علي صفاعادةً.. يكتبون عن الأصحاب والأحباب بعد غيابهم..
أنا سأكتب هنا بعض ما قلناه معاً في حضورك وحياتك.. كلمات لم أكتبها قبلاً، حفاظاً على خصوصية العلاقة وفصلاً لما بين المحبة والكرة، فمحبتك أقوى وأغلى.
أبو علي... اسمك من نجمة لبنان إلى كل لبنان.. منذ أربعين عاماً، بلا عنوان محدد، بل «عرّاب النجمة».
كنت إدارياً «لا بدّ منه»، يحبك كثيرون ويتهمك آخرون... ويحتاج إليك لاعبون، في تفاصيل ألاعيبهم.
شاهدتك لاعباً، نمروداً، قلتها لك. وأنت اخترتني من فريق شباب النجمة، لألعب إلى جانبك وجانب الكبار: أبو طالب ومحمد شاتيلا وسمير نصار وعدنان الشرقي و...
وكنت تردّد بفخر: أنا اخترت علي صفا وأنا ربّيته كروياً، حين كنت أنتقدك إعلامياً...
زعلت مني أحياناً، لأنك كنت تحمل «سبع بطيخات» في النجمة، فرددت عليّ: «وماذا أفعل حين تغيب الإدارة في الظروف الصعبة؟».
أعترف الآن، أبو علي، بأنك ظُلمتَ...وبقيت أبو علي.
وكنت تحلف «وحياة علي وربّ علي»، وكنت أفهم تماماً أنك تبغض الطائفية والمذهبية في النجمة وخارجها.
وكنت تنفجر غيظاً على مَن يتآمر عليها...
وأعرف أنك «ديّنت» صندوق النجمة أخيراً مبلغاً «محرزاً»، لتُسهم في أكلافها.
أبو علي، لا تزعل، أنا لم أزرك آخر شهرين، ولم أحضر مراسم دفنك، لم أقتنع بها وبحضوري، وسط أحزان المحبّة...
أحببت أن تبقى صورتك، كما رأيتك آخر مرة، وليبقى وجهك الأسمر كما عايشته... لأنني أكره المرض الذي يمتصّ الأحباب..
أبو علي... تحية إليك في ملاعب الخُلد.