علي صفا هل حضرتم فيلم السلة اللبنانية؟ عرض أخيراً على الشاشات، فيلم من «الكوميديا السوداء»، بحوارات ساخنة وتهديد ووعيد، صوّرت واقعها ونيّات أبطالها...
نقتطف منها أبرز اللقطات: مشكل على ملعب الرياضي، وشتائم من شلة الشغب، وإصابة لاعبات هومنتمن، وانسحاب الحكمة أمام الرياضي لإشراكه لاعبه فادي الخطيب، خلافاً لاتفاق الجنتلمان بين الناديين «الشقيقين».
رئيس الحكمة هدد بالانسحاب من الدوري واللجوء إلى تظاهرة في قلب الأشرفية. وردّ الرياضي بأن الشرف ينبع من ناديه ولا داعي للبهورات... فردّ الحكمة: أنا لا أرد عليك بل أعود إلى مراجعك العليا «السياسية»!
مرشحون للنيابة تحمّسوا فجأة ووضعوا أنفسهم في خدمة الحليف» ما توفرونا».
القضاء قضى أولاً بحق الرياضي في إشراك الخطيب، ثم قضى آخر بمنع الخطيب!
كل شيء ظهر في الفيلم ما عدا الرياضة وروحها ووطنيتها. كل شيء نبزَ من التهديد والتحريض إلى السياسة، ما عدا القانون. وفجأة نزلت الأوامر العليا: تضبضبوا مش وقتكم، في انتخابات، اخفوا أصواتكم مش فاضيين تخسرونا ولا صوت.
وصمتت الأصوات الإدارية والرياضية لينتصر كاتم الصوت بحلول لبنانية. وتعود اللعبة إلى مجاريرها الطبيعية!
تلك كانت مشاهد من فيلم «السلة المفخوته». وبقيت الحقائق في النفوس، صراعات وحقد مناطقي طائفي سياسي فوق القوانين الناقصة، مع ضغينة على اتحاد اللعبة المنتخب ديموقراطياً...وبعدين؟
ما هو ذنب الخطيب، وموقف إدارة الرياضي، واتحاد اللعبة، ومن سيلجم شلل الزعران في الملاعب؟
السياسة تعيّن وتقيل، وتدفع وتمنع، وهي باقية والرياضة غائبة، الاتفاقات الجانبية حاضرة والقوانين غائبة.
...ترى، كيف سيكون لبنان ورياضته بعد الانتخابات المرتقبة؟