» حديث مع البطلة أندريا باولي، وعن بدايتها قالت: «بدأت التمرّن بعمر 7 سنوات في المطيلب كاونزي كلوب مع المدرب سليم غنيمة، والهدف من تدريباتي الأولى كان لتشجيع أخي الأصغر فيليب، لكن بعدها لاحظت بريقاً في عينيّ تركه التايكواندو كأنهما يقولان «لقد وجدتها، لا مجال للعدول عنها».
وأضافت أندريا، «عندما فزت بالحزام الأسود عام 2003 قررت الوصول إلى الاحتراف، فالتحقت بفريق التايكواندو في نادي المون لاسال مع المدرب باسم عاد الذي أعطاني الكثير من خبرته وله الفضل في وصولي إلى هذه المرحلة من الاحتراف.

تايكواندو... لماذا؟

...«أتمرّن يومياً حوالى ساعتين، أما في فصل الصيف أو في الإجازات الطويلة فأحاول أن أتمرّن مرتين في اليوم (على الأقل 4 ساعات)، وأضافت بحماسة: اعتمدت هذا التمرين لمدّة أسبوعين قبل كأس المتوسط، ولدى سؤالها لماذا التايكواندو، أجابت «لا أستطيع أن أحدّد، لكنها الرياضة الوحيدة في لبنان التي تحظى بمستوى عالمي، إضافة إلى أنها تعلّم فن التقيّد بالنظام وتعطي الثقة بالنفس أكثر، كما تزيد من اللياقة البدنية والتركيز الذهني، وأكملت: «أحبها لأنها تتطلب تضحية، إرادة وشجاعة. التايكواندو بالنسبة لي، وقبل الدفاع عن النفس، هي منافسة رياضية، تنبع الحماسة من حُبّ الفوز بالتحدّي وتحقيق شيء لم أحلم به من قبل. أستطيع التمرن لساعات وأنسى التعب والألم، لأن هذه اللحظات سترافقني كذكرى، وخصوصاً الشعور الذي ينتابني وأنا على عرش التتويج، أشعر كأنني مَلكة على أعلى قمّة في العالم. وهدفي من هذه الرياضة، كما يقول المدّرب باسم «التايكواندو هي طريقة للعيش»، لأنها تُنمي الثقة في النفس، القدرة على السيطرة، الاحترام، الانضباط والقوة الجسدية والعقلية، وحلمي أن أرى علم لبنان يرفرف عالياً في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية.

أخطار اللعبة!

إنها لعبة قتالية خطرة، وعنها قالت البطلة «طبعاً هناك أخطار في هذه الرياضة، وربما أكثر من غيرها لأنها ترتكز على القتال، لقد تعرّضت لعدد من الإصابات، وآخرها كانت ركلة على فكّي استلزمت علاجاً لـ 6 أشهر، وكنت محظوظة لعدم تعرّضي لإصابات أخطر، وهنا أريد أن أشكرFerrari Dental Clinic التي تدعم فريق المون لاسال وترعاه»،
وعن تأثير ممارسة الرياضة على دراستها، ذكرت باولي أنها تواصل تحصيلها المدرسي، وتتمنى أن تنخرط في مدرسة مختصة بالرياضة، وأضافت بأسف «لسوء الحظ، لا وجود لهذا النوع من المدارس في لبنان»، لذلك تسعى إلى مواصلة دراستها لترسم لنفسها مستقبلاً مهنياً. وعن موقف زملائها في المدرسة أجابت «إنهم يشجعونها ويدعمونها دائماً رغم بُعدهم عن عالم الرياضة». وبعضهم يُصدم عند مشاهدتها وهي تقاتل.
■ من جهته، رأى الأمين العام للاتحاد اللبناني للتايكواندو جورج زيدان أن الاتحاد يرعى أبطاله ويدعمهم بالكامل ماديّاً ومعنويّاً، وسيمثّل لبنان في البطولة الأولى في الألعاب القتاليّة الآسيويّة في بانكوك ثلاثة أبطال.


بعد الزواج؟

يحق لي الاستراحة


وعن احتمال استكمال ممارسة رياضتها بعد الزواج، أجابت أندريا بخجل «لا أعتقد ذلك، لأنني سأكون ضحّيت بالكثير حتى ذلك الحين، لذا يحق لي الاستراحة»، وعن خوضها التدريب بعد اعتزالها فهذا ممكن، أصحاب الألقاب (masters) يشاركون الناشئين (juniors) خبرتهم، وهذه الروح الرياضية ما تميّز لاعبي المون لاسال، وأُدين بإنجازاتي لهذا الفريق وأشكُره، وكما تعلّمت أرى من واجبي أن أمنح الجيل الناشئ خبرتي.
وهل لأندريا منافسات في لبنان، أضافت للأسف لا، لأنهن يعتزلن سريعاً في عمر المراهقة، وتوجّهت بالقول «إنه رغم تصنيف اللعبة بالقاسية، إلا أنها لم تفقدني أُنوثتي خارج الحلبة. وختمت، أشكر جميع من يقف بجانبي ويدعمني، وخصوصاً المشرفين أنطوان شارتييه وجهاد سلامة، والمدربين بسام عاد، وكوزيت بصبوص، وفريق أصحاب الألقاب الموجود دائماً لتحفيزنا وبالأخص الدكتور حبيب زديفة، رالف حرب، وسامر شعيا، وزملائي في الفريق والاتحاد اللبناني للتايكواندو ورئيسته غاريني لحود، وعائلتي «التي لازمتني ودعمتني وضحّت بالكثير».