تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم، انطلقت أمس دورة صقل حكّام كرة القدم اللبنانيين التي ستستمر لخمسة أيام، وذلك في قاعة «ميريديان كومودور». وفي تفاصيل يوم أمس، فقد استهله القيّمون على الدورة بعرض شريط مصوّر مرفق بطرح عدد من الأسئلة على الحكام المشاركين، وعددهم 30. بعدها حاضر الدولي القطري هاني بلان، ثم تلاه المحاضران المحليان نبيل عياد ويزبك يزبك، قبل إخضاع الحكام لاختبار خطي. وعصراً، انطلقت الاختبارات الميدانية على أرض ملعب الصفاء، فيما غاب رئيس لجنة الحكّام محمود الربعة عن المتابعة الميدانية لارتباطه بحضور جلسة الاتحاد الأسبوعية. ومن المتوقع استكمال الدورة اليوم وفق جدول اليوم الأول (محاضرات نظرية مع إرشادات صباحاً ثم تطبيقات عملية عصراً). وفي اتصال مع الربعة، أفادنا بقوله: «لقد كانت الدورة محددة قبل الانتخابات النيابية بأسبوع، لكننا طلبنا من «الفيفا» تأجيلها إلى ما بعدها، وهي مخصصة أصلاً لوضع الحكّام اللبنانيين في أجواء التعديلات الجديدة على قوانين اللعبة، إضافة الى إجراء تقويم شامل لأدائهم بعد انتهاء الموسم، وعلى الجدول أيضاً دورة أخرى خلال تشرين الأول المقبل».
ورغم الفائدة النظرية، كان من الأفضل إقامتها قبل بطولة الدوري التي ستنطلق في تشرين الأول أي بعد أربعة أشهر تقريباً.
وتأتي الدورة المموَّلة من الاتحاد الدولي، في وقت يُعَدّ «ميّتاً» كروياً، وهي فترة راحة لجميع اللاعبين والحكام، ما عدا بعض الاستحقاقات الكبرى ككأس القارات، وخصوصاً أن الموسم انتهى قبل شهر ونيّف، وما زال هناك فترة طويلة قبل أن يعود النشاط. واللافت أن لجنة الحكام تنوي إقامة اختبارات بدنية لحكامها، علماً بأنها غالباً ما تكون فولكلورية، وخصوصاً أن الاختبارات الأخيرة جرت على الملعب البلدي في بيروت قبل أسابيع من نهاية البطولة، وغاب عنها عدد من الحكام الدوليين، وعُيِّنوا لقيادة مباريات في الدوري بعد يومين من الاختبارات.
ولا شك في أن إقامة الدورات التحكيمية مفيدة، لكن مشكلة التحكيم في لبنان أكبر من ذلك بكثير، وتحتاج إلى حلول جذرية تبدأ من رأس الهرم وطريقة إدارة الجهاز التحكيمي الذي يمكن القول إنه... مدمَّر.