تُختتم غداً كأس القارات التي استضافتها جنوب أفريقيا بالمباراة النهائية بين البرازيل بطلة أميركا الجنوبية والولايات المتحدة بطلة أميركا الشمالية، الساعة 21.30 بتوقيت بيروت، في جوهانسبورغ
شربل كريّم
لا يمكن توقّع من سيحمل لقب كأس القارات عشية المباراة النهائية، ولو أن البعض ذهب إلى ترشيح البرازيل بدرجة كبيرة بفعل فوزها على الولايات المتحدة بثلاثية نظيفة في الدور الأول. طبعاً، استناداً إلى التاريخ وسمعة المنتخب البرازيلي ونوعية أفراده، سيكون مرشحاً للاحتفاظ باللقب الذي أحرزه عامي 1997 و2005. إلا أنه لا يمكن أخذ هذه النقاط في الاعتبار، وخصوصاً بعدما خرج الأميركيون إلى دائرة الضوء، أولاً بفوزٍ عريض على مصر (3-0) ثم بوقف سلسلة انتصارات إسبانيا بطلة أوروبا ووضعها خارج المباراة النهائية، بعكس كل التوقعات التي انتظرت نهائياً «منطقياً» بين «السيليساو» و«مصارعي الثيران».
وللمنتخب البرازيلي تجارب رائعة في المباريات النهائية لكأس القارات (ما عدا خسارته أمام المكسيك 3-4 في 1999)، إذ سحق نظيره الأوسترالي 6-0 في 1997، وغريمه الأرجنتيني 4-1 في النسخة الماضيةإلا أن القلق يحوم الآن في معسكر البرازيليين، وخصوصاً أن العرض الذي ظهر عليه رجال المدرب كارلوس دونغا أمام جنوب أفريقيا في نصف النهائي لم يكن الأفضل لهم على الإطلاق، إذ بدا أن التعب نال بعض الشيء من مفاتيح أساسية في التشكيلة، أمثال روبينيو والظهير الأيمن المتألق مايكون. لكن الحلول قد لا تكون بعيدة عن ذهن دونغا، الذي قرأها أصلاً في أواخر المباراة أمام الأفارقة عندما دفع بصاحب هدف الفوز دانيال ألفيش.
أما في الجهة المقابلة، فيبدو أن الأميركيين تعلّموا من مباراتهم أمام البرازيل، فأحسنوا إغلاق منطقتهم في مواجهة الإسبان، والأهم أنهم عرفوا تكبيل حركة نجوم الوسط، أمثال شافي هرنانديز، بينما كان الحارس تيم هاورد صلباً، وقد يكرر إنجاز سلفه كايسي كيلر الذي وقف سدّاً منيعاً في مواجهة البرازيليين في المباراة النهائية للكأس الذهبية عام 1998 التي كانت من نصيب بلاده.
ويمكن اعتبار أن رجال المدرب بوب برادلي كسروا عقدة التفوّق التي أربكتهم في بداية البطولة، وخصوصاً أمام البرازيل تحديداً، وقد عرف المدرب توظيف مواهبه الهجومية تحديداً، فأطلق جوزيه التيدور وكلينت ديمبسي اللذين حجبا حتى نجومية لاندون دونوفان.
من هنا، لا ضير من الاعتماد على الخطة عينها التي ترتكز على جعل لاعبي الوسط الأربعة أول محور دفاعي، وخصوصاً أن البرازيل ستعتمد أولاً وأخيراً على المهارات الفردية النادرة بقيادة كاكا وفيليبي ميلو وراميريس وأندريه سانتوس، الذين بإمكانهم توجيه لسعات بمفعول تلك التي يتمتع بها المهاجم الفذّ لويس فابيانو.
وإذ يهدف المنتخب البرازيلي إلى إضافة لقبٍ آخر على الصعيد القاري، فإن المنتخب الأميركي سيكون أكثر من سعيد للتمتع بلقب عالمي أول، وخصوصاً أن رجال بلاد «العم سام» لطالما وقفوا في ظل الإنجازات التي حققها منتخب السيدات المنافس الدائم على لقب كأس العالم في مختلف الفئات العمرية.
يذكر أن مباراة تحديد صاحب المركز الثالث بين إسبانيا وجنوب أفريقيا تقام غداً الساعة 16.00.


«القيصر» راضٍ عن جنوب أفريقيا