بعد توقف الدوري الإيطالي لكرة القدم بسبب عطلة الأعياد، شُغل الرأي العام المحلي في قضية استدعاء المهاجم البرازيلي «المجنّس» أماوري إلى صفوف المنتخب الوطني، وسط انقسام حادّ بين مؤيد ومعارض للفكرة
شربل كريم
انتظر مهاجم يوفنتوس أماوري طويلاً ارتداء قميص منتخب بلاده الأم، أي البرازيل، وهو رغم تألقه مع فريقه الحالي وقبله مع باليرمو، إلا أنه لم يقنع مدربي «السيليساو» بالاستفادة من خدماته، ولو مرة واحدة. لا يخفى أن المنتخب البرازيلي يحتاج إلى لاعبٍ من طراز أماوري، وخصوصاً في ظل افتقاره إلى مهاجمٍ فذّ من طينة رونالدو مثلاً، إذ حتى أدريانو ولويس فابيانو لا يمكنهما تعبئة فراغ اللاعب الرقم 9 الشهير. إلا أن دونغا ومن سبقه على رأس الجهاز التدريبي لم يقتنعوا بقدرات أماوري، ما دفع الطليان إلى التحرك وخطب ودّه لتعزيز خط هجوم «الأزوري».
وحصل أماوري حديثاً على الجنسية الإيطالية، وهو حتى قبل حمله جواز بلاد «الكالتشيو»، اضطر للإجابة عن سؤال شبه دائم للصحافيين: «هل تريد أن تدافع عن ألوان إيطاليا؟». بدا اللاعب متحفظاً في كل مرّة أجاب فيها عن السؤال المذكور، من دون أن يخفي في أحاديث جانبية أنه لا يستطيع أن يرفض دعوة من البرازيل إذا وُجِّهت إليه.
ووصلت الأمور إلى تدخل والدة اللاعب التي دعت نجلها إلى قبول الانضمام إلى إيطاليا بعد حصوله على الجنسية، وجاء الردّ من بعض اللاعبين الذين عارضوا الخطوة بشدّة وعلى رأسهم البرتو جيلاردينو، بينما رحّب لوكا طوني المهاجم الأساسي في المنتخب بالدخول في سباقٍ على المركز الوحيد في خط المقدمة، لأن الطليان اعتادوا أخيراً اللعب بمهاجمٍ واحد.
لا شك في أن لعب أماوري مع إيطاليا سيمثّل إضافة إيجابية على تشكيلة مارتشيلو ليبي، وقد يستفيد الأخير من خدماته حتى أكثر من طوني، وخصوصاً أن البرازيلي يجيد ألعاب الهواء والفنيات على حدّ سواء، لكن المشكلة تبقى في أن غالبية الإيطاليين يرون إهانة في تجنيس لاعبٍ برازيلي، وذلك في ظل وفرة المهاجمين المحليين في «سيري أ»، إذ إلى جانب طوني وجيلاردينو، هناك فينتشنزو ياكوينتا وأنطونيو دي ناتالي، وحتى المخضرم المتألق إليساندو دل بييرو.
الحقيقة أن اللاعب لا يمتّ بأي صلة لإيطاليا، لذا من الواضح أنّ انتماءه الأول هو لمنتخب «بلاد السامبا»، والقميص الأزرق هو خيار ثانٍ بالنسبة إليه.
تبدو خيبة البعض من الاستعانة بلاعبٍ من أصولٍ غير إيطالية مبررة، إذ إن البلاد التي خرّجت هدافين من طراز باولو روسي وسلفاتوري سكيلاتشي وفيليبو اينزاغي وغيرهم، تستعين الآن بمهاجمٍ من بلد منافسٍ أزلي على الساحة العالمية، إذ تقف إيطاليا مباشرة خلف البرازيل في عدد مرات الفوز بكأس العالم التي أحرزتها الأخيرة خمس مرات.
وإذ لا يمكن الجزم في إمكان خوض أماوري مباراة دولية يوماً ما مع أحد المنتخبين، البرازيلي أو الإيطالي، فإن الأمر الأكيد هو أن اللاعب الفارع الطول وصاحب القوة البدنية والضربات الرأسية الهائلة، يستحق أن يكون تحت الأضواء واللعب على أعلى مستوى، وخصوصاً أنه حالياً من أفضل الهدافين في العالم، ومن القناصين النادرين في منطقة الجزاء، أضف أنه يدافع عن ألوان فريق كبير نادراً ما ارتدى ألوانه غير اللاعبين النجوم أصحاب السمعة الرفيعة المستوى.