يقترب دوري كرة السلة الأميركي الشمالي للمحترفين أكثر من الوصول إلى الأدوار الإقصائية، التي ستمثّل محطة مهمة لعدد لا يستهان به من نجوم اللعبة من أجل تخطي خيباتهم المتكررة، إن في الـ«بلاي أوف» أو لناحية إحراز لقبٍ يبعدهم عن لائحة أكبر الخاسرين عبر التاريخ
شربل كريم
لا يمكن تصديق أن الألماني ديرك نوفيتسكي والكندي ستيف ناش اجتمعا في فريق واحد (دالاس مافريكس) من دون أن يتمكّنا من حمل اللقب إلى ولاية تكساس. ولا تختلف الصورة بالنسبة إلى لاعبَين تاريخيين في يوتا جاز هما كارل مالون وجون ستوكتون، اللذان عاشا تجربة مماثلة. وتطول لائحة لاعبي العصر الحديث في دوري العمالقة، الذين بلغوا سماء النجومية من دون الحصول على خاتم البطولة، أمثال ألن أيفرسون وغرانت هيل، وقبلهما ريجي ميلر وتشارلز باركلي وباتريك يوينغ...
لكن خيبة بعض هؤلاء الذين كانت جائزة ترضيتهم بلوغ الدور النهائي لا تقاس بتلك التي عاشها البعض الآخر، وسط الفشل في التأهل إلى الـ«بلاي أوف» أو حتى الفوز بأي سلسلة في الأدوار المتقدّمة. وهذا الأمر، ترك عقدة عند بعض اللاعبين الكبار الذين يدركون أنه رغم العقود الخيالية التي حصلوا عليها فإنهم لن يكسبوا الاحترام ولن يدخلوا «جنة» العظماء من دون رفع تلك الكأس الذهبية في نهاية الموسم.
بالتأكيد، يعدّ ترايسي ماكغرايدي أشهر الخاسرين بين اللاعبين الحاليين، فنجم هيوستن روكتس الذي خاض 12 موسماً حتى الآن وشارك في مباراة «كل النجوم» سبع مرات، لم يفز مُطلقاً مع فريقه السابق أورلاندو ماجيك أو مع فريقه الحالي بأي سلسلة في الأدوار الإقصائية، التي إذا تقدّم فيها فريق ولاية تكساس هذا الموسم فإن النجاح لن يُحسب لماكغرايدي لكونه غائباً بعد خضوعه لعملية جراحية في الركبة.
ولا يختلف الموضوع ناحية زميله العملاق الصيني ياو مينغ، الذي وُضعت عليه آمال كبيرة منذ وصوله إلى هيوستن، لكنه لم ينجح حتى الآن في نقل فريقه إلى الدور الثاني في الـ«بلاي أوف».

الانتقال هو الحلّ

ويقال إن هذا الفشل للنجوم مع فرقهم سيدفعهم إلى الإسراع في الرحيل إلى مدينة أخرى طلباً للنجاح، تماماً كما فعل الإسباني باو غاسول في الموسم الماضي عندما ترك ممفيس غريزليس إلى لوس أنجلس لايكرز، إذ رغم تألقه اللافت مع الأول عجز حتى عن الفوز في مباراة واحدة في الأدوار الإقصائية، بينما بلغ مع الفريق الأصفر النهائي في 2008.
ويتردّد أن عدداً لا يستهان به من الأسماء المهمة قد يتخذ هذه الخطوة في الفترة المقبلة بهدف تحقيق حلم الفوز باللقب، وعلى رأسهم نجم تورونتو رابتورز كريس بوش، الذي يبدو أنه سيسير على خطى كيفن غارنيت المتوّج مع بوسطن سلتيكس في الموسم الماضي فور تركه مينيسوتا تمبروولفز.
كما قد يجد هداف دنفر ناغتس كارميلو أنطوني نفسه مجبراً على الرحيل بسبب الخروج السريع دائماً لفريقه من الأدوار الإقصائية التي بلغها خمس مرات منذ دخوله دوري المحترفين في 2003، وهي خطوة لم يحققها حتى ليبرون جيمس الذي خاض النهائي مع كليفلاند كافالييرز، أو دواين وايد الفائز باللقب مع ميامي هيت.
على الأقل، يملك هؤلاء اللاعبون فرصة لتصحيح مسيرتهم، لكن الانتقال قد لا يكون قاعدة لإصابة النجاح، وذلك إذا أخذنا شريف عبد الرحيم مثلاً، فهذا اللاعب الذي خاض 12 موسماً مع أربعة فرق مختلفة في الـ«أن بي آي»، واختير في عملية الـ «درافت» قبل راي ألن وكوبي براينت وستيف ناش، لم ينجح مرة واحدة في الفوز بسلسلة ضمن الأدوار الإقصائية، فأعلن اعتزاله، في خطوة قيل إنها جاءت بعد يأس اللاعب من الخيبات المتكررة.