في الوقت الذي يسعى فيه اتحاد كرة السلة إلى تعديل قوانينه بهدف التطوير، تعرضت اللعبة لضربة جديدة مع استقالة رئيس نادي الحكمة جورج شهوان، بعدما حلّ رئيس نادي بلوستارز ماريو سارادار الفريق
عبد القادر سعد
يبدو أن نادي الحكمة اعتاد أن يدخل في دوامة البحث عن رئيس جديد للنادي يقوم بالتمويل لموسمين أو أكثر قبل أن يستقيل و«تعود قصة إبريق الزيت»، فتبدأ رحلة البحث عن رئيس جديد مع ما يرافقها من حالة «لا استقرار» على صعيد اللاعبين الذين يصبحون معلّقين في حبال الهواء بانتظار وضوح الصورة.
هذا الموسم سيعود نادي الحكمة إلى عادته بعد القرار النهائي لرئيسه جورج شهوان «الذي قدّم قسطه للعلى» بحسب ما يقول بعدما دفع مبلغ أربعة ملايين دولار خلال فترة رئاسته.
وتحدّث شهوان لـ«الأخبار» عن قراره الذي سيكون من دون ضجة كي لا يُقال إنه يسعى لـ«همروجة» إعلامية، فهو لم يعد قادراً على الاستمرار في هذه السياسة من ناحية تمويل الفريق من شخص واحد. وكشف شهوان عن أنه اجتمع مع أعضاء في المطرانية وفي الرابطة المارونية وعرض عليهم تأمين نصف الميزانية، مقابل إيجاد أشخاص يؤمّنون النصف الثاني، لكنه لم يلقَ تجاوباً.
وقام شهوان بهذه الخطوة مبكراً «حفاظاً على اللاعبين كي لا يبقوا معلّقين حتى آخر لحظة»، وهو سدد رواتب اللاعبين حتى نهاية شهر أيار، إضافة إلى عدم وجود أي دَين على النادي.
ويعبّر شهوان عن حزنه لمغادرة النادي، لكن لم يعد بالإمكان الاستمرار، إذ إن التكلفة كانت 1.3 مليون دولار لهذا الموسم.
ويلفت شهوان إلى أنه لا يستطيع مجاراة المال السياسي، الذي يموّل ناديي الرياضي (آل الحريري) والمتحد (آل الصفدي)، وبالتالي فليس أمام الحكمة سوى الانتماء إلى جهة سياسية تؤمّن ميزانيته أو إيجاد مجموعة من الأشخاص تقوم بالتمويل، «والحل الثاني أفضل».
وينهي شهوان حديثه، بأنه لا يعمل في السياسة ولا ينتمي إلى أي جهة سياسية، ولم يدخل إلى نادي الحكمة لهدف سياسي، بدليل أنه لم يفكر بالترشح للانتخابات النيابية، وكل ما قام به كان بسبب حبه لهذا النادي.
وسيعود شهوان إلى بيروت بعد غد الخميس آتياً من دبي، ومن المحتمل أن يعقد مؤتمراً صحافياً يعلن فيه استقالته الرسمية.
ومع دخول نادي الحكمة في أزمة جديدة، تبرز أسئلة عديدة تطرح نفسها، لماذا يعيش هذا الفريق أزمة رئاسة (شهوان ثالث رئيس يستقيل خلال 10 سنوات) ومن هو المسؤول؟ وهل شروط القيمين على النادي تؤثر على بقاء الرئيس، وخصوصاً إلزامه بتأمين ميزانية فريق كرة القدم، الذي غالباً ما يصارع على الهروب من الهبوط إلى الدرجة الثانية، أو احتلال مركز في وسط القائمة حداً أقصى؟ وهل صحيح أنه من الأفضل تسييس النادي على أن يجد القيّمون مجموعة من المتمولين، وخصوصاً أن مدرسة الحكمة عريقة وخرّجت أجيالاً من رجال الأعمال الناجحين؟ وهل بإمكان لعبة كرة السلة أن تستمر في ظل تساقط الأندية واحداً تلو الآخر، ومع من ستلعب الأندية الكبيرة كرة سلّة؟