علي صفااليوم تجتمع اللجنة العليا لاتحاد كرة القدم، وسيكون مشهد «الخميس الدامي» محور اللقاء. والدليل تقرير الحكم وشريط المباراة مع إبر لتنفيس الاحتقان السائد. ألف قضية في مباراة الأنصار والصفاء المثيرة: هجوم كاسح على الحكم في أرض الملعب، من إداريين ولاعبين وجمهور متسلل! وبطاقات حمراء، ومعركة اغتصبت حرمة الملعب وخلعت بوابته السائبة، وأشخاص تربعوا في منصة «الشرف» تحوّلوا فجأةً إلى محاربين أعداء، وكراسٍ ولوحة إلكترونية تطايرت...كل ذلك تحت رعاية الاتحاد.. الغائب.
واليوم يحضر كل ذلك أمام الاتحاد للتحقيق، لتفنيد حقائق ما حصل. الشاشات نقلت والجزيرة بينها أيضاً مباشرة، وتمتع الجمهور في لبنان وخارجه بصورة راقية عن لعبتنا الشعبية الأولى، وعن جمهورها النخبة، في غياب الجمهور الشعبي «الأزعر» بحسب ما ردّدت سابقاً مراجع راقية!
وتساءل جمهور بريء: لماذا حصلت تلك المعارك الدموية، والجواب «بسبب ركلة جزاء وهمية» كما سمّاها عباقرة الإعلام الرياضي!
هي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، وذلك يعني أننا سنكون أمام معركة دموية عند كل شك في ركلة جزاء أو هدف. هذا منطق العباقرة: يلتفّ الجلّادون والجزّارون عند كل خطأ تحكيمي، مقصود أو غير مقصود، وكأن الجلادين والمسؤولين أبرياء من دم اللعبة... فلنتابع:
اتحاد اللعبة هو المشرف والمسؤول عن تنظيم المباريات، وكان غائباً (؟!)، لماذا؟ وشريط المباراة كله مخازٍ، ويستدعي إيقاف عديد من الإداريين واللاعبين، مع غرامات مالية ومعنوية على الاعتداءات والشتائم للاتحاد، الحكام والآخرين؟! فكيف سيكون التحقيق؟ تنفيذ قوانين أم تسويات وتنفيسات وتسهيلات على حساب ما بقي من روح هذه اللعبة؟ ومَن سيحاسب الاتحاد على غيابه وسوء تنظيمه أصلاً؟
نحن مع اللعبة، وتطويرها، وتنظيمها، ولكن هذا لا يكون من خلال لجنة عليا غائبة.
كرتنا فجّرت عبثيّتها وأكدت أن أهلها فاشلون في تحقيق مصالحهم ومصالحها.
مَن يحمي اللاعبين، ومَن يحمي حكام اللعبة؟!
ومهما حاول الاتحاد تنفيس المشهد بجمل إنشائية فارغة، فاللعبة تحتضر، بلا جمهور ولا مداخيل، ولا أمان، ولا رؤية ولا تنظيم فيما يُشغل البعض بطرق تعيده إلى ولاية جديدة. لجنة عليا... على لعبة سفلى.