ذو وجه طفولي، مع بعض التجاعيد التي لا توحي على الإطلاق أن عمره 23 عاماً. لاعبٌ ببنية صغيرة، تخدع الخصوم بضعفها، فقوته العقلية التي يسيّرها في سبيل فريقه تأتي معظم الأحيان بالمفعول الإيجابي على نتيجة المباراة. البرازيلي أوسكار، وتشلسي شكلا، ولا يزالان، حكاية من يرى أن الثاني يحتاجه ليواصل مسيرة نجاحه.«راقص السامبا» يعد بمستقبل كبير، وموسم تلو آخر، يثبت أنه لاعب رائع، وصفقة رائعة لتشلسي لن تخيب ظنون التعاقد معه عام 2012 من قبل المدرب السابق الإيطالي روبيرتو دي ماتيو.
موهبة شابة مثيرة جداً، تتيح خيارات وحلولاً عدة في خط الوسط، وباستطاعته تسجيل الأهداف. على هذا الأساس، رفض مدرب الـ»بلوز» الحالي البرتغالي جوزيه مورينيو التفاوض مع أي فريق على حسابه.

قبل مجيئه الى ملعب «ستامفورد بريدج» ارتبط اسمه ببرشلونة وميلان، لكن تشلسي حسم الأمور مقابل 25 مليون جنيه استرليني، ليأتي من إنترناسيونال البرازيلي.
واليوم، بقي تداول اسمه في غرف اجتماعات «سوق الانتقالات». أبرز الساعين خلفه، رئيس باريس سان جيرمان ناصر الخليفي. أثرياء باريس أرادوا تقديم عرض بقيمة 41.5 مليون جنيه إسترليني، فجاء الرد سريعاً من مورينيو وإدارة الفريق بتجديد عقده، وقطع الطرق على الأندية، لخمس سنوات مقبلة حتى عام 2019.
بفترة قصيرة بات إحدى أهم الركائز الأساسية لمورينيو، يستطيع اللعب كخط وسط خلف المهاجمين وكجناح وكمحور خط وسط. يتميز بالإبداع في التحرك والتمرير وقدرته على التسديد من بعيد. تتساءل الجماهير البرازيلية: «هل هو كاكا الجديد؟».
رغم الاختلاف في بعض الخصائص، إلا أنه مثل كاكا، لاعب رائع وصانع للأهداف ومسجِّل لها، وهي دائماً جميلة.
في المباراة الأخيرة، سحق تشلسي مضيفه سوانسي سيتي 5-0، ضمن منافسات الجولة الثانية والعشرين من الـ»بريميير ليغ»، رافعاً فيها أوسكار رصيده التهديفي إلى ستة حتى الآن. الهدف الأول في الدقيقة الأولى، بعد تسديدة رائعة سكنت شباك سوانسي. وقبل انتهاء الشوط الأول بعشر دقائق، أحرز الهدف الثاني له بتسديدة قوية سكنت الزاوية العليا للحارس.
أوسكار بات اللاعب الذي لا يمكن التخلي عنه على أرض الملعب، لما يحققه من توازن هجومي ودفاعي. يبدو أن هذا يجهده، لكن لا سعة وقت للراحة في الدوري الإنكليزي. نسبة تبديله في المباريات قلَّت، خصوصاً بعد الذي حصل في المباراة أمام مانشستر يونايتد. تشلسي كان الطرف الأفضل في المباراة التي انتهت بالتعادل الظالم. أخطأ مورينيو وأخرج أوسكار ليدخل النيجيري جون أوبي ميكيل. خرج أوسكار وقلَّ الضغط الهجومي وتحولت السيطرة في منتصف الملعب إلى «الشياطين الحمر» الذي أحرز بعدها التعادل.
من وقتها، أدرك مورينيو أن فكرة التخلي عنه حتى أثناء المباراة، باتت صعبة، لأن مهمة أوسكار باتت صنع فرح جماهير الـ»بلوز».
لم يجد صعوبة في التكيف مع الوصول من البرازيل إلى إنكلترا. عملية اعتياد الحياة والتفاصيل كانت سهلة له، رغم أنها كانت أول تجربة له في أوروبا.
ورث القميص رقم 11 من قدوته «الأسطورة» الإيفواري ديدييه دروغبا. ربما من المفترض أن يكون هذا الحمل ثقيلاً، خصوصاً أنه يريد أن يحذو حذوَ الأخير مع تشلسي. يريد أن يكتب قصته، كما فعل دروغبا مع تشلسي، وأن يصير أسطورة الفريق، وأن يرفع كأس دوري أبطال أوروبا. وهو يملك مميزات وموهبة وكل ما يحتاج من زملاء على أرض الملعب لفعل ذلك.