علي صفا نكتب، بعدما هدأت قليلاً، كي لا تمر مرور الكرام ولا اللئام، موجة صدامات الشتائم التي لطخت مباراة السلة بين الحكمة وتبنين، قبل أيام، وتلاها عقوبات اتحادية وبيان حكماوي، لا يغطي شيئاً من الحقائق التي فاحت روائحها.
سلة لبنان، صارت الشعبية الأولى كما يُقال، فكيف صار جمهورها، الكبير، وخصوصاً الحكماوي؟
الحكمة، لمن لا يعرف تاريخها، هي صرح تربوي عريق خرّج نخبة الأدباء والكتّاب ورجالات البلد ومثقفين، ورياضيين بين فريقي كرة القدم وكرة السلة، فماذا جرى وماذا تغيّر؟
ما تابعه الجمهور على الشاشتين اللبنانية وART، ونحن منهم، أمام فريق تبنين، من شتائم «لرموز دينية ووطنية تشرّف الوطن والأمة...صدم الجميع. شتائم شوّهت صورة لبنان وجمهور اللعبة وإداراتها إذا ما تجاهلت خطورة ما حدث. الشتائم ضد الرموز رذالة مرفوضة مطلقاً، وأن يأتي من الحكمة بالذات أمر خاص نتوقف عنده.
هل هذا هو جمهور الحكمة؟ هل يرضي مراجع الحكمة الدينية والرياضية الجديدة؟
هل تحولت «حكمة لبنان» فعلاً إلى مركز سياسي زعامي، مناطقي؟ هل تحولت الحكمة بفعل المال والفلتان والتعصب؟ من يخطف الحكمة يرتكب جرماً رياضياً وطنياً.
ومن يبرر فعل الجمهور بشتائم مضادة، لا يستحق الإدارة مطلقاً لأن الشتيمة لا ترد بالشتيمة، وخصوصاً أمام جماعة تعتنق آية «من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر»، بينما البعض يدير قفاه العاري، وشتائم ضد رموز دينية لا علاقة لها باللقاء بالرياضي!
ما يصدر من الحكمة أحياناً صار ضدها، ويشوّهها..
هل هذا هو ما تريده مراجع الحكمة الأصيلة برموزها الثقافية والدينية، أم هي تفضل السكوت أمام «المال الراعي»؟
نحن مع الحكمة، لا مع مستغلّيها ومحرّفيها... كما نحن ضد أي طرف يحوّل الرياضة ويستغلّها سياسياً... وحتى إشعار آخر.