شربل كريّمفريديريك أنيكين. اسمٌ ربما لا يعرفه الكثيرون من متابعي كرة القدم في لبنان، لكن الأمر يختلف في فرنسا لكون هذا الرجل يمكن أن تجده غالباً برفقة أبرز المدربين، أمثال إيميه جاكيه وغي رو ورولان كوربيس وميشال هيدالغو، وهو تدرّج في المجال التدريبي عند بعضهم، وتعاون في مشاريع كروية مع بعضهم الآخر. أنيكين الروسي من ناحية والده (كما تدلّ شهرته)، عُرف في أفريقيا أيضاً، وتحديداً في بنين والجزائر والسنغال وساحل العاج، حيث تربطه اتصالات وثيقة بالأندية المختلفة هناك.
وكان من المفترض أن يكون «فريد» في بيروت، لتأليف إضافة فنية، بعدما استدعاه المدرب بسام زبيب ليكون معه ضمن الجهاز التدريبي لفريق المبرة، ويهتم خصوصاً بالحصص التدريبية لحراس المرمى.
«الأخبار» التقت المدرب الشاب الذي تابع بعض المباريات المحلية، وخرج بانطباعات (أكثرها سلبي)، مستغرباً في الوقت عينه ما حصل بين المدرب زبيب والمبرة.
ويلخّص أكينين رأيه في كرة لبنان بعبارة واحدة «يجب إعادة بناء كرة القدم اللبنانية». يتوقف الرجل لبرهة، كأنه مصدوم بما تابعه هنا في ملاعبنا، ثم يقول: «خضت دورات تدريبية بإشراف هيدالغو وجاكيه، وما لمسته أنهما والأندية يعطون معنويات عالية للمدربين، لكن هنا تجد أن الأمر مختلف جداً».
وأضاف: «ما حصل مع زبيب أمر مؤسف فعلاً، وأقول هذا الكلام من معرفتي الجيّدة به، إذ إن النتائج التي حققها في توغو مثلاً (فاز ببطولة الدوري وسجّل 42 فوزاً و4 تعادلات وخسارتين في 48 مباراة) جعلت منه مرشحاً لقيادة المنتخب الوطني عشية مونديال 2006. كما أن سمعته الطيّبة في فرنسا حيث نناديه بـ«جاكيه الجديد» تجعل منه مكسباً للكرة اللبنانية لما يحمل من شهادات في التدريب».
وكشف أنيكين أنه التقى كثيراً من اللاعبين اللبنانيين في الخارج، وهؤلاء لا تربطهم صلة كروية ببلادهم الأم، والسبب ببساطة أن الكرة هنا غير متطورة، وبالتالي لا تشجّع على قدوم الخامات المهاجرة للدفاع عن ألوان المنتخب الوطني.
ويتابع: «اللعبة تحتاج إلى التخطيط، وليس بالضرورة أن يكون عدد سكان البلد عالٍ، والدليل ما حققته غامبيا التي بلغت مونديالَي الناشئين والشبّان رغم أن عدد سكانها لا يصل إلى مليوني نسمة».
وعن مستوى اللاعبين والفرق عموماً، يقول أنيكين المتخصّص في تدريب الفئات العمرية: «وجدت لاعبين يتمتعون بمهارات فردية جيدة. أما بدنياً، فتسقط غالبية الفرق في امتحان الدقائق العشر الأخيرة، ولهذا السبب نرى الشباك تهتز في نهاية الكثير من المباريات».


تغيير العقلية الكرويةويشرح: «لا ضير من اعتماد المدربين على حصة تدريبية مشابهة في كل يوم (كالعمل على التمريرات أو ضربات الرأس أو التسديد طوال الأسبوع)، لأن التقدّم الفني لا يكتسبه اللاعبون إلا من خلال التكرار».
وختم مشيراً إلى لاعبين يمكنهم السير على خطى رضا عنتر ويوسف محمد المحترفين في كولن الألماني، أمثال علي الأتات والحارس حسن بيطار (المبرة) وعلي حميّة (الراسينغ). كذلك أبدى إعجابه بالأردني خالد سعد (النجمة).