«كانت هذه أفضل مباراة لي منذ قدومي إلى أتلتيكو مدريد، لذا أتمنى مواصلة السير بنفس المستوى والعمل بقوة لتقديم المزيد للفريق». هذا ما قاله الفرنسي أنطوان غريزمان بعد قيادته فريقه إلى الفوز على أتلتيك بلباو بتسجيله «هاتريك». اختصر كل ما تعلمه في كرة القدم، بالوصول إلى فريق المدرب دييغو سيميوني، فقاد فريقه أول من أمس إلى فوزٍ آخر بتسجيله هدفين أمام ليفانتي (3-1). صحيح أن اللاعب الشاب أخذ وقته لكي يتأقلم جيداً مع الفريق، لكنه أثمر بعد عمل دؤوب قام به ومدربه سيميوني. الأخير لا يقف مكتوف اليدين أمام ترحيل نجومه عن الفريق مقابل تعاقدات كبيرة. ومع ذلك، ما إن يرحل أحدهم حتى يعوضه بمن يوازيه أو يزيده قدرة ومواهب. لقد أثبت سيميوني أصلاً صحة فلسفته في المواسم الأخيرة، وهو لا يعتمد على لاعب واحد دون آخر، بل على منظومة متكاملة يديرها بذكاء، مستنداً إلى ما يملك من مواهب في تشكيلته.

وغريزمان هو أهم هؤلاء المواهب، وقد احتاج وقتاً للتأقلم مع زملائه، حتى صار الحجر الأساس في الفريق. لا يعيب غريزمان على نفسه أن يقول ذلك؛ كنت أحتاج إلى مدرب مثل سيميوني حتى أتمكن من الوصول إلى ما وصلت إليه. لم يفكر مطلقاً في الرحيل عن «بيته الجديد» إلى أي فريق آخر، صغيراً كان أو كبيراً. أرسنال كان آخر من حاول ضمّه، وجماهير «الغانرز» كانت تنتظر من يعيد لها أيام الفرنسي روبير بيريس.
لكن هدفه واضح، ولا يبدو أنه يريد الخروج، بل يتطلع للارتقاء في مستواه هناك، وخصوصاً بعدما أعاد لأتلتيكو توهجه، الذي خفت بعض الشيء بداية الموسم.
في ريال سوسييداد لعب في الجانب الأيمن، والآن يلعب في أكثر من مركز، فهو متنوع القدرة والموهبة، ويجمع بين المهارات والسرعة والقوة وصناعة الأهداف وتسجيلها. غريزمان منح فريقه تنوعاً تكتيكياً في الهجوم، ما أعاد الفريق إلى مصاف المصارعين على البطولات. هكذا يرى نفسه لاعباً مهماً لا يقل أبداً عن أيٍّ من عظماء اللعبة الذين يبدون رأيهم بالمرشحين للجائزة. حارس بايرن ميونيخ هو الأحق بها بحسب رأيه.
رأت جماهير أرسنال
في غريزمان صورة مواطنه روبير بيريس


ولكي ينافس غريزمان على هذه الجائزة المرموقة سيكون عليه إكمال المهمة مع منتخبه في كأس أوروبا المقبلة، من دون العودة إلى الغوص في أي مشاكل، بعدما كان قد تعرض سابقاً للإيقاف لمدة عام على المستوى الدولي، إذ خرق القوانين، وذهب إلى ملهى ليلي خلال الأيام الفاصلة بين مباراتين مهمتين للمنتخب الفرنسي في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأوروبية للشباب (تحت 21 عاماً).
هذا كان من الماضي، ففي المونديال الأخير، أثبت غريزمان حصول تحول نوعي في مشروعه الكروي، إن من ناحية الانضباط أو ما يملكه من إمكانات. أخذ سيميوني غريزمان اللاعب الناشئ، وعمل على إثرائه مقدماً إياه للجمهور النجم الذي عوّض رحيل البرازيلي دييغو كوستا. ما يقدمه سيميوني على مر المواسم، يثبت أنه بنى مشروعاً مخطط له بعناية، ويعتمد على الاستثمار الناجح للمواهب، ما يساعده في الاستمرار منافساً، وعند وصول غريزمان إلى أتلتيكو وتقديمه أمام نحو 6 آلاف شخص لاستقباله، سمعت هتافات الجماهير في ملعب «فيسنتي كالديرون» تنادي باسم فرناندو توريس الذي بات المهاجم الحالي للفريق بعد انتقاله من تشلسي إليه. غريزمان كان أول المرحبين به بطريقته الخاصة، فبعد تسجيله الهدفين أمام ليفانتي، احتفل مرتين بطريقة «رامي السهام»، وهو الاحتفال الذي عرف به توريس في أتلتيكو.
الأجواء في مدريد تبدو ملائمة لنفخ روح التهديف من جديد في توريس، بعدما جلس في المدرجات، متابعاً إبداعات غريزمان أو «ماكينة الأهداف» كما كان لقبه مع سوسييداد، لكنه اليوم بات أمام صراع جديد على عرش الهداف الأول للفريق مع وصول «إل نينيو»، وهو صراع لن يعود إلا بالنفع على فريق العاصمة الاسبانية.




أتلتيكو الأكثر تسجيلاً بالرأس

ذكرت صحيفة «ماركا» الإسبانية أن أتلتيكو مدريد هو الفريق الأكثر تسجيلاً للأهداف بالرأس في الدوري الاسباني خلال الموسم الحالي. وسجل لاعبو «الأتليتي» 18 هدفاً من كرات رأسية، يتصدرهم الفرنسي أنطوان غريزمان بـ 4 أهداف، يليه الكرواتي ماريو ماندزوكيتش والبرتغالي تياغو منديش والأوروغوياني دييغو غودين (3 لكلٍّ منهم)، ثم ساوول نيغيز والبرازيلي ميراندا (2)، واخيراً راوول خيمينيز (1).