الغوص رياضة مائية، بدنية وبيئية واستكشاف لأعماق البحار وكشف غموضه، ولها مهاراتها وقواعدها وقوانينها الرسمية أيضاً، ولديها أبطالها في لبنان...

رامي زريق
صدر عن وزارة الزراعة، منذ أسابيع، قرار بمنع الصيد البحري بالغوص، قرار نصفه صحيح ونصفه خاطئ. كان الصيد بـ«الكومبرسا» الذي يضرّ بالبيئة ويمثّل خطراً على سلامة الصياد، هو المقصود بالقرار. عمليّة صيد الأسماك تتم بهذه الطريقة من خلال قنصها بالبندقية البحريّة (بارودة البحر)، وهي كناية عن آلة بسيطة تقذف نبلة بواسطة أسطوانات مطاطية. ويتجول الصياد في قاع البحر موصولاً بقارب عليه آلة «الكومبرسا» التي تضغط الهواء في خرطوم خاص. هذه الممارسة تضرّ بالبيئة لأن الصياد يأخذ وقته تحت الماء، ويطارد الأسماك الثمينة والنادرة.
شمل القرار ذاته كل أنواع الصيد بالبندقية البحرية، بما فيه الصيد بالغوص الحر الذي يعدّ إحدى أصعب الرياضات البحرية، فالصيد بالغوص الحر يتطلب، على عكس الصيد بالهواء المضغوط، لياقة بدنية عالية. يتوغل الصياد خلال غوصه في أعماق قد تصل إلى أكثر من ثلاثين متراً دون استعمال أي مصدر هواء إلا ما يوجد في رئتيه، ليصبح بذلك كالسمكة لفترة لا تتعدى الدقائق الثلاث، يختبئ في قاع البحر وينتظر أن يأتي السمك إليه ليطلق النبلة. قد لا تعلم الوزارة أن في بلدنا بعض الأشخاص الذين يعتبرون أبطالاً دوليين في هذه الرياضة التي يمكن لبنان أن يتميز بها. وقد أقيمت مباراة دولية في البترون منذ سنوات، شارك فيها أبطال من أنحاء العالم وتفوّق فيها لبناني. ماذا نفعل خلال اللقاء الدولي المقبل؟ هل نرسل إليهم خفر السواحل؟ أم نرغمهم على الانتقال إلى بلد آخر في المتوسط مضيعين بذلك الفرصة على لبنان؟
على الوزارة أن تراجع قرارها وتفصل بين الصيد بالهواء المضغوط والصيد الحرّ لأن «مش كل شي عند العرب صابون».