كرة لبنان، غريبة تعاني، محرومة ومشوّهة، ويلطّخها بين حين وآخر هبّات من الفوضى والأخطاء والاعتداء... حتى من مسؤوليها... وصولاً الى الجهاز التحكيم الذي أصبح مكشوفاً بلا حماية
علي صفا
كرة لبنان الشعبية، تشبه لبنان وشعبه، مجبولة بالسياسة والطائفية والتسلط؟ أخرى في تركيبات نواديها وصولاً إلى اتحادها، وصعوداً إلى مجلس قضائها ـــــ التحكيم. وجهاز التحكيم عندنا، يشبه جهاز القضاء في مشاكله وتركيباته وسلطته وما يعكسه على قضايا البلد وأمنه وجرائمه وتحقيقاته وعقوباته.
كرة لبنان تغرق في الداخل وتنجح في الخارج، كما فعلت فرق العهد والصفاء والمبرة، أول من أمس في كأس آسيا، وقبلها الصفاء والأنصار والنجمة.
وحكام كرتنا ينجحون في قيادة مباريات عربية ودولية، ويغرقون في وحول الاتهامات والعقوبات في الداخل بلا حماية ولا عدالة.
كيف يتطور بلد بلا قضاء عادل ومستقل، ورياضة بلا تحكيم عادل ومستقل، عندها تضيع الحقائق بدل كشفها وتوضيحها، وتغرق الرياضة والبلد كما هو حاصل، وعندنا دلائل فاضحة على ما جرى أخيراً من حوادث وعقوبات وردت في تعميم اتحاد الكرة الأخيرة، وتستوجب وقفة موضوعية.

تعميم الاتحاد

ورد في بنود تعميم الاتحاد إشارات متناقضة، منها حرفياً: إيقاف إداريَّين من نادي الأنصار، مدة سنة، لتعرّضهما للاتحاد وحكامه بالإهانة والتجريح، وتغريم النادي مبلغ «ثلاثة ملايين ليرة» لاقتحام عدد من إدارييه ومشجّعيه أرض الملعب، ولاعتداء مشجّعيه على بعض لاعبي نادي الصفاء وإدارييه، ما أدى إلى إحداث الشغب التي أعقبت مباراة الناديين، وإيقاف لاعبي الأنصار مالك حسون وسامي الشوم (3 مباريات) لشتمهما الحكم. وإيقاف حكم المباراة رضوان غندور لشهرين نتيجة أدائه التحكيمي في المباراة (المقصود احتساب ركلة الجزاء فقط لا غير).
إذاً، خطأ ركلة جزاء مفترض، يوقف الحكم شهرين، هذا ما يحكم به الاتحاد! رغم أن الأنصار ظل متقدماً في اللعب بهدفين لهدف، وهدف الجزاء لم يقلب النتيجة.
ولكن الاتحاد رأى أن الحكم هو الذي سبّب بالمشكل (رغم أن الأنصار أكمل اللعبة بطريقة عادية بعد تسجيل ركلة الجزاء، وجمهوره وإدارييه تابعوا بصورة طبيعية).
ولكنه أعلن في تعميمه أن «اقتحام مشجّعي الأنصار، وبعض إدارييه، أرض الملعب «أدى إلى أحداث الشغب التي أعقبت المباراة (البند 11 من التعميم). أما الحكم فقد أوقف نتيجة أدائه»!!
وبناءً عليه في عرف الاتحاد: إن كل حكم يخطئ بشكل ما، يجب أن يوقف. وهذا يعني أنه كان يجب إيقاف جميع الحكام الذين ارتكبوا أخطاءً حاسمة في الدوري أثّرت في نتائج مباريات الأنصار مع النجمة ومع التضامن أيضاً ذهاباً وإياباً مع الحكم علي صباغ، واحتساب ركلات جزاء ظالمة، وإلغاء أهداف، وطرد كابتن الراسينغ ربيع أبو شعيا ظلماً (ضد المبرة)، واعتراف الحكم محمد منصور بأنه ظلم اللاعب!
كل هذا مرّ مرور اللئام، فيما أوقف الحكمان حيدر قليط (الصورة 2) ثم رضوان غندور!
ببساطة، لماذا؟ ومَن الذي يقرر المخالفات والعقوبات، لجنة الحكام أم لجنة الاتحاد؟ وعلى أية أسس؟

جلسة التقييم

في جلسة الحكام الأسبوعية، لتقييم أداء التحكيم للمباريات، وتتابعها الأخبار بانتظام، يغيب المسؤول أحياناً ويتهرب ويطنّش حيث يرغب، ويتّهم حيث يريد، وتتردد أحكام وقرارات صارت مفضوحة أمام الحكام جميعاً.
أكد محمود الربعة، رئيس اللجنة أن سقوط خضر سلامي داخل منطقة الأنصار كان يستوجب ركلة جزاء للصفاء، رغم أن التقييم الفني أكد أن بداية الخطأ كانت خارج المنطقة (كما حكم رضوان غندور صحيحاً)، ورغم ذلك ظل الربعة مصرّاً على ذلك غصباً عن الجميع، والحكمان نبيل عياد وطالب رمضان كتما غضبهما على تدخل الربعة.
وهذا يعني أن الرئيس الربعة لو كان هو يحكم المباراة لمنح الصفاء ركلة جزاء، وسيكون هو مسؤولاً عن الشغب المحتمل، وعليه يجب إيقافه على سوء أدائه، ولكنه لحسن الحظ «لا علاقة له بالتحكيم»، والحقيقة، أن الرئيس الربعة أراد فقط أن يزيد أخطاء الحكم غندور لتبرير تجريمه لاحقاً! (أكد خبير كروي لنا بعد فحص شريط المباراة مكتملاً أن الحكم غندور قاد المباراة بنجاح وأن ركلة الجزاء كانت تقديراً منه إثر حركة تشابك بين يد القصاص ويد المدافع قبل سقوط القصاص). وتتكاثر الأسئلة هنا: لماذا لم يوقف حكام آخرون ارتكبوا أخطاء حاسمة وفادحة ومفضوحة؟
ولماذا ابتعد الحكم الدولي البارز طلعت نجم (الصورة 1) بعدما اعتذر عن عدم قيادة مباراة للأنصار لإصابته، بينما أصرّ عليه الربعة وآخرون؟
ومن قرر إيقاف الحكم الدولي والعالمي حيدر قليط، لتشويه صورته قبل إعلان اعتزاله وتكريمه، ومن عفا عن الحكم علي صباغ الذي ارتكب الأسوأ في المباراة ذاتها؟
ومن يفضّل ترشيح حكم «مقرّب» على حساب غيره الأكفأ؟
...من هو المسؤول عن كل تلك المواقف والقرارات، وهل يظن الاتحاد واللجنة ورئيسها أن ذلك خفيّ على الحكام والإعلام؟
إن الوسط التحكيمي، والإعلامي أيضاً، يشير إلى مواقف شخصية انتقامية ينفذها البعض ضد حكام معينين، فيما يعفو ويطنّش ويميز حكاماً آخرين محسوبين ومقرّبين، حتى لأمور غير رياضية (لن نلفظها)!
والسؤال القانوني: كيف يجري إقرار العقوبات على الحكام ،هل عبر نظام أو تصويت أو قرارات مبرمة من اللجنة الوهمية؟
وما هو موقف أعضاء الاتحاد من تلك القرارت المتناقضة؟
...إن كرتنا تحتضر، فماذا يبقى بعد جهاز التحكيم؟ ولماذا ينجح حكامنا في الخارج، وعلى رأسهم طلعت نجم وحيدر قليط ورضوان غندور، ويغرقون ويهانون في الداخل؟
إلى متى يبقى التحكيم شماعة الفشل غالباً من إداريين ولاعبين وبعض الإعلاميين أيضاً؟
ألم يدرك البعض أن هناك فرقاً بين الأخطاء البشربة والأخطاء المقصودة الفاضحة؟ هل قصد الحكم غندور تخسير الأنصار، أم الأنصار خسر المباراة لأن الصفاء انتفض وتفوّق وأحرج الأنصار وأقصاه؟ نحن مع فريق الأنصار، ومع إدارته في مبادرتها لتنفيس الاحتقان أدبياً، ولكننا لن نكون مع أي طرف يشوّه الحكام لأغراضه ومصالحه الخاصة. وإذا كان البعض يرفض أن يُظلم فعليه أيضاً أن يرفض النقاط التي يجنيها ظلماً من الآخرين.
لجنة الحكام الوهمية فشلت حتى الآن، فكيف ستقضي بقية ولايتها، وهل يصلح قضاء الكرة...أم يُقضى على بقية اللعبة؟


نشاط

الشباب العربي يزور حلّوم وتعادل في الآمال


زار وفد من نادي الشباب العربي رئيس مجلس إدارة شركة الصحراء للبترول علي حلّوم في مكتبه، لمناسبة إحراز النادي بطولة الناشئين، وقدّم له كأس البطولة.
وضمّ الوفد مدير الفريق ناصر بختي والمشرف العام جهاد محجوب، إضافة إلى لاعبي ومدرّبي الفريق الذين شكروا لحلّوم رعايته للرياضة عموماً ولكرة القدم خصوصاً، عبر دعمه المستمر للعبة، على الرغم من الصعوبات التي تمر بها على جميع الصعد.
من جهته، تمنّى حلّوم لفريق الشباب العربي دوام التوفيق والتقدم في مشوار البطولات، داعياً اللاعبين إلى بذل المزيد، لأن المحافظة على الإنجازات هي أصعب من الحصول عليها.
كذلك تمنّى حلّوم، في المناسبة، التوفيق لأندية المبرّة والعهد والصفاء في استحقاقاتهم الخارجية ضمن كأس الاتحاد الآسيوي، معرباً عن ثقته بأن الفرق الثلاثة سوف تكون خير ممثّل للبنان، كما هنّأ رئيس نادي الأهلي صيدا، أحمد الحريري، على عودة فريقه إلى الدرجة الأولى.
■ وفي سياق آخر، خطف فريق المبرّة نقطتين من الأنصار بتعادله معه 2 - 2، في المجموعة الأولى لبطولة الآمال، وأخّر تأهّل الأنصار إلى المربع الذهبي. ويتصدّر الأنصار الترتيب بـ 14 نقطة، بفارق الأهداف عن الصفاء، ويحلّ التضامن صور ثالثاً بـ13 أمام العهد 12.


ماذا يبقى من جهاز التحكيم غير الوظيفة والمذلّة إذا لم يكسب حماية من الاتحاد والإعلام؟