دخلت قضية اللجنة الأولمبية اللبنانية في الشباك الدولية، فما إن وصل كتاب اللجنة الأولمبية الدولية إلى التنفيذية الأولمبية اللبنانية، مطلع الأسبوع الماضي، حتى فُتح الصراع الأولمبي اللبناني على مصراعيه
إبراهيم وزنه
لا شك أن توجيه الكتاب من اللجنة الدولية إلى رئيس اللجنة الأولمبية السابق، سهيل خوري، كان بداية الشرارة، باعتبار أن «الدولية» الأولمبية لم تبلّغ بالتبديلات التي حصلت في لبنان بعد أولمبياد 2008، ولا بسقوط عضوية «اللواء» من الأولمبية «المحلية» على خلفية سقوطه في انتخابات «الفروسية»، هذا في العنوان، فماذا في التفاصيل؟
جاء في الكتاب الموقّع من رئيس لجنة العلاقات الدولية ومنسّق اللجان الأولمبية الوطنية (عددها 204) بيريه ميرو، أن «التدخلات السياسية الحاصلة في الحياة الرياضية الإدارية في لبنان ستجبرنا على اتخاذ تدابير قاسية بحق اللجنة الأولمبية اللبنانية»، ومنها، كما أفادنا مرجع أولمبي سابق، وقف المساعدات المادية (ما يقارب 300 ألف دولار سنوياً) يتم تأمينها من اللجنة الأولمبية الدولية ومن المجلس الأولمبي الآسيوي، إضافة إلى منع لبنان من المشاركة في المسابقات الأولمبية. وتساءل ميرو في كتابه عن الجهة الداعية إلى إجراء انتخابات جديدة.

اجتماعات طارئة والرد قيد الدرس

خلال الجلسة الطارئة للأولمبية اللبنانية، التي عقدت قبل 10 أيام، انقسم المجتمعون حول طريقة التعاطي مع الكتاب المفاجئ، ورُميت كرة الاتهام باتجاه الوفد الذي مثّل لبنان في افتتاح مقر المجلس الأولمبي الآسيوي في الكويت، المؤلف من: اللواء سهيل خوري، طوني خوري وعزة قريطم. وفي المعلومات المؤكدة أن أحد الثلاثة حادث رئيس اللجنة الدولية، جاك روغ، مطولاً، وهنا يؤكّد المراقبون أن الحديث المطوّل كان مجرد «إخبار» يهدف إلى قلب الطاولة الأولمبية اللبنانية على الرؤوس و«فرملة» العملية الانتخابية التي كانت محددة في 23 الجاري «ولغاية في نفس مَن يراها ليست لمصلحته».

انقلاب الموازين والتوافق المنشود

يؤكد المراقبون أن الانقلاب الذي حصل في موازين القوى «الاتحادية» والذي من شأنه أن يغيّر في صورة اللجنة الأولمبية المتوقع انتخابها، دفع بالمتضررين إلى تشويه صورة لبنان الأولمبية أمام المسؤولين الدوليين، سعياً لتأخير الانتخابات أملاً بالوصول إلى توافق يبقي بعض «اللاهثين» في مواقعهم، فالميدان «الأولمبي»، بحسب المعطيات، سيكون انعكاساً واقعياً لتحالف قوى المعارضة (13 عضواً من أصل 25) وهذا ما يؤرّق بال «الأقلية» الساعية بكل قواها لإيجاد صورة توافقية تحفظ لها وجودها، وهذا ما يرفضه الآخرون.
ختاماً، ربما لم يدرك المراقبون الدوليون أن السياسة في لبنان تدخل في كل التفاصيل، وأن توليفة البلد قائمة على «توافقات» تهدف دائماً إلى تطييب خواطر الأحزاب والطوائف، لكن الثابت في المشهد الأولمبي اللبناني اليوم، هو أن استشعار البعض بالخسارة جعلهم يحذون حذو شمشون، مرددين معه: «عليّ وعلى أعدائي»، فهل ينجح «الرسميون» في وزارة الشباب والرياضة في احتواء الأزمة وإجراء الانتخابات قبل 15 نيسان المقبل كما حدد ممثلو الاتحادات الـ 26 الذين اجتمعوا مساء الأحد الماضي؟ أم أن المعركة ستأخذ أبعاداً أكثر حدّة ؟ الجواب لاحقاً.


التفاعل الأولمبي السياسي

سألنا المراقب الأولمبي عن حقيقة التفاعل الأولمبي ـــــ السياسي، فقال:«لا أحد ينكر التدخلات السياسية في الرياضة اللبنانية... وهذا هو لبنان ووضعه الخاص»، مضيفاً «على أي حال، اللجنة الأولمبية والمجلس الأولمبي الآسيوي يعرفان كل شيء»، والكلام الأخير أكده عضو اللجنة الأولمبية طوني خوري (الصورة) في الجلسة الطارئة الأحد.