رغم المصاعب التي واجهها ميلان الإيطالي هذه السنة، وانفصاله عن مدربه كارلو أنشيلوتي وحلول البرازيلي ليوناردو مكانه، إلا أنه لا يمكن سوى التوقف مطوّلاً عند الموسم الأول المخيّب للنجم البرازيلي رونالدينيو
حسن زين الدين
للمتابعين عن كثب موسم كرة القدم في أوروبا، لم يكن مفاجئاً خبر إعلان مدرب منتخب البرازيل كارلوس دونغا تشكيلة «السيليساو» المشاركة في كأس القارات هذا الشهر، وقد خلت من اسم رونالدينيو، إذ إن دونغا أعلن سابقاً أنه لن يتقيّد بالأسماء الكبيرة، وكان جوابه حاسماً: «الأفضل هو من يلعب». ولا يبدو مستغرباً أيضاً أن تخلو لائحة الهدافين في الدوري الإيطالي من اسم رونالدينيو، إذ ببساطة لم يسجل أفضل لاعب في العالم سابقاً سوى 8 أهداف في أولى تجاربه في الـ «سيري أ».
كل ذلك يقود الى خلاصة واحدة: رونالدينيو فشل فشلاً ذريعاً في موسمه الأول مع «الروسونيري».

موسم مخيّب

اذاً، لم يكن رونالدينيو عند قدر طموحات جماهير ميلان التي استقبلته استقبال «الملوك» في ملعب «سان سيرو»، ولم يفكر أي منهم بأن رمزهم الجديد، سيقدّم موسماً مخيّباً كآخر مواسمه في برشلونة. لكن بما أن «المكتوب يُقرأ من عنوانه»، يمكن القول إن «روني» أخطأ في اختيار وجهته كما توقّع المراقبون حينذاك، إذ إن أسلوب لعبه المهاري لا يتلاءم إطلاقاً مع اللعب العنيف الذي يوسم به الدوري الإيطالي، أضف إلى ذلك أن خط وسط ميلان، بالتحديد، يعجّ بلاعبين مميزين كالإيطاليين أندريا بيرلو وجينارو غاتوزو، والهولندي كلارنس سيدورف، والإنكليزي ديفيد بيكام، والفرنسي ماتيو فلاميني، ويضاف إليهم البرازيلي الموهوب كاكا، الذي لوحده كانت ترتسم علامات استفهام حول كيفية إمكان نجاح تجربته مع رونالدينيو التي فشلت في منتخب البرازيل. كل هذه الأسباب كانت كافية لوضع العوائق في درب اللاعب، وهكذا، ظل رونالدينيو أسير مقاعد البدلاء تارة والإصابات تارة أخرى، وإذا ما شارك في المباريات كان شبحاً للاعب الذي أوقف مشجعي ريال مدريد في ملعب «سانتياغو برنابيو»، وجعلهم يصفقون له يوم تلاعب بمدافعي فريقهم، أو ذاك النجم الذي أمتع ملايين المتفرجين، ونال لقب أفضل لاعب في العالم مرتين متتاليتين، والذي سجل 70 هدفاً في 145 مباراة في الدوري الإسباني، رغم أنه ليس مهاجماً صرفاً.

مفترق طرق

لذا يبدو من الطبيعي أن تتناقل الصحف العالمية أخباراً عن مستقبل رونالدينيو: تارة يرفض عرضاً من مانشستر سيتي الإنكليزي، وتارة أخرى أنه مهتم بالعودة للعب في البرازيل، أو أنه سيبقى في ميلان. وبغض النظر عن مدى صحة هذه الأخبار، أو اعتبارها مجرد شائعات تزخر بها الصحف، وبغض النظر أيضاً عن رحيل أنشيلوتي وقدوم ليوناردو، وصحة خبر انتقال كاكا الى ريال مدريد الاسباني، وما يمكن أن يعكسه هذان التطوران من تغيير في خطط لعب الفريق اللومباردي، فإن الأكيد، وقبل كل شيء، أن رونالدينيو مدعو لمراجعة طويلة لحساباته، وأن تكون خطواته المقبلة مدروسة بدقة، إذ إن تذبذب مستواه ليس مرتبطاً فقط بخياره الإيطالي الخاطئ، بل يعود إلى نهائيات بطولة كأس العالم في ألمانيا 2006 تحديداً، إذ لا يزال مشهد الجمهور البرازيلي الساخط على نجمه الذي خذله ماثلاً في الأذهان. وإلا فإن رونالدينيو، الذي شارف على بلوغ سن الثلاثين، قد يدفع الثمن باهظاً جداً هذه المرة: الغياب عن مونديال جنوب أفريقيا 2010.