«بطل العالم»، لقب لا ينطبق من قريب أو من بعيد على منتخب إيطاليا، الذي صدم محبّيه حول العالم بمستواه الضعيف، قبل النتائج التي حققها وخرج عقبها من كأس القارات التي تستضيفها جنوب أفريقيا حتى الأحد المقبل
شربل كريّم
يمكن اعتبار أن الجولة الثالثة الأخيرة من تصفيات المجموعة الثانية وضعت المنتخبات في صورة مستواها الحقيقي، فأكدت البرازيل عودتها للوقوف بين الكبار بعد بداية مضطربة في عهد المدرب كارلوس دونغا، ووقفت الولايات المتحدة مصرّة كالعادة على إثبات حضورها في المحافل العالمية. أما مصر، فقد سقطت هالة انتصارها على إيطاليا، وظهرت أنها لا تزال ضعيفة أمام الكبار، وفوزها على «الأزوري» جاء بسبب تواضع مستوى الأخير لا أكثر ولا أقل.
وبغض النظر عن الفشل المصري والنجاح الأميركي المفاجئ، فإن أكثر الأمور الصاعقة بشأن ما حصل هو وقوف الطليان عاجزين عن تفسير ما حدث معهم، وذلك قبل أقل من سنة على بدء دفاعهم عن لقبهم العالمي. هذا اللقب الذي رأى كثيرون أن رجال مارتشيلو ليبي لا يستحقونه، بل ساعدتهم الظروف المختلفة للظفر به في مونديال 2006، ابتداءً من توقيف «بيضة القبان» تورستن فرينغز عشية مباراتهم في الدور نصف النهائي أمام ألمانيا المضيفة، وصولاً إلى طرد زين الدين زيدان وإصابة باتريك فييرا، أي عميدي خط وسط فرنسا في المباراة النهائية، التي انتهت لمصلحة الإيطاليين بـ«ركلات الحظ»!
من دون شك، المنتخب الحالي هو أسوأ تشكيلة أشرف عليها ليبي طوال مسيرته الحافلة بالألقاب، لا بل هو أسوأ منتخب عرفته الكرة الإيطالية منذ أكثر من نصف قرن. وبالتأكيد، لا يمكن للمدرب المحنّك الخروج بشيء إيجابي في المونديال المقبل بهذه التشكيلة التي بدا أن أفرادها يفتقدون كل الإمكانات على الصعيدين الهجومي والدفاعي الذي كان على مدى تاريخهم المفتاح الأساس لحصد الألقابوحدهم اللاعبون، ولا شيء غيرهم، كانوا السبب في الهزيمة النكراء أمام منتخبٍ برازيلي حيوي تفوّق عليهم منذ الدقيقة الأولى للقاء، فكان لوكا طوني الحاضر الغائب، كما كان عليه الأمر في كأس أوروبا 2008، بينما ظهر جانلوكا زامبروتا كأنه نسي كرة القدم، فتمتع روبينيو بصولاتٍ وجولات في رواقه. والسؤال الأكبر ما الذي يفعله فابيو كانافارو هناك في قلب الدفاع، إذ إن الرجل انتهى كروياً من دون مبالغة، وللمشككين مراجعة مبارياته مع ريال مدريد الإسباني في الموسم المنتهي. كذلك لا يبدو جورجيو كييلليني «الثقيل» خليفة لكانافارو، لذا لن يكون مستغرباً حدوث كوارث في خط ظهر يوفنتوس عندما يجتمع الاثنان معاً في الموسم المقبل.
والأهم من كل هذا أن أندريا بيرلو الذي بدا أفضل لاعبي إيطاليا، لا يجد من يسانده في خط الوسط، إذ إن كل اللاعبين الشبان، وبينهم دانييللي دي روسي، لا يزالون بحاجةٍ إلى الخبرة.
وبغض النظر عن وجوب ابتعاد ليبي عن خطة 4-3-3 التي أثبتت فشلها، تبدو الحلول قليلة أمامه، لكن لا ضير من بعض الخطوات التي يمكن أن تزعج الشبان، كعودة اليساندرو دل بييرو لأداء دورٍ قيادي في أوقاتٍ حساسة، أو ربما الاستعانة بمواهبٍ أُبعدت لأسبابٍ مجهولة، أمثال ماريو بالوتيللي وسيباستيان جوفينكو اللذين يقودان منتخب الشباب في بطولة أوروبا.
العدّ العكسي بدأ، وإيطاليا تطلق صفّارات الإنذار قبل أن تقول «تشاو» للكأس الغالية.