strong>حسن زين الدين«إنها لحظات مهمة، أودّ أن أشكر كل من كان حاضراً في هذه المباراة، لن أنسى أبداً هذه الليلة»، بهذه الكلمات العاطفية أراد أن يودّع النجم التشيلي مارتشيلو سالاس عالم كرة القدم، خلال مباراة تكريمية جرت بين فريق مؤلف من نجوم تشيلي وآخر حمل اسم «أصدقاء سالاس»، ليطوي باعتزاله حقبة رائعة في تاريخ الكرة التشيلية، كان خلالها وتوأمه في الهجوم إيفان زامورانو، نجم ريال مدريد الإسباني وانتر ميلان الإيطالي السابق، بطليها الرئيسيين.
هكذا إذاً، كان رفاق الدرب حاضرون في ملعب العاصمة سانتياغو لتكريم سالاس، من بينهم النجم الأورغوياني السابق إنزو فرانشيسكولي، والأرجنتيني أرييل أورتيغا، والفرنسي دافيد تريزيغيه، وطبعاً زامورانو، الذي ألّف وسالاس ثنائياً مرعباً في منتصف التسعينيات، أوصل تشيلي إلى نهائيات كأس العالم 1998 في فرنسا.
وكعادته، لم يشأ سالاس أن يخلع حذاءه، من دون أن يترك بصمة، حتى لو بلغ الـ34 من عمره، فلم يكن مفاجئاً أن يسجل 3 أهداف «هاتريك» في مباراته الوداعية، وهو الذي امتهن التهديف بالفطرة خلال رحلته في الملاعب التي امتدت من تشيلي إلى إيطاليا، مروراً ببلاد «التانغو» الأرجنتين، إضافة إلى أنه الهداف الأول لمنتخب بلاده بـ37 هدفاً.
شهرة « إل ماتادور» أو «القاتل» كما لقّب نظراً إلى تسديداته اليسارية القوية، بدأت مع فريق يونيفرسيداد دو تشيلي بين عامي 1994 و95 حيث سجل 74 هدفاً، ثم انتقل إلى ريفر بلايت الأرجنتيني حيث لقي بداية انتقاداً من الصحافة التي لم تتقبّل فكرة أن يقود لاعباً تشيلياً فريقاً أرجنتينياً، لكن رغم ذلك تمكّن سالاس من كسب حبّ الجماهير له، مسجلاً 26 هدفاً في 51 مباراة، لينتقل بعدها إلى الدوري الإيطالي، في تجربتين، أولاهما كانت ناجحة مع لاتسيو، وثانيتهما كانت مع يوفنتوس، حيث لم يترك بصمة واضحة لكثرة إصاباته.
هناك مصادفات أحياناً في عالم كرة القدم، إذ إن سالاس يعتزل في الوقت الذي تبدو فيه حظوظ بلاده كبيرة في بلوغ نهائيات مونديال 2010، بعد غياب استمر 12 عاماً. وبغض النظر عن حصول الإنجاز مع المنتخب الحالي، فإن حقبة سالاس ـــــ زامورانو ستبقى الأكثر انطباعاً في الأذهان.