شربل كريم«قد نتظاهر ونعتصم وحتى قد نتجه إلى مقاطعة مباريات الفريق لموسم كامل». هذا ما قالته صديقتي البافارية كاثرين خلال حديثنا التحليلي ـــــ الأسبوعي عن أداء بايرن ميونيخ. وقد كان الموضوع هذه المرة الأنباء التي تتناقلها وسائل الإعلام في أوروبا عن إمكان اقتناع مسؤولي بطل ألمانيا بالاستغناء عن نجمهم الأول الفرنسي فرانك ريبيري.
طبعاً ترفض كاثرين، كما غيرها من مشجّعي الفريق البافاري، فكرة التخلّي عن ريبيري الذي، بحسب قولها، أصبح رغم وجهه المشوّه أكثر جاذبية من لوكا طوني، بعدما شدّ الأخير «الجنس اللطيف» إلى تمارين الفريق، حيث يصطفّون بانتظار لحظة تبديل الإيطالي لقميصه، فهي تعلّق ضاحكةً: «سرقت قدما ريبيري الساحرتين الشعبية من العينين الخضراوين لطوني!».
لم يكن هناك أي شك في أن تخرج الصحف الإسبانية والإيطالية في اليوم التالي للاستعراض الذي قدّمه ريبيري أمام سبورتينغ لشبونة، لتضع على صفحاتها الأولى صورة الرقم 7 الرائع، مع عنوان ترشحه فيه للانتقال إلى أحد فرق بلادها. ففي كاتالونيا، دعت إحدى الصحف إلى بدء الإعداد لاستقبال النجم الذي قيل إنه إذا ما أراد ترك بايرن فهو لن يرتدي إلا قميص برشلونة.
وفي تورينو، ردّدت وسائل الإعلام أن ريبيري لن يفكر لحظة في رفض عرض يوفنتوس، لأنه بكل بساطة يريد السير على خطى أبرز لاعبين عرفتهما فرنسا، أي ميشال بلاتيني وزين الدين زيدان.
خوف جمهور بايرن يبدو مبرراً، لأن هناك أسباباً عدة قد تدفع ريبيري إلى طلب الرحيل، وهي:
ـــــ أولاً: الإغراءات المالية التي قد تدغدغ اللاعب وإدارة النادي على حدٍّ سواء، وخصوصاً الأخيرة التي لن ترفض عرضاً مغرياً، بينما رفضت غالباً رفع أجور لاعبيها، وهذا أمر كان سبباً رئيساً في تحوّل النجم ميكايل بالاك إلى تشلسي الإنكليزي.
ـــــ ثانياً: طريقة تعامل أولي هونيس وكارل هاينتس رومينيغيه مع ريبيري، إذ إن الرجلين يصرّان على انضباط الفرنسي الذي يهوى اللهو والمزاح، وهما كانا قد وجّها انتقاداتٍ قاسية إليه واتهماه بالاستهتار عندما سدد ركلة الجزاء على طريقة «بانينكا» ضد شتوتغارت والتقطها حارس الأخير ينس ليمان بسهولةٍ تامة. أما ردّه عليهما فلم يكن دبلوماسياً: «اسألهما لماذا لم يوجّها أي انتقاد إليّ عندما نجحت حركتي ضد فيردر بريمن في الموسم الماضي؟».
ـــــ ثالثاً: فقدان بايرن للقب الدوري في نهاية الموسم وعدم نجاحه في دوري الأبطال، قد يدفعان ريبيري إلى ترك النادي، لأنه سبق أن أبدى طموحاته بالفوز بكل الألقاب.
ـــــ رابعاً: شعور ريبيري «بالوحدة» بعد اعتزال مواطنه ويلي سانيول الذي عمل بجهدٍ لإقناعه باختيار بايرن. لذا كانت دعوته مسؤولي النادي لاستقدام مواطنه لاعب الوسط جيريمي تولالان من ليون، إلا أن الإدارة فضّلت التعاقد مع الأوكراني أناتولي تيموتشوك.
أسباب أخرى قد تضاف في المرحلة المقبلة، لكن ما قلته لكاثرين إن الحقيقة القاسية التي لا يمكن إنكارها هي أن ريبيري سيرحل عاجلاً أو آجلاً، لأن حجم نجوميته سيصبح أكبر من الملاعب الألمانية (لا بايرن) إذا واصل النسج على المنوال عينه. لكن لنأمل أن يكون خياره التالي صحيحاً حتى تستمر المتعة.