بقيت أحداث 5 آذار، وأعمال الشغب التي شهدها ملعب المدينة الرياضية بعد مباراة الأنصار والصفاء ضمن بطولة الدوري تتردد أصداؤها أمس. وبعدما هدأت النفوس بعض الشيء، أصبح ممكناً طرح بعض النقاط والتساؤلات برسم... الجميع

عبد القادر سعد
قد لا يبالغ من يعتبر أن ما حصل في قمة الأسبوع الـ 16 هو كارثة على كرة القدم اللبنانية التي «فيها يلّي مكفّيها». فأبطال الأحداث فريقان عريقان يعتبران من «وجه السّحّارة»، وبالتالي لا يمكن تبرير ما حصل مهما كانت الأسباب. فهل المسألة فعلاً هي مشكلة التحكيم؟
الأنصار طفح به الكيل واعتبر أن خسارته في المباراة تعني إلى حد كبير ابتعاده عن المنافسة على اللقب، فجاءت ردة فعله بمستوى ما يراه هو «ممارسات متعمّدة من قبل الاتحاد». جيد. لكن ما دخل الحكام؟ قد يقول أحدهم إن قرار الحكم رضوان غندور باحتساب ركلة جزاء غير صحيحة للصفاء أدى إلى خسارة الفريق. جميل. ولكن أليس خطأ من الحكم علي صباغ في لقاء الذهاب بين الأنصار والتضامن صور جيّر نقاط المباراة للأنصار بعدما سجّل جويل تشامي الهدف الوحيد من لمسة يد، وأُقرّ ذلك في جلسة التقييم برئاسة نبيل عياد؟
وهل الخطأ الذي ارتكبه الحكم حيدر قليط في مباراة الفريقين إياباً بعدم احتساب تسلل على البرازيلي كلاوديو الذي سجّل هدف الفوز من حالة تسلل، أيضاً أقرّت في جلسة التقييم وأوقف على أثرها قليط، لم يكن السبب في تجيير نقاط المباراة لمصلحة الأنصار؟ ولا يجب نسيان قرار الحكم علي صباغ بعدم احتساب هدف التعادل للتضامني غسان شويخ بداعي لمس الكرة باليد، وهو قرار خاطئ، أيضاً وأيضاً بقرار لجنة التقييم، ورغم ذلك مرّ الخطأ مرور الكرام وغاب صباغ لأسبوع واحد إرادياً، لكنه كُلّف بثلاث مباريات بعد ذلك وخلال 5 أيام.

ثلاث مقابل ست

وعلى حسابات التحكيم، يكون الأنصار قد خسر ثلاث نقاط من خطأ تحكيمي، ولكن كسب قبلها ست نقاط من أخطاء تحكيمية أيضاً. هذا إذا سلمنا جدلاً بأن الخطأ أدى إلى الخسارة. ومنطقياً، الأنصار كان متقدماً 2 - 0، وبعد «خطأ البنالتي» أصبحت النتيجة 2 - 1، ولكن من يتحمل مسؤولية خطأ الحارس لاري مهنا في الهدف الثاني للصفاء؟ الحكم، أم أي طرف آخر؟ ومن يتحمل مسؤولية الخطأ الدفاعي الأنصاري بالهدف الثالث؟ الحكم أم أيّ طرف آخر؟
سؤال آخر. من يتحمل مسؤولية دخول البرازيلي كلاوديو في الدقيقة 56 وخروجه بعد عشر دقائق مصاباً؟ الحكم أم أيّ طرف آخر؟ علماً بأن كلادويو دخل بدلاً من فادي غصن أفضل لاعبي فريقه في المباراة.
ولنفترض، أيضاً، أن هناك تعمداً من الحكم لتخسير الأنصار، أما كان بمقدوره احتساب ركلة جزاء أولاً للصفاء بعد الخطأ على خضر سلامي، بدلاً من احتسابه خارج المنطقة؟ ومن الناحية الفنية، هل الأنصار كان متفوقاً في المباراة ويستحق الفوز، أم أن المستوى تكافأ ولا أفضلية لفريق على آخر؟

الأسلوب خاطئ

قد يكون موقف الأنصار من اتحاد اللعبة والمستوى الذي وصلت إليه اللعبة، محقاً ويستدعي تغيير الطاقم الاتحادي، لكن هل ما حصل هو الأسلوب الصحيح؟
فالأنصار لديه إدارة هي الأفضل بأشواط، وبالتالي هل يمكنها قبول ما حصل وخصوصاً من أشخاص محترمين؟

.... والمسؤولية مشتركة

ما حصل لا يتحمل مسؤوليته الأنصار فقط، فالصفاء يتحمل جزءاً من المسؤولية أيضاً. فهذا الفريق المتطور والمنافس الجدي على اللقب وبجدارة قصوى، والذي شرّف كرتنا بوصوله إلى نهائي الكأس الآسيوية، لا يقبل ما صدر عن بعض لاعبيه. فالحارس نزيه طي يدرك جيداً مسؤوليته في إشعال المعركة، إضافة إلى زميله محمد قصاص (نجم اللعبة). وعليه تتحمل إدارة الصفاء المسؤولية في ضبط لاعبيها وإبعادهم سريعاً إلى غرفة الملابس.
وفي هذه المعمعة، أين مسؤولية الاتحاد الغائب عن المباريات، وما هو دوره؟ وهل سيخضع لضغوط الأندية أم سيطبق القانون بناءً على صور شريط الفيديو؟ وما أدراك ما يتضمنه شريط الفيديو.

رأي الخبير التحكيمي

بعد كل هذا، أين لجنة الحكام من الموضوع؟ وخصوصاً أن بعض الأطراف تعتبر أن حكم المباراة هو السبب في ما حصل.
ولدى سؤالنا عدداً من أعضاء اللجنة تبين أن رئيس اللجنة في حالة اجتماع دائم، ورئيس لجنة التقييم نبيل عياد كان هاتفه مغلقاً، علماً بأن أحد الأشخاص وعد بتوفير اتصال معه، لكن هذا الاتصال لم يحصل حتى الآن، أما العضوان يزبك يزبك وطالب رمضان فلم يشاهدا المباراة!
لذا كان لا بد من الوقوف على رأي خبير تحكيمي عربي قريب، لكنه يعرف الكرة اللبنانية جيداً، فتم الاتصال به وطُلب منه مشاهدة شريط المباراة وإبداء رأيه فيها.
وبدأ المحلل التحكيمي بأداء الحَكم عموماً معتبراً أن ادارة غندور للمباراة والسيطرة عليها كانت جيدة، وكذلك تقدير المخالفات.
وتبيّن أن قرار الحكم رضوان غندور في حالة خضر سلامي كان صحيحاً، وأن المَسك حصل خارج منطقة الجزاء من المدافع معتز الجنيدي، فاختل توازن سلامي وسقط داخل المنطقة دون ارتكاب عرقلة هناك، وبالتالي الخطأ يحتسب خارج المنطقة.
وبالنسبة الى ركلة الجزاء التي احتسبت على الأنصار، قال الخبير التحكيمي إن اليد اليسرى للاعب الأنصار تشابكت مع اليد اليمنى للاعب الصفاء، لكن لدى وقوع قصاص لم يكن هناك دفع، لكون اللاعبين كانا يتوجهان نحو الكرة التي طالت عن قصاص لحظة وقوعه دون حصول دفع من معتز الجنيدي، وبالتالي فإن ركلة الجزاء غير صحيحة.
أما الأهداف فجميعها صحيحة، والهدف الثاني للأنصار جاء من اتاحة فرصة مميزة لجويل تشامي بعد تعرضه لخطأ، وهذا يحسب للحكم الرئيسي الذي تابع اللعب.
ورأى الخبير التحكيمي أن الانذارات صحيحة وكان بالامكان اضافة بطاقات اخرى، وبالتالي فإن طرد اللاعبين صحيح، اضافة الى أن لاعب الأنصار حسين أمين كان يستحق الطرد بالانذار الأصفر الثاني، لكن الحكم كان متسامحاً.

بيان الأنصار

قرر مجلس الأمناء في نادي الأنصار تشكيل وفد يمثّله لزيارة اتحاد اللعبة ووضعه في حقيقة المشاكل التي تعانيها كرة القدم المحلية عموماً، ونادي الأنصار خصوصاً.
كذلك قرر ترك أمر التحقيق بالأحداث التي جرت خلال مباراة الأنصار والصفاء، في عهدة الاتحاد، لاتخاذ العقوبات المناسبة بحقّ مستحقيها.
من جهة ثانية، قام وفد من نادي الأنصار بزيارة مقر نادي الصفاء، لتأكيد متانة العلاقات الأخوية والرياضية التي تربط بين الناديين الشقيقين، إذ تمّ التوافق على إنهاء ذيول الأحداث المؤسفة التي رافقت مباراة الفريقين.
الدوري اللبناني/ النجمة لتعزيز الصدارة و4 فرق لصراع البقاء
تستكمل منافسات بطولة لبنان لكرة القدم، اليوم، فتجرى مباراة واحدة بين النجمة والحكمة، وتختتم غداً بمباراتين، فيلعب السلام والراسينغ ويلتقي الغازية والساحل، ضمن مباريات الأسبوع 16.

النجمة × الحكمة (المدينة 4.30)

يتطلع النجمة المتصدر في كل شيء لتأكيد صدارته (35 ن)، على حساب ضيفه الحكمة (سابع 9 ن)، وخصوصاً بعدما عزز الصفاء وصافته بإبعاد الأنصار عن المنافسة.
النجمة الأفضل، مع عودة مهاجمه علي ناصر الدين، يدرك صعوبة «الأخضر» عبر حيويته التي برزت أمام الأنصار أخيراً (1ــ2). فاز النجمة ذهاباً 1ــ0.

الأحد: السلام × الراسينغ (طرابلس 2.15)

قمة خاصة لخطف نقاط البقاء. السلام (حادي عشر 6 ن) متعطش لتعويض خسارته الثقيلة الأخيرة أمام ضيفه ومنافسه الغازية، ويدخل الراسينغ ( ثامن 9 ن) برغبة أشدّ للفوز مع تطور لافت في الأداء والخطورة برز في لقائه أمام الصفاء. فاز الراسينغ ذهاباً 3ــ1.

الغازية × الساحل (صور 2.15)

يلعب شباب الغازية (عاشر 7 ن) بروح منتشية بفوز غال على السلام (4ــ2)، ويتطلع إلى فوز يرفعه أعلى من درجتين ربما، لكنه يدرك صعوبة تجاوز «الأزرق» (خامس 18 ن) الذي يطمح إلى المزيد. فاز الساحل ذهاباً 1 ــ 0.

دوري الثانية: حسابات وانتظارات وهدايا

بعد التأجيل مرّتين بسبب رداءة الطقس، سيسدل الستار، غداً، مبدئياً على موسم بطولة الدرجة الثانية لكرة القدم، حيث تقام المرحلة الثالثة والأخيرة للمربع الذهبي.
فعلى ملعب الصفاء، سيلتقي الأهلي صيدا مع الإصلاح البرج الشمالي، ويكفي الفريق الصيداوي التعادل لإعلان عودته إلى الأضواء، إذ يملك 6 نقاط، فيما سيستأسد الإصلاح للفوز ليلعب تحت الأضواء للمرة الأولى في تاريخه، والفوز وحده لا يكفي الإصلاح، بل سينتظر هدية من جاره الأهلي النبطية الذي سيلعب مع هومنمن على ملعب النجمة. وسيدخل هومنمن ناشداً الفوز فقط وانتظار تعثّر الإصلاح. أما الأهلي النبطية فإنه ينشد هدفين: الأول الفوز على هومنمن، والثاني انتظار هدية أخرى من الأهلي صيدا للعب في مثلث الصعود، وسيكون هناك مثلث في حال فوز هومنمن والإصلاح. (تنطلق المباراتان الساعة 14:00).


الصادق يبتعد عن الملاعب

أصدر عضو مجلس أمناء الأنصار وضّاح الصادق بياناً جاء فيه: «نظراً لما تعانيه لعبة كرة القدم اللبنانية من مشاكل ومعطيات سلبية، وبسبب عدم وجود رؤية مستقبلية لإنقاذ اللعبة من هذا الانهيار، فقد قررت الابتعاد عن متابعة مباريات كرة القدم، لحين عودة الأمور إلى مسارها الطبيعي، ويكون فيها رؤية واضحة لمستقبل اللعبة».