تتجه الأنظار إلى ملعب «شوكرو ساراكوغلو» في مدينة اسطنبول التركية (الليلة، الساعة 21:45 بتوقيت بيروت)، الذي سيكون على موعدٍ مع المباراة النهائية لمسابقة كأس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بين فيردر بريمن الألماني وشاختار دونيتسك الأوكراني
يتطلع فيردر بريمن إلى إعادة الاعتبار للكرة الألمانية، التي لم تتوّج بأي لقب قاري منذ 2001، عندما حقق بايرن ميونيخ حينها لقب دوري أبطال أوروبا على حساب فالنسيا الإسباني، كما هي المرة الأولى التي يوجد فيها فريق ألماني في نهائي إحدى المسابقات القارية منذ عام 2002 عندما خسر بوروسيا دورتموند نهائي كأس الاتحاد أيضاً أمام فينورد الهولندي 2-3.
وفي طريقه إلى المباراة النهائية، للمرة الأولى منذ عام 1992، حين فاز بلقب مسابقة كأس الكؤوس التي ألغيت، تخلّص بريمن من فرق كبيرة أبرزها العملاق ميلان الإيطالي، ومواطنه هامبورغ في الدور نصف النهائي.
وكان بريمن قريباً من الوصول إلى النهائي في ثلاث مناسبات سابقة في هذه المسابقة، لكن مشواره توقف عند دور الأربعة أعوام 1988 و1990 و2007.
ولن تكون مهمة بريمن سهلة على الإطلاق، لأنه سيفتقد اثنين من أفضل لاعبيه على الإطلاق هما صانع الألعاب البرازيلي دييغو والمهاجم البرتغالي هوغو ألمييدا بسبب الإيقاف.
لذا سيعتمد المدرب توماس شاف على مهاجمه البيروفي كلاوديو بيتزارو، الذي استعاد عافيته بعد مغامرة مخيّبة مع تشلسي الإنكليزي الذي قرر إعارته للفريق الألماني.
وقدّم بيتزارو، الذي لعب مع بريمن من 1999 حتى 2001 قبل الانتقال الى بايرن ميونيح لستة أعوام، موسماً مميزاً مع الفريق الأخضر وسجل 28 هدفاً حتى الآن، ليساهم بفعالية في تأهل رجال المدرب شاف الى نهائي المسابقة الإوروبية وإلى نهائي مسابقة الكأس المحلية أيضاً، حيث سيواجهون باير ليفركوزن في 30 من الشهر الجاري.
«أتيت إلى هنا لأنني أعرف المدرب وأعرف النادي، وكنت واثقاً من أنهم مستعدون لوضع ثقتهم بي»، هذا ما قاله بيتزارو قبل موقعة اسطنبول، مضيفاً: «الفرصة التي حصلت عليها باللعب في مسابقة دوري أبطال أوروبا كانت مهمة كثيراً أيضاً. لسوء الحظ لم نحقق النتائج المرجوة في دوري الأبطال، لكننا وصلنا الى نهائي كأس الاتحاد الأوروبي وكأس ألمانيا، وهذا أمر رائع».
وعلّق شاف بدوره قائلاً: «يجب أن تكون جميع الأمور في مكانها من أجل الفوز في النهائي، كذلك يجب أن نثق بقوتنا. من الواضح أن اللاعبين سيدخلون المباراة بحالةٍ متوترة، لكن علينا أن نكون هادئين قدر الإمكان، سنستعدّ لهذه المباراة كما استعددنا لغيرها طوال هذا الموسم».
أما شاختار فتقع على عاتقه مهمة إعادة أوكرانيا الى ساحة الألقاب واستعادة بعض أمجاد الحقبة السوفياتية. ويمكن القول إنه حقق الإنجاز قبل سفره الى اسطنبول لأنه لم يصل سابقاً الى أبعد من دور الـ 16، وقد أزاح من طريقه فرقاً من العيار الثقيل، مثل توتنهام الإنكليزي بطل 1975 و1979، وسسكا موسكو الروسي بطل 2005، ومرسيليا الفرنسي بطل مسابقة دوري أبطال أوروبا عام 1993. أما آخر ضحاياه فكان مواطنه دينامو كييف، الذي كان يحلم باستعادة أمجاد الأيام الغابرة والحقبة السوفياتية عندما قاده مدربه الأسطوري فاليري لوبانوفسكي، ليصبح أول فريق سوفياتي يتوّج بلقب قاري بعد إحرازه لقب مسابقة كأس الكؤوس الأوروبية عام 1975 على حساب فرنشفاروش المجري (3-0)، ثم أحرز لقباً ثانياً في المسابقة عينها عام 1985، على حساب اتلتيكو مدريد الإسباني (3-0)، إضافة إلى فوزه بلقب كأس السوبر الأوروبية عام 1975 ووصوله الى نصف نهائي مسابقة كأس الأندية الأوروبية البطلة (دوري الأبطال حالياً) عامي 1977 و1987.
ويتطلع شاختار إلى مواصلة عروضه الجيّدة أمام الفرق الألمانية، لأنه فاز في مبارياته الثلاث الأخيرة في مواجهة الألمان وبقيادة المدرب الروماني ميرسيا لوشيسكو، آخرها على شتوتغارت في دور المجموعات من موسم 2005-2006. وسبق أن التقى مع الفرق الألمانية 9 مرات، ففاز في أربع وتعادل في اثنتين وخسر ثلاث مرات.
أما بريمن فتواجه مع الفرق الأوكرانية أربع مرات، ففاز في مناسبتين، وتعادل في واحدة وخسر في أخرى، وكانت المباراة الأخيرة له مع ميتالورغ دونيتسك، فخرج منها فائزاً بنتيجة كاسحة 8-0 في إياب الدور الأول من موسم 2002-2003 بعدما كان قد اكتفى بالتعادل 2-2 ذهاباً.
وستكون مواجهة الليلة الأولى بين الفريقين ومدربيهما لوشيسكو وشاف، وسيعود الأول الى اسطنبول مجدداً بعدما أشرف في السابق على غلطة سراي وبشيكطاش، فقاد الأول للقب كأس السوبر الأوروبية عام 2000 على حساب ريال مدريد الإسباني بطل مسابقة دوري الأبطال حينها.
(أ ف ب)