شربل كريّموعموماً، فإن هيرتا برلين الفائز بلقب البطولة عامي 1930 و1931، لم يكن يوماً ذلك الفريق الكبير الذي يترجم أحلام سكان تلك العاصمة التاريخية، المعروفين بحبهم لفريقهم، إذ يمكن زائر المدينة أن يلمس هذا الأمر من خلال الأعلام المرفوعة في الشوارع العامة، إلى صور اللاعب الدولي الوحيد الذي يمثّلهم في المنتخب الألماني أرنه فريدريش، وهو يُعَدّ بطلاً
حقيقياً هناك!
لا شك في أن الظروف التاريخية أدّت دوراً سلبياً في تاريخ هذا النادي، الذي وجد نفسه بمثابة الخيبة الأكبر للكرة الألمانية، في ظل تألق فرق العواصم الأوروبية الكبرى على الصعيدين المحلي والقاري، إذ لا يمكن مقارنته إطلاقاً بريال مدريد أو أرسنال وتشلسي أو روما ولاتسيو أو أياكس أمستردام أو باريس سان جيرمان...
ويُحسَب لهيرتا أنه عرف النهوض في كل مرّةٍ واجه فيها كارثة بكل ما للكلمة من معنى، إذ دُمِّر ملعبه في الحرب العالمية الثانية، ثم عجز عن استقطاب اللاعبين المهمين بعد تشييد جدار برلين عام 1961، ثم أُسقط إلى أدنى درجة بعد ثبوت ضلوعه في عملية رشوة عام 1965.
ولم تكن الأمور على ما يرام أصلاً هذا الموسم، إذ واجه الفريق الخروج المبكر من كأس ألمانيا وكأس الاتحاد الأوروبي، وكانت انتصاراته عادية جداً (باستثناء المباراتين أمام هانوفر (3-0) وكارلسروه (4-0)، ولم يفرض فيهما سيطرة مطلقة)، لذا يعدّ أمر وقوفه بالمركز الأول مفاجئاً بقدر تصدّر هوفنهايم للترتيب خلال مرحلة الذهاب.
إلا أنه يبدو أن الحظ يريد زيارة العاصمة الألمانية هذه السنة، إذ كان مثلاً قدوم الأوكراني اندري فورونين على سبيل الإعارة من ليفربول حاسماً، لأن اللاعب تحوّل مركز الثقل، والدليل قيادته الفريق إلى الانتصارات وأهمها طبعاً أمام بايرن ميونيخ (2ـ1).
سننتظر من سيصيب تصريحه، مدير بايرن أولي هونيس الذي وقف يومذاك قائلاً: «هيرتا ليس فريقاً مخيفاً»، أم شقيقه الأصغر ديتر مدير هيرتا الذي ردّ: «ليس لدي أي شك بأن بايرن سيحرز اللقب في النهاية»؟