المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا لم تكن يوماً حدثاً عادياً، فكيف الحال هذه السنة، حيث فرض المنطق نفسه في الأدوار السابقة، وقدم برشلونة الإسباني ومانشستر يونايتد الإنكليزي، أيْ أفضل فريقين في العالم إلى مسرح «النزال» الأخير
روما ــ شربل كريّم
روما العاصمة العالمية لأقوى النزالات الرياضية منذ العصور القديمة، تستعيد زمن الجلّادين، لكن ليس في الكولوسيوم الشهير، بل في ملعب «أولمبيكو»، الذي لم يشهد عنوان مباراة كبيرة من هذا النوع منذ نهائي كأس العالم 1990، حيث تغلّبت ألمانيا ولوثار ماتيوس على الأرجنتين ودييغو مارادونا في لقاء مشهود.
قد يخيّل للبعض أن كلمة الجلّادين لا يمكن الاستعانة بها في مباراة كرة قدم، لكون هؤلاء قد عُرفوا بشراستهم، وقتالهم حتى الرمق الأخير قبل أن يتوّجوا عظماء وتنادي الجماهير بأسمائهم، لكن من دون شك يشبه لاعبو برشلونة ومانشستر يونايتد هؤلاء الجلّادين، وأداؤهم طوال الموسم الحالي على أرض الملعب أعطى درساً للفرق الأخرى في «الفدائية»، التي يجب اعتمادها من أجل الوصول إلى الأهداف المنشودة.
من هنا، لا يمكن توقّع سوى معركة شرسة واصطدامات عنيفة بين المهاجمين والمدافعين الساعين إلى كسب المزيد من الأصوات التي تهتف لهم، والخلود في سجلات اللعبة، وهذا لا يحصل إلا عبر الفوز بأهم مسابقة على صعيد الأندية.

تحالف إيطالي ـ إسباني!

هنا تغلي شوارع روما بجحافل مشجعي الطرفين، وهذا أمر يقلق أصحاب المقاهي والمحال التجارية، وخصوصاً أنه يمكنك أن تجد العنف أينما حلّ الجمهور الإنكليزي الغني عن التعريف. ويزداد القلق من تطاير الكراسي والطاولات أو تحطيم الواجهات مع ما يتردّد في الشارع عن أن جمهور فريق روما دعا أبناء إقليم كاتالونيا إلى حلفٍ من أجل «الانتقام» من مشجعي «الشياطين الحمر»، الذين في زيارتهم الأخيرة إلى الملعب الأولمبي عاثوا فساداً. واللافت أيضاً ما قيل عن أن مشجعي القطب الآخر في العاصمة الإيطالية، أي لاتسيو الذين كثيراً ما عرفوا بطباعهم الحادّة، لن يقفوا متفرجين، وسيضعون أيديهم للمرة الأولى مع مواطنيهم، وذلك بعدما أغاظهم مشهد تسجيل المهاجم اليافع فيديريكو ماكيدا هدفين حاسمين ليونايتد في الدوري الإنكليزي الممتاز هذا الموسم، فاتهموا بطل إنكلترا بسرقة هذه الموهبة من صفوفهم، ملوّحين برد الصاع صاعين في أقرب مناسبة... فالله يستر!

الأفضل في العالم

الأمر الأكيد هو أنه لا يمكن الاجتهاد في تحديد هوية الفائز بمعركة روما، والسبب أن الفريقين يملكان مواصفات متشابهة، لذا فإن ما قد يفصلهما هو نقطة تحوّل بسيطة في اللقاء، مع التأكيد على أن برودة الأعصاب ستكون عاملاً حاسماً في الطريق إلى الحسم، وخصوصاً أن أيّاً من الطرفين لا يملك نقاط ضعفٍ ملموسة يمكن للآخر الاستفادة منها، وبناء استراتيجيته عليها.
مما لا شك فيه أن مانشستر يونايتد لن يستغني عن لقبه بسهولة، وإذا كان الفريق يتميّز بشيء لا يمكن أن تجده في الفرق الأخرى، فهو الإصرار، إضافة إلى الروح القتالية حتى الثواني الأخيرة، وهذان العاملان كانا الأساس في صموده تحت ضغط ليفربول محليّاً، وفوزه في مباريات حساسة جداً.
أما برشلونة، الذي قدّم موسماً خارقاً على الصعيد المحلي، متوّجاً بالثنائية، فإن لاعبيه يقفون أمام إنجاز أكبر من الظفر بلقب أوروبي، إذ إن إحراز ثلاثية نادرة سيجعل من التشكيلة الحالية الأعظم في تاريخ النادي الكاتالوني العريق.
وليس بعيداً عن المعركة الجماعية، ستكون هناك أخرى فردية بين النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي ونظيره البرتغالي كريستيانو رونالدو، اللذين يعرفان أن أفضل لاعب في العالم يقاس بعدد الألقاب التي يساعد فريقه على إحرازها.
المعادلة بسيطة: الفريق المهزوم سيخسر أكثر من لقبٍ واحد.
فعلاً ستكون أمسية رهيبة.


كاره مانشستر

يملك تييري هنري هدفين رئيسيين للفوز في النهائي، أوّلهما سعيه إلى تعويض خسارته اللقب مع أرسنال ضد برشلونة في 2006، وثانيهما ممارسة هوايته القديمة بالتسجيل في مرمى فريقٍ يكرهه!


بانتظار ميسي

أعرب باتريس إيفرا (الصورة) عن شوقه إلى مواجهة ليونيل ميسي، قائلاً إنه لم يعد يستطيع انتظار اللحظة التي سينقضّ فيها على النجم الأرجنتيني، بعدما أوكل إليه المدرب أليكس فيرغيسون مهمة مراقبة الأخير



تحذير إنكليزي وحماية إيطالية

حذّرت وزارة الخارجية البريطانية الجمهور الإنكليزي الموجود في روما من السير في بعض شوارع العاصمة الإيطالية. وكشفت أنها نسّقت مع السلطات الإيطالية لحماية 30 ألف مشجع سافروا إلى إيطاليا