استعاد نادي النجمة لقب بطولة الدوري بجدارة، ويسعى لاستعادة صورته الكاملة وجمهوره الكبير وبريق فرقه العمرية المميزة، ودوره الرائد في تطوير اللعبة. فماذا تحضّر إدارته المتجدّدة للمستقبل، من برنامج شامل لنجمة لبنان..؟
علي صفا
حمل فريق النجمة لقب البطل، في موسم مميّز له، وضاغط على رياضة الوطن ولعبته الشعبية خصوصاً، وفي غياب جماهير اللعبة للموسم الثالث، وغياب قرار حكومي لامبالٍ بداعي «الشغب» المتكرر، ما أوصل اللعبة ونواديها إلى حافة الخطر، وما يفوق قدرات اتحاد اللعبة ونواديها على الاستمرار في العبثية والفوضى خارج أي مشروع أو رؤية تبعث الأمل، سوى التمني ومجهودات داعمة سياسية عبر مراجع وأفراد تسند النوادي ولا تضمنها.
... لعلّ واقع اللعبة يعكس واقع البطل، وحركة إدارته وماليته وأجهزته، ومشاريعه للأمام، كون النجمة عماد اللعبة باسمه وجماهيره الوطنية، مهما نافس الآخرون، فهذا قدر اللعبة الآن، كما في كرة العرب والعالم.
فنياً: قدّم النجمة موسماً مميّزاً في سنواته الأربع الأخيرة، وعاد بطلاً بعد غياب أربعة مواسم، بإشراف إدارته المتجددة، ومديره الفني إميل رستم وجهازه المتفاهم، فصبغه بأسلوب جماعي واثق، وتفوّق هجومي كاسح، فتصدّر ذهاباً (نقاطاً وأهدافاً) متقدماً على الأنصار المعزّز (مادة ولاعبين وأجانب) والعهد الطامح والصفاء المدجّج بمجموعة قوية. وحافظ النجمة على تصدّره بأجانبه الثلاثة (خالد سعد الأردني وطومي البرازيلي وبوريس الصربي)، وفرض رستم نظاماً وانضباطاً، ربما أزعج بعض الإداريين واللاعبين الذين تعوّدوا على «التدخل الفني» ودلع بعض «النجوم» لسنوات، لكنه صمد وتحمّل الضغوط ونجح أخيراً في حصد اللقب (هو أول لقب لرستم في تاريخه التدريبي الطويل مع الحكمة).

... وما بعد اللقب؟

شهد فريق النجمة ورشة عمل، بإدارته المتجددة برئاسة المحامي محمد أمين الداعوق، من ترميم للمنشآت وتجهيز الملعب «بعشب اصطناعي» حديث، وانتظام التدريب لفرقه التي عانت طويلاً من التنقّل والتهجير، فصار النادي أكثر استقراراً وانسجاماً (بعد فترة من تدخلات مراجع باسم السياسة دخيلة فرضت أشخاصاً بلبلوا مسار النادي رياضياً ومادياً وجماهيرياً).
وتحركت الإدارة الجديدة بروح جماعية، لوضع برنامج لورشة إصلاح عامة تعيد للنجمة مستقبلها.
حملنا أسئلتنا إلى فاعليات إدارية نجماوية لنقلها إلى أهل النجمة واللعبة.

عسيران... طموح وضمانةسندعم الفريق الأول بأجانب مميزين، وبإشراف المدير الفني إميل رستم، وننسّق لتعاون متعدد مع نوادٍ خارجية، لتطوير الأجهزة، وكذلك الملعب ومنشآته.
وحول الشؤون المادية، قال عسيران: إمكاناتنا الذاتية محدودة ونعمل على تدعيمها (في غياب مداخيل منتظمة لغياب الجماهير عن اللعبة)، ويبقى دعمنا الأساسي من راعي النادي (الشيخ سعد الحريري) وتتكفّل إدارة النجمة بتقديم الباقي (حوالى 300 ألف دولار سنوياً). وأضاف: «حظنا جيّد لأن الحريري لا يطلب منّا شيئاً يربط النادي بسياسته» ودليل ذلك أنه لم يتم التجديد لأطراف إدارية ملتزمة بالتيار السياسي (الأمين العام السابق مثلاً)، فانتخبنا أميناً عاماً جديداً غير ملتزم سياسياً (سعد الدين عيتاني، ابن النجمة منذ 30 عاماً).
وكرر عسيران ثقة النادي بالمدير الفني إميل رستم وجهازه وولائه المطلق للنجمة من دون أي طلب مادي. وهذا لا يمكن الاستغناء عنه.
وخُتم الحوار الأول بثقة شخصية في قيادة نجماوية قادرة على تطوير النادي الشعبي واستعادة تفاؤل أهله ومحبيه... وأهل اللعبة ككل.
وللاطلاع على المزيد، كان لا بد من نبش جعبة الأمين العام الجديد للنجمة سعد الدين عيتاني (الصورة 2)، وهو محور العمل الإداري ومشاريعه المختلفة...

سعد عيتاني: عودة للأصالة؟قال سعد: اللعبة موصولة بمشاكل البلد، لذا يبدو التطوير الفردي صعباً من دون خطة شاملة لإنقاذ اللعبة عبر تطوير الأنظمة الرياضية بدءاً من وزارة الشباب والرياضة، مروراً بدور البلديات الداعم، فقطاع الشباب مغيّب.
وأضاف «مطلوب اتحاد للكرة بكفاءات مختصة يضع سياسة عامة للعبة».

وماذا تحملون للنجمة بعد؟

«لدينا مشاريع عدة. أعدنا إحياء مكتب الجمهور برئاسة إبراهيم الحوري لتفعيل دور الروابط في مناطق لبنان، ونركز على تدعيم الفريق الأول بالحفاظ على لاعبينا مع ضم بعض المحليين حيث يلزم، وضم أجانب مميزين.
وأشار سعد إلى أن «الجهاز الفني بقيادة إميل رستم تحمّل ضغوطاً هائلة داخلية، ولكنه تجاوزها وضحّى ويستحق التقدير، وسنناقش معاً بعض الملاحظات الفنية عن الموسم».
ولفت عيتاني إلى اتصالات تجرى مع نوادٍ خليجية بهدف «التوأمة» وتبادل المنافع.
وعن رؤيته لاتحاد اللعبة ودوره، قال «نتمنى وجود اتحاد بعيد عن المحاصصة والطائفية، ليعمل على برنامج (دستور) واضح
ومتطور.
واقترح مداعباً الواقع «لماذا لا يسمي كل ناد واحداً من غير طائفته، شرط أن يكون متمرّساً في اللعبة لا طارئاً عليها؟».
وأيّد سعد ضرورة مراقبة وزارة الشباب للّعبة بحدود معينة لكون النوادي أهلية.
وأضاف: «الاعتماد على جهات راعية سياسية يشكل خطراً على النوادي وعلى استقرارها، وغياب الجمهور عن الحضور يشكل خطراً أكبر».
واقترح تحويل جزء من الضرائب إلى الرياضة مع دعم جدي من «بلديات المناطق»، وضرورة إعادة الجمهور إلى الملاعب «لأن اللعبة بلا جمهور أشبه بـ«عُرس من دون معازيم».
وختم عيتاني بتفاؤل بنهضة النجمة واللعبة أيضاً رغم ظروف البلد...

لاعبو الموسم: الأبطال

إيلي فريجي، أحمد الصقر، عبدو طافح ومحمد سنتينا لحراسة المرمى. بلال شيخ النجارين، علي حمام، بوريس لوكتش، خالد سعد، علي واصف، خالد حمية، قاسم محمود، أحمد النعماني، جهاد الحلوة وشادي عطية للدفاع. عباس عطوي (كابتن)، علي يعقوب، زكريا شرارة، أغوب دونابديان، محمد شمص، عباس فضل الله، مصطفى شاهين، أحمد مغربي، هيثم فتال، علاء شاهين وعلاء حمية للوسط. محمد غدار، علي ناصر الدين، بول رستم، أكرم مغربي وطومي جياكوميلي
للهجوم.

الجهاز الفني للنجمة

المدير الفني إميل رستم، المدرب حسن أيوب، مدرب الحراس رياض مراد، ومازن أحمدية معالج فيزيائي.
عبد الحكيم حرب مسؤول تجهيزات.
والمسؤولون: إبراهيم زعزع مدير الملعب، أنيس شبيب لشؤون الملعب وأحمد قبرصلي مديراً للنادي.


أبو علي الغائب الحاضر