علي صفابين الانتخابات النيابية والرياضية عندنا، خيوط عنكبوتية متشابكة وواهنة، وغالباً سخيفة، حتى أفراحها تكون خاسرة. أفرزت الانتخابات أكثرية متجدّدة، وهلّل جمهورها هنا وهناك عربياً وصولاً إلى أميركا عاشقة لبنان والأرز، فماذا عن الوطن ومشاكله؟

■ ■ ■


...كما انتخابات الرياضة، في الاتحادات والنوادي، واللجنة الأولمبية المرتقبة. صراع فتناتش فطائفية فرشى فلجنة بأكثرية تحكم لسنوات ثم تنتهي باتهامات وفساد وصيحات. طرف ينتصر، وتبقى الرياضة خاسرة!

■ ■ ■



فريق فائز يحكم، كفريق رياضي فائز يحمل اللقب والكأس، ويحتفل لأيام، وبعدها يعود إلى الواقع ليغوص في مشاكله الإدارية والمالية ولاعبيه وجمهوره، ولا يستطيع أن يمثّل نفسه في الخارج ولا بلده كما يجب.
منتخب «الحكومة الوطنية» المتطور يمثّل الوطن في التصفيات القارية والعالمية، فمَن يطوّر منتخباتنا، بعدما صرنا في ذيل الترتيب العالمي، وكذلك في الترتيب السياسي؟
فريق أكثري بجمهوره، كفرق رياضية لبنانية أكثرية بجماهيرها، في كرتي القدم والسلة، لكنها لا تعرف الاستقرار، مديونة تنتظر الإعاشات، وتبحث في سبل ضبط جماهيرها، وسبل البقاء في الأضواء.
ليست الأكثرية غاية بل وسيلة، فكم من نادٍ يستدعي جماهيره ببطاقات مجانية ليملأ المدرّجات، ولكنه يفشل في ضبطها وتطويرها وتطوير ذاته ونتائجه، فتقفل الملاعب في وجوههم... كما هي عندنا الآن.
نحتاج جداً إلى ثقافة الفوز والخسارة... في انتخابات النيابة والرياضة.
الفوز قد يفرح البعض أياماً ولكن ماذا عن بقية العهد والمستقبل؟
الأكثرية لا تصنع الأفضلية، ولا النجاة. فمن يحل مشاكل الوطن وشعبه، في الحقوق والديون والضرائب والفساد، وشبكات الجواسيس والمخفيّين، ويحمي الوطن وسيادته من خطر الأعداء؟ ومن يحمي رياضاته من أخطار الأكثرية الفاسدة في مفاصلها؟