307 أهداف وضعت راوول غونزاليس بلانكو كابتن ريال مدريد في مصاف ألفريدو دي ستيفانو أعظم لاعب عرفه النادي الملكي، ليفتح الباب من جديد على الجدل القديم عمّا إذا كان «الماتادور» قد أخذ حقّه عالمياً
شربل كريّم
جاء النجوم ورحل النجوم، وبقي راوول الحجر الأساس في تشكيلة ريال مدريد. هذا أمر لا يختلف فيه اثنان رغم تحوّل الأضواء بعيداً من «أمير» العاصمة الإسبانية في الأعوام القريبة الماضية إلى تلك المواهب الجديدة التي تشقّ طريقها نحو النجومية.
القصة تحكي عن نفسها من دون الكثير من الكلام أو سرد الأرقام القياسية التي أصابها راوول، إذ يكفي أنه بقي اللاعب الذي تُبنى حوله التشكيلة مع كل المدربين الذين مرّوا على ريال مدريد وقاموا بتغييراتٍ جذرية، كلٌ بحسب رؤيته للعبة. ففي ظل كل تلك الصعوبات التي عاشها الفريق الملكي في فتراتٍ مختلفة واستقدام العديد من الأسماء الرنانة، كان الاعتماد على راوول صاحب القدم اليسرى الحساسة للنهوض بالمجموعة وإعادتها إلى السكة الصحيحة.
يصعب التصديق أن لاعباً تمكّن من التمسّك بمركزه في تشكيلة ريال مدريد رغم كل المنافسة التي صادفته طوال تلك الفترة الطويلة التي ارتدى فيها القميص الأبيض، إذ في الوقت الذي عانى فيه غالبية اللاعبين لحجز مكانٍ أساسي، لم يؤثر قدوم أفضل هدافي العالم أمثال البرازيلي رونالدو والهولندي رود فان نيستلروي والإنكليزي مايكل أوين على وضع اللاعب رقم 7 الشهير. واللافت، أن «الفتى الذهبي» الذي أصبح مخضرماً عرف كيف يأخذ حصّته من النجومية في صفوف الـ«غالاكتيكوس» أيام وجود الفرنسي زين الدين زيدان والبرتغالي لويس فيغو والإنكليزي ديفيد بيكام وغيرهم، وذلك رغم أنه بقي بعيداً عن حصد الجوائز الفردية وتحديداً جائزتي أفضل لاعب في أوروبا والعالم.
شخصية راوول القوية على أرض الملعب (رغم أنه قليل الكلام) هي التي كانت أساساً في نجاحه، والدليل أنه فرض نفسه بين الكبار في سن السابعة عشرة منذ أن منحه المدرب الأرجنتيني خورخي فالدانو الفرصة في تشرين الأول 1994، فسجل 9 أهداف في موسمه الأول، أهمها في مباراته الثانية أمام فريقه السابق اتلتيكو مدريد الذي ارتكب رئيسه السابق خيسوس خيل أكبر خطأ في حياته بتجميده نشاطات جميع الفرق العمرية بهدف توفير الأموال، ما دفع راوول للانتقال إلى القطب الثاني في العاصمة الإسبانية.
الأهم في مسيرة راوول هو وفاؤه لريال مدريد الذي حصد معه الألقاب على الساحتين المحلية وخصوصاً الأوروبية، وأهمها دوري الأبطال (1998 و2000 و2002)، حيث رفض جميع العروض من أبرز الأندية في القارة العجوز أمثال مانشستر يونايتد الإنكليزي وميلان الإيطالي، طالباً منها الكفّ عن ملاحقته لأن لديه المزيد ليفعله مع الريال.
يبدو راوول على أرض الملعب كأنه لاعب شاب أمام امتحان إثبات الذات مع فريقٍ كبير، إذ يقارب المباريات بنفس الروح التي جعلت منه الشاب «الصغير ـــــ الكبير» في فريق العاصمة الإسبانية في منتصف تسعينيات القرن الماضي، وهو حتى لم يعترض على المدرب السابق الألماني برند شوستر عندما أوعز إليه الأخير بشغل مركزٍ على الجناح الأيسر أو خلف فان نيستلروي وحتى في وسط الملعب ـــــ المدافع أو صانع الألعاب!
من هنا، يبدو أن الهمّ الوحيد لدى راوول هو الوجود على أرض الملعب وخدمة الـ«ميرينغيز» في أيّ دورٍ يمنح له. أما ردّه على منتقديه وعلى أولئك الذين تبنّوا أفكار المدرّب لويس أراغونيس بإبقاء أفضل هدّاف في تاريخ المنتخب الإسباني بعيداً عن الساحة الدولية، فيكون دائماً عبر أكثر الاحتفالات بالأهداف تأثيراً في النفوس أي عندما يقبّل خاتم زواجه، ثم يشير إلى اسمه المكتوب على ظهره.


راوول غونزاليس

قالوا في مديحه



■ ألفريدو دي ستيفانو (الصورة 1) الهداف التاريخي لريال مدريد: «أنا لا أقتنع بسهولة باللاعبين، لكنني أعترف بأنني أبدو مشجِّعاً صغيراً خلال متابعتي لراوول في المباريات».
■ «السير» اليكس فيرغيسون (الصورة 2) مدرب مانشستر يونايتد الإنكليزي: «راوول نجم إسبانيا الأول، هو أسطورة حقيقية».
■ البرازيلي ريفالدو لاعب برشلونة السابق: «راوول هو الأبرز دائماً رغم تخمة النجوم الموجودين في ريال مدريد».
■ جناح ريال مدريد الهولندي أريين روبن: «راوول هو لاعب رائع وقائد عظيم. لا أملك سوى الكلام الجميل عنه. كل ما أعرفه هو أنه شرف كبير لي أن ألعب إلى جانبه في الفريق نفسه».
■ مهاجم ريال مدريد الأرجنتيني غونزالو هيغوين: «ما حققه راوول إنجازات لا تصدّق. لا أعلم ما إذا كان هناك من أرقام قياسية باقية له لتحطيمها».
■ مدافع ريال مدريد البرتغالي بيبي: «بكل بساطة، راوول هو مثال لكل لاعبي كرة القدم».
■ فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد السابق: «لا أعرف ماذا ينقص راوول ليقنع العالم بأنه الأفضل. فعلاً كان ملهم الفريق منذ اليوم الأول الذي ارتدى فيه القميص الأبيض. لا يمكنني أن أتخيل ريال يلعب من دون أن يكون ذاك اللاعب الرقم 7 على أرض الملعب».