بين صعود وهبوط، تأرجحت مسيرة المهاجم البيروفي كلاوديو بيتزارو، لكن ما هو مؤكد أن انطلاقته الأولى مع فيردر بريمن، التي يكملها حالياً، تعدّ الأنجح في مسيرة لاعب خذلته الشهرة والأضواء في مناسبات عدّة
حسن زين الدين
رغم الدور الكبير الذي أدّاه النجم البرازيلي الموهوب دييغو، لا يمكن الحديث عن وصول فيردر بريمن الألماني إلى المباراة النهائية لمسابقة كأس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، من دون التوقف عند مجهود بيتزارو، الذي أسهم إسهاماً مؤثراً في هذا الإنجاز. هكذا، ومن خلال هدفه الثاني في نصف النهائي أمام هامبورغ وتمريرته الرائعة لهدف دييغو، مهّد الـ «بومبر» (المدفعجي بالألمانية)، الطريق أمام فريقه إلى نهائي إسطنبول. إنجاز لم يكن ليتحقّق لو لم يكن بيتزارو أيضاً صاحب البصمة الكبيرة في لقاء الدور الثاني أمام ميلان تحديداً، إذ سجل هدفي التعادل الحاسمين اللذين أقصيا «الروسونيري» في «سان سيرو».
باختصار 28 هدفاً في مختلف المسابقات حتى الآن تثبت موهبة هذا اللاعب الفذّ، الذي ببنيته الجسدية الهائلة، ومهاراته الفنية وإجادته الألعاب الهوائية، يمكن اعتباره مثالاً للاعب المهاجم. لكن رغم ذلك، لم يصل بيتزارو إلى مصافّ المهاجمين «العالميين» الموجودين في «البوندسليغه»، أمثال الإيطالي لوكا طوني، والسبب أنه يمثّل منتخباً متواضعاً.
الانطلاقة الأولى لبيتزارو كانت مع ديبورتيفو بيسكيرو، إلا أنه كسب شهرته في صفوف أليانزا ليما، حيث سجل في الـ 19 من عمره 25 هدفاً في موسمين، فكان هذا الأمر كافياً ليفتح أعين كشّافي أندية أوروبا عليه، فاقتنصه بريمن إلى صفوفه عام 1999.
لم يخيّب بيتزارو آمال بريمن المعقودة عليه، فسجّل في صفوفه 29 هدفاً في موسمين، فتسابقت الأندية الكبرى لاستقدامه، وأبرزها ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيّان، وإنتر ميلان الإيطالي، وكما العادة في ألمانيا، كانت كلمة بايرن ميونيخ هي الأعلى فضم اللاعب إلى صفوفه.
ورغم تحقيقه الألقاب المحلية مع الفريق البافاري، ظل البيروفي المهاجم الثاني خلف الهولندي روي ماكاي أو احتياطياً للباراغوياني روكي سانتا كروز، إلى أن جاءت مرحلة التغيير في الفريق، باستقدام الدوليين لوكاس بودولسكي وميروسلاف كلوزه، إضافةً إلى طوني، فجرى التخلي عن بيتزارو لمصلحة تشلسي الإنكليزي بطلب من المدرب السابق للأخير البرتغالي جوزيه مورينيو.
وبطبيعة الحال لم يكن «هروب» بيتزارو إلى الفريق اللندني أفضل، إذ كانت كتيبة تشلسي تعجّ بمهاجمين من طراز العاجي ديدييه دروغبا والأوكراني أندري شفتشنكو، ثم الفرنسي نيكولا أنيلكا، أضف إلى ذلك إقالة مورينيو في مطلع الموسم الماضي، فبقي أسير مقاعد البدلاء، ولم يحظَ بفرصة لإثبات قدراته.
من هنا، كان لا بدّ له من الموافقة على طلب «حبة الأول» في أوروبا أي بريمن، فانتقل إلى صفوفه على سبيل الإعارة حتى نهاية الموسم، فابتسم القدر له، وتفجّرت موهبته التهديفية مجدداً، ما يطرح علامة استفهام عمّا إذا ما سيعود أدراجه إلى لندن.
الجواب قد يكون صبيحة بعد غد الخميس، إذ إن فوز بريمن باللقب الذي أحرزه سابقاً عام 1992 سيجعله يخصّص الجائزة المالية التي حصل عليها لتأمين عقد دائم يربط بيتزارو بالقميص الأبيض والأخضر حتى يوم اعتزاله الذي لا يبدو قريباً.