نادي النجمة كان وسيبقى لكل لبنان■ الاهتمام بالفئات العمرية أساس النجاحإدارية جديدة، وطالت رياح التغيير منصب الأمانة العامة، ليُنتخب سعد الدين عيتاني أميناً عاماً خلفاً لعبد اللطيف فرشوخ، بعد معركة طاحنة وصامتة

حاوره: عبد القادر سعد

■ ماذا ينتظر نادي النجمة في المستقبل وما الهدف من اختيار سعد الدين عيتاني؟

- أفضّل عدم الكلام عن نفسي، لكن سعد الدين عيتاني لا يمكن أن يفعل شيئاً وحده. فهذا عمل إداري متكامل، وتنتظر نادي النجمة ورشة عمل كبيرة تتطلب تضافر جميع الجهود لإنجاحها وعودة نادي النجمة إلى موقعه الطبيعي، وغياب الألقاب في المواسم الماضية دليل على وجود خلل. فالنادي لا تنقصه مقوّمات النجاح، ويبقى العمل والمتابعة وتحديد الهدف. فالمسؤولية كبيرة والنيّات صادقة والدعم موجود.

■ يعتبر بعض النجماويين المخلصين ما حصل على صعيد التغيير الإداري «حلماً». من كان له الفضل بما حصل؟

- صاحب الفضل هو راعي النادي الشيخ سعد الحريري الذي يدعم النادي مشكوراً. وكانت كلمته حاسمة، معلناً أنه مع مصلحة النادي، وأهل النجمة أدرى بأحوالها، وبالتالي لا بد من تسليمهم إدارة شؤون النادي حفاظاً على هذا الصرح العظيم.

■ ما المقصود بورشة العمل؟

- البداية يجب أن تكون في الجانب الإداري بناءً على فكر جديد، والتخلّي عن الفكر التقليدي. ومن الأمور الواجب تطبيقها المكننة وتطوير الموقع الإلكتروني وتوفير المصادر التمويلية للنادي عبر الإعلانات والتسويق، وكلها خطوات رئيسية استعداداً للاحتراف فيما بعد.

■ ما هو توجّه الادارة بالنسبة إلى جمهور النجمة وكيفية معالجة المشكلة التي يعيشها؟

- المكان الوحيد الذي لا يجب أن تكون هناك مشاكل فيه هو نادي النجمة وجمهوره. فالنجمة هو الذي جمع لبنان بأكمله، وهو لكل لبنان وسيبقى كذلك، ونحن نعمل رياضة لا سياسة.
وسيكون هناك تواصل مع جميع الجماهير المخلصة لنادي النجمة عن طريق روابط الجمهور في كل لبنان، وسنعمل لعودة كل مخلص إلى نادي النجمة ابتعد عنه لأي سبب كان. وأوجّه نداءً الى جمهور النجمة المخلص والوفي لضرورة الالتفاف حول ناديهم، والأيام المقبلة ستكشف أن النادي لجميع أبنائه المخلصين.

■ هل ستعالَج مسألة الجمعية العمومية (شطب أعضاء، بدل الاشتراك...)

- في الوقت الحاضر لم يبحث الموضوع، لكون اللجنة الادارية لم تجتمع سوى مرتين. وأؤكد أن أي خطأ سيصحّح وليس هناك محرّمات. وعن موضوع بدل الاشتراك السنوي (1000 دولار)، فأعتقد أن المبلغ كبير.
علماً بأن الجمعية العمومية يجب أن تكون في يد الجهة الراعية للنادي، وهو ليس أمراً جديداً، فهو قائم من أيام الحاج عمر غندور. وهناك تجارب عديدة في فرق أخرى، حيث ابتعدت جهات مموّلة بسبب عدم القدرة على التحكّم بقرار الجمعية العمومية. ولكن الأولوية الآن للأمور الادارية وتشكيل لجان النادي، كاللجنة الفنية والطبية والملاعب والاعلامية والعلاقات العامة والتسويق.

■ بالانتقال الى الشق الفني، ما هي المخططات؟

- الأهم هو تفعيل الفئات الناشئة عبر البحث عن الخامات والمواهب وضمّها إلى النادي ورعايتها عبر أجهزة فنية مناسبة. فالأجهزة الناجحة ستبقى والفاشلة، من خلال النتائج المسجّلة، سترحل، وسيطبّق مبدأ الثواب والعقاب.
بالنسبة إلى الفريق الأول، فهو شهد نقلة نوعية بقيادة المدير الفني إميل رستم ومساعده حسن أيوب ومدرب الحراس رياض مراد، وطبعاً مدير الفريق سمير العدو (أبو علي). وأنا أتوجه بالشكر إليهم على كل ما قاموا به، علماً بأن المشوار لم ينته بعد وهي فرصة لحث اللاعبين على المزيد من العطاء، فهم جنود الفريق القادرون على إحراز الألقاب.
وعلى صعيد الأجانب، هناك لاعبَان قيد التجربة من جورجيا وسيراليون (خط الوسط)، ولكن يجب أن يكونا أفضل من اللاعبين الحاليين حتى يتم التعاقد معهم، فعملية التغيير حساسة وتتطلّب دراسة جيدة كي لا تكون خطوة ناقصة تؤثر سلباً على الفريق.

■ جرى الحديث عن عقدي احتراف لعباس عطوي (آذربيجان) ومحمد غدار (تركيا). فهل هذا صحيح؟

- ليس هناك شيء رسمي، لكن ادارة النجمة في غير وارد الاستغناء عن أي لاعب قبل نهاية الموسم، فنحن في منتصف المعركة ونحتاج إلى كل الجهود.
وفي نهاية البطولة لكل حادث حديث، علماً بأن الادارة لن تقف في وجه أي لاعب، ولكن مع الحفاظ على حقوق اللاعب وكرامته، وتأمين حقوق النادي. فلاعب نادي النجمة لديه قيمة كبيرة، ولا يجب أن يلعب في أي مكان، تحت عنوان «عقد احتراف». وهنا أحبّ أن أوّجه كلمة إلى اللاعبين بعدم السماح لأي أحد بالتغرير بهم وإيهامهم بأمور ليست واقعية، وكلام غير موضوعي وغير موثّق رسمياً، وكل ذلك عبر النادي الأم.

■ ما هو موقف نادي النجمة من اتحاد اللعبة والدور الذي يؤديه، والانتخابات المقبلة؟

- لم يطرح الموضوع بعد، لكن أؤكد أن نادي النجمة سيكون في المكان الذي يخدم الكرة اللبنانية من دون أي تأثير من أحد. وبشأن عمل الاتحاد، فإن الأوضاع في لبنان غير طبيعية وهذا ينعكس على كرة القدم. ونحن كنادي النجمة لا نحب أن نطلق السهام على أحد، وهناك توجه إداري للانفتاح على الاتحاد كمؤسسة لا كأشخاص، ومساعدته ومدّ يد العون لإنجاح المسيرة، لكون النجمة هو أم الصبي.

■ ما هي الأمور التي تحتاج إليها كرة القدم لرفع مستواها؟

- المتطلبات كثيرة. فعدد الأندية كبير واللعبة غير منتشرة وهي غائبة أو شبه غائبة عن عدد من المحافظات والمناطق كالبقاع وعكار، إضافة إلى الحاجة الى ملاعب جديدة، وهذه مسؤولية الجميع لا الاتحاد فقط.
وهناك موضوع الفئات العمرية وضرورة الاهتمام بالناشئة الذين هم مستقبل اللعبة. فنظام التواقيع قديم ولا يسمح بالإعارة. وهناك العديد من المواهب الناشئة والواعدة بمستقبل كبير نراها تندثر جرّاء غياب الاهتمام بها.
كذلك فإن نظام بطولة الفئات العمرية غير مجدٍ، إذ إن مشاركة الفرق قليلة، ما يعني أن اللاعب الناشئ لا يلعب أكثر من أربع مباريات في الموسم، وهذا قليل، ولا يسمح بتطوّر مستوى اللاعبين.

■ كيف ستكون العلاقة مع الأندية الأخرى؟

- هناك حرص تام من الاداراة على علاقة النادي الجيدة بجميع الأندية، والبقاء على تواصل مستمر، لكون اللعبة لم تعد تحتمل أي تراجع

■ ما رأيك بالنسبة إلى غياب الجمهور عن الملاعب؟

الجمهور هو عصب كرة القدم، ولا معنى لها من دونه. لكن بعض الظروف قد تفرض نفسها على أرض الواقع. وأنا مع عودة الجمهور، لكن ضمن ضوابط معيّنة.


التدريب المجّاني